يُساور القلق والترقب الشديدين عشرات العائلات المقدسية المهددة أراضيهم بالمصادرة في واد الربابة ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، لصالح إقامة "حديقة توراتية"، والقطار الهوائي" التهويدي.
وتنظر المحكمة المركزية الإسرائيلية غربي القدس المحتلة، ظهر يوم الخميس، في قضية أراضي وادي الربابة، المهددة بالمصادرة.
ويرفض أصحاب الأراضي قرار سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية وضع اليد على أراضيهم وتحويلها لما يسمى بـ "سلطة الطبيعة" من أجل إقامة "حديقة توراتية".
ودعت العائلات المهددة أراضيهم بالمصادرة، إلى تكثيف التضامن معهم، والتظاهر أمام محكمة الاحتلال، لسماع صوت المقدسيين الرافض لمصادرة الأراضي وعمليات الاستيطان والتهويد.
وأراضي واد الربابة جميعها مهددة بالمصادرة لصالح المشاريع الاستيطانية بما فيها "الحدائق الوطنية"، وأطماع الاحتلال في هذه المنطقة لا تتوقف يومًا ما، فهو يخطط لإقامة مشروع تهويدي عملاق فيها.
ترقب وقلق
عضو لجنة الدفاع عن أراضي واد الربابة أحمد سمرين يقول لوكالة "صفا" إن محكمة الاحتلال ستبت اليوم في قرار وضع اليد على أراضي الحي، لصالح إقامة "حديقة توراتية"، وشق مسارات توراتية دينية للمستوطنين، مبينًا أن أصحاب الأراضي يعيشون حالة من الترقب والخوف، وينتظرون قرار الاحتلال بفارغ الصبر.
ويوضح أن هناك عدة مؤسسات وجمعيات استيطانية، منها ما تسمى "سلطة الطبيعة"، و"الصندوق القومي اليهودي"، وبلدية الاحتلال، تسعى للسيطرة على أراضي واد الربابة، وطرد أصحابها منها لأجل إقامة مشاريعهم التهويدية والاستيطانية.
وتطالب مؤسسات الاحتلال هذه بتحويل كل الأراضي الموجودة في المنطقة الجنوبية للبلدة القديمة والمسجد الأقصى إلى ما يسمى ب"الصندوق القومي اليهودي".
ويضيف أن "سلطة الطبيعة" تأخذ أوامرها من القضاء الإسرائيلي، والذي أعطاها تصريحًا لاقتحام الأراضي الفلسطينية في الحي، وتنفيذ أعمال التجريف والحفريات فيها.
ويتابع "نحن لا نعول كثيرًا على المحاكم الإسرائيلية، باعتبارها جزءًا من منظومة الاحتلال، ولا توجد أي عدالة قضائية في القدس، بل يتم تحويل قضايانا من قانونية إلى سياسية، لكن نأمل أن يكون القرار اليوم لصالح أصحاب الأراضي المهددة بالمصادرة".
وبحسب سمرين، فإن الاحتلال ينفذ هجمة واسعة على أراضي واد الربابة ويلاحق أصحابها، تحت حجج واهية بأنها "أملاك غائبين"، و"منطقة حدائق عامة".
وتخطط بلدية الاحتلال وزارتي "شؤون القدس" والمواصلات لإقامة قاعدة للقطار الهوائي التهويدي فيه وجسر معلق بين ضفتيه، ومركز زوار لغسل أدمغة السياح والزوار اليهود، وحدائق توراتية ومنشأة إضافية لشفط عيون وآبار مياه سلوان.
دعوات للتضامن
ويلفت سمرين -أحد أصحاب الأراضي- إلى أن "سلطة الطبيعة" عملت على تحويل جزء من الأراضي البالغ مساحتها ما بين 80-100 دونم، لمسارات توراتية، ويتم العمل ليل نهار فيها، بحيث يتم استهدافها بشكل ممنهج.
وتعود أراضي واد الربابة ملكيتها لعائلات سلوان سمرين، العباسي، قراعين، حجاج، عايد، عودة، حسن الشيخ، أبو شافع، الزغل، أبو رميلة، صيام المندوب، أبو سنينة، شقير، الشويكي، دعنا، وأبو خاطر.
ويوضح سمرين أن أصحاب الأراضي يمتلكون أوراق ملكية قانونية تثبت أحقيتهم فيها، ولا يجوز للاحتلال حرية التصرف فيها، كما أنه لا يملك حق طردنا من أراضينا.
ويؤكد على ضرورة تكثيف التضامن مع العائلات المتضررة، والوقوف إلى جانبهم، في مواجهة قرارات الاحتلال الهادفة إلى السيطرة على أراضيهم وممتلكاتهم في بلدة سلوان، وتهجير السكان منها.
وتدّعي سلطات الاحتلال أن حي واد الربابة أقيم على أنقاض مقبرة يهودية، وأنه بأكمله يعد "منطقة حدائق وطنية تعود للجمهور العام"، لكن سكان الحي أكدوا ملكيتهم للأراضي عبر الأوراق الثبوتية التي يملكونها.
وقبل سنوات، وافقت "اللجان المحلية واللوائية" في بلدية الاحتلال على البدء بإقامة جسر هوائي معلق يربط بين حي واد الربابة باتجاه الشارع الموصل إلى باب المغاربة وصولًا إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى.
ويبلغ طول الجسر الهوائي المخطط إقامته 200 متر، وبارتفاع 30 مترًا عن سطح الأرض، ويمر فوق وادي الربابة ويربط بين حي الثوري ومنطقة النبي داود، بحيث يُوصل بين مجمع تهويدي يحتوي على مطعم ومركز ثقافي وصالة للمناسبات يستعملها المستوطنون تم إقامته قبل نحو عام في حي الثوري بسلوان.