"#لن تُهدم مساجدنا"، "#أنقذوا مسجد التقوى".. حملة الكترونية دشنها مقدسيون على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضًا لهدم مسجد التقوى في بلدة العيسوية شمال شرقي القدس المحتلة.
والأربعاء، أصدرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس قرارًا إداريًا بهدم المسجد، الذي ما زال قيد الإنشاء، بحجة البناء دون ترخيص، وأمهلت السكان أربعة أيام لهدمه.
وتواصل سلطات الاحتلال استهدافها الممنهج لكل ما هو فلسطيني في مدينة القدس، حتى الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية لم تسلم من اعتداءاتها وقرارات الهدم تحت ذريعة عدم الترخيص.
خطر الهدم
وعقب إصدار القرار الإسرائيلي، فإن خطر الهدم بات يتهدد مسجد التقوى بأي لحظة، مما يفاقم من معاناة أهالي العيسوية أثناء توجههم لأداء الصلاة، بسبب الأزمة المرورية وسط القرية، وخاصة يوم الجمعة.
ويخدم المسجد قطاعًا كبيرًا من السكان المقدسيين، وخاصة المسنين، الذين لا يستطيعون السير لمسافات طويلة حتى الوصول لمسجد الأربعين وسط العيسوية.
وفي 3 يناير/ كانون الثاني الجاري، اقتحمت قوات الاحتلال مسجد التقوى في البلدة، وأخطرت بوقف أعمال البناء فيه، وإلا سيتم هدمه عبر قرار إداري.
ونشر النشطاء على وسمي "#لن تُهدم مساجدنا"، و"#انقذو مسجد التقوى"، مطالبين بأوسع مشاركة في الحملة، احتجاجًا على قرار هدم المسجد.
ودعا أهالي العيسوية، المقدسيين للتصدي إلى قرار الهدم، والعمل على وقفه، وضرورة الانتفاض رفضًا لقرار الاحتلال باستهداف دور العبادة.
يخدم السكان
ويقول عضو لجنة المتابعة في العيسوية محمد أبو الحمص لوكالة "صفا" إن أهالي البلدة بعد قرار بلدية الاحتلال بهدم مسجد التقوى ارتأوا إطلاق حملة إلكترونية على منصات التواصل للضغط على الاحتلال من أجل وقف عملية الهدم.
ويوضح أن المسجد تم بناءه للمصلحة العامة، ولحاجة أهالي العيسوية، والتي تعاني من اكتظاظ سكاني، في ظل عدم وجود أي مرافق عامة تخدم هؤلاء السكان.
ويشير إلى أن أهالي الخير تبرعوا لبناء المسجد، وتم بناء الطابق الأول، وعند البدء بأساسات الطابق الثاني، تفاجأنا باقتحام طواقم بلدية الاحتلال المكان وتعليق أمر الهدم، وإمهال السكان مدة 4 أيام لهدمه، وإلا ستقوم آلياتها بتنفيذ عملية الهدم.
ويستخدم الطابق الأول البالغ مساحته 300 متر مربع كـ"موقف لسيارات الوافدين إلى المسجد"، والطابق الثاني "قيد الإنشاء" سيستخدم كمصلى يخدم سكان المنطقة، علمًا أن عدد سكان العيسوية يبلغ 22 ألف نسمة.
ويضيف "أطلقنا الحملة الإلكترونية لأجل الحفاظ على المسجد وحمايته من عملية الهدم، ولإيصالها إلى أكبر عدد ممكن من المتضامنين وأبناء الشعب الفلسطيني والعالم بهدف إنجاحها".
ويتابع أبو الحمص "نأمل إيصال رسالتنا للعالم والمجتمع الدولي لأجل الضغط على سلطات الاحتلال لوقف عملية هدم المسجد، ونطالب كل إنسان مسلم وحر أن يتعاون معنا ويوصل رسالتنا".
تفاعل كبير
ومنذ انطلاقها بالأمس، تشهد الحملة تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل، كما يوضح أبو الحمص، بالإضافة إلى المشاركات على صفحات العديد من النشطاء عبر "الفيسبوك".
وتتعرض بلدة العيسوية إلى هجمة إسرائيلية شرسة، تتمثل في تجريف الأراضي وهدم المنازل وتشريد السكان، والتنكيل بسكانها، والاقتحامات والاعتقالات، وغيرها، وذلك ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تفرضها على المقدسيين.
وتقتحم طواقم بلدية الاحتلال بشكل متواصل البلدة، وتُوزع إخطارات وأوامر الهدم على منازل ومنشآت تجارية فيها، في حين ترفض إعطاء تراخيص للسكان المقدسيين، وتجبرهم على هدم منازلهم بأيديهم، في حين تهمل ترميم الطرقات والشوارع والبنية التحتية، ولا تقدم أي خدمات لهم.
وترفض سلطات الاحتلال المصادقة على الخريطة الهيكلية البلدة التي تمكن أهالي العيسوية من البناء والتوسع ليتناسب مع الزيادة الطبيعة فيها.
ومنذ مطلع العام 2022، هدمت جرافات الاحتلال ما يزيد عن 11 منشأة في مدينة القدس، بما فيها مقبرة قيد الإنشاء في قرية إم طوبا، ومنشآت تجارية وسكنية.