web site counter

"أصحاب ولا أعز" جرأة أم هدم الأخلاق؟

القاهرة - صفا

فجّر أول فيلم عربي من إنتاج شركة نتفليكس الأميركية الشهيرة في مصر، جدلا واسعا في العالم العربي بسبب القضايا التي تطرق إليها والمَشاهد التي تضمنها، وانقسم الجمهور العربي بين معارض يراه خروجا عن القيم والأخلاق، ومؤيد يرى فيه مرآة معبرة عن واقع موجود وحقيقي.

ونال الفيلم وأبطاله "أصحاب.. ولا أعز"، والذي بدأ عرضه في الـ20 من الشهر الجاري على منصة الشركة، وابلا من الهجوم والانتقاد وسيلا من الإشادة والثناء أيضا، ولكن الهجوم الأكبر انصبّ على الفنانة المصرية منى زكي وتصدر اسمها واسم الفيلم مواقع التواصل الاجتماعي منذ انطلاق الفيلم ومشاهدته والتفاعل معه.

في العناوين العريضة المختصرة، الفيلم عبارة عن "لعبة واحدة تكشف كل الأسرار"، كما روجت له الشركة على موقعها على مواقع التواصل، وهو من بطولة منى زكي، ونادين لبكي وإياد نصار وآخرين.

وفي العناوين الفرعية تقول الشركة: "تتكشّف الحقائق في حفل عشاء حين يترك مجموعة من الأصدقاء المقرّبين هواتفهم مفتوحة على الطاولة مما يكشف تفاعلات مثيرة وأسرارًا مظلمة، دون أن توضح أي تفاصيل أخرى".

نتفليكس (Netflix) هي خدمة بث تقدّم مجموعة متنوعة من العروض التلفزيونية والأفلام وأعمال الأنيمي الوثائقيات وغيرها من الأعمال الحائزة على جوائز من خلال الآلاف من الأجهزة المتصلة بالإنترنت، وفقا لموقع الشركة.

تفاصيل فيلم أصحاب ولا أعز المثيرة للجدل

في التفاصيل، كشفت مواقع مصرية محلية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي أن الفيلم تطرق إلى "المثلية الجنسية" والانفتاح الأخلاقي، وتغييب دور الرقيب في الأسرة، إلى جانب بعض المشاهد والألفاظ الخارجة عن تقاليد المجتمع العربي الشرقي، وهي قضايا عادة ما تثير الانقسام في الشارع العربي كلما تم طرحها وتناولها في أي عمل فني أو أدبي.

تجارة لا فن

وساق الفريق الرافض للفيلم الكثير من الأدلة على أن العمل الفني لا يتضمن أي إبداع حقيقي في أول عمل عربي للشركة العالمية، وإنما لجأت إلى قصة "مستهلكة" وتم تقديمها بالعديد من بلدان ولغات العالم، فضلا عن اعتماد الشركة على ملامسة "المحرمات" في المجتمع لجني أكبر عدد من المشاهدات والأرباح وليس لتقديم عمل فني حقيقي يضاف إلى الفن العربي والعالمي.

استدعى الفيلم تحركات بعض المحامين والنواب الذين أبدوا رفضهم بشدة للفيلم ومحتواه، ونقلت وسائل إعلام محلية خبرا عن تقدم أحد المحامين بإنذار لوزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، تمهيدًا لإقامة دعوى قضائية ضد وزارة الثقافة والمصنفات الفنية لوقف عرض الفيلم.

واتهم المحامي أيمن محفوظ العمل الفني ببث السموم الاجتماعية من خلال بعض المشاهد والعبارات التي قد تعصف بأخلاقيات المجتمع وآدابه وترسخ فكرة الحرية الجنسية المطلقة دون رابط أو ضوابط.

على المستوى البرلماني، نقلت صفحة نواب الدخيلة والعامرية وبرج العرب (غرب الإسكندرية) على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تقديم رئيس "الهيئة البرلمانية لحزب النور" أحمد خليل خير الله بيانا عاجلا بشأن فيلم "أصحاب ولا أعز" الذي يُعرّض الأسرة المصرية للخطر.

وقال البيان -بحسب الصفحة- إن الفيلم يتنافى مع قيم المجتمع المصري، مطالبًا بتحريك دعوى من النائب العام ضد المشاركين المصريين في هذا الفيلم بتهمة التحريض على الفسق والقيم التي تخالف آداب المجتمع، ويطالب الحكومة بحجب تطبيق نتفليكس من مصر لعرضه قضايا تتنافى مع ديننا وقيمنا وأخلاقنا، كما طالب نقابة المهن التمثيلية بوقف كل من شارك من المصريين فى هذا العمل المشين ومنعهم.

أنصار ومدافعون عن الواقع والفن

في المقابل، وجد الفيلم وأبطاله الكثير من المناصرين والداعمين لهم، وقال تامر حبيب في منشور على صفحته فيسبوك، "يا سادة يا كرام، من حق المشاهد مشاهدة الفيلم والإعجاب به أو رفضه وانتقاده، كما أن من حق صناع الفيلم أن يكون لديهم مطلق الحرية في تقديم أي أفكار يرغبون في عرضها ومناقشتها".

ودافع الناقد الفني طارق الشناوي عن دور الفنانة منى زكي، وقال إنه لا يمكن وصف دورها في الفيلم "بأنه سقطة أخلاقية"، موضحا "أنه لا يمكن حساب الفنان على ما يقدمه داخل أي عمل فني".

واستبعد في تصريحات متلفزة على إحدى القنوات الفضائية، نقلها موقع المصري اليوم، أن يكون الهدف من العمل الفني هو الترويج لأعمال أخلاقية منافية للقيم المجتمعية، وأكد أن الفيلم لا يروج للمثلية الجنسية، على حد قوله.

وانخرط المحامي والمرشح الرئاسي الأسبق خالد علي في الجدال الدائر، وقال: "الفيلم جريء وغير تقليدي ويطرح قضايا لم تناقشها السينما العربية لكنه واقعي مهما حاولنا الإنكار والصمت والتجاهل ومهما بالغنا في الهجوم والنقد".

ورأى أن القضايا التي يطرحها الفيلم ليست بعيدة عن كثير من البيوت العربية والتي تتعايش مع تلك الظواهر الاجتماعية ولكن تحت ستر الصمت وعدم الإفصاح، واعتبر أن ما طرحته منى زكي في الدور الذي قدمته بكل اقتدار ونضج فني وإنساني ليس شيئا تخجل منه لكنها طرحت صرخة في ملايين الأسر العربية، على حد قوله.

هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها الشركة انتقادات حادة سواء على المستوى العربي أو حتى الغربي، وتواجه المنصة اتهامات عديدة في عدة مجتمعات ودول حول دورها في هدم القيم والترويج لأعمال منافية للأخلاق في أفلامها ومسلسلاتها بما فيها الترويج للاعتداء جنسيا على الأطفال.

المصدر : الجزيرة

أ ي

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام