قالت المرابطة المقدسية خديجة خويص إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف المرابطين والمرابطات، وكل العناصر المؤثرة في سبيل تفريغ المسجد الأقصى المبارك لتحقيق مساعيها في ترسيخ مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد.
وأضافت خويص في حديث خاص لوكالة "صفا" الأحد، أن" قوات الاحتلال تستهدف كل العناصر المؤثرة وكل من يعيد الحياة ويُعمر المسجد الأقصى، فهو يستهدف الخطيب والإمام والمؤذن والواعظ، والمرابط والمرابطة والطفل، وكل شيء يكون له أثر في الحفاظ على الأقصى والدفاع عنه".
وأكدت أن الاحتلال يسعى لترسيخ مخطط التقسيم الزماني والمكاني حتى يتمكن المستوطنون من تنفيذ اقتحاماتهم وأداء صلواتهم التلمودية بشكل مريح لا يشوبه أي إزعاج أو تنغيص، لأن" وجودنا داخل الأقصى يُنغص عليهم، ويغيظ المحتل".
تفريغ الأقصى
وتابعت خويص أن" سلطات الاحتلال تريد من خلال ذلك، تحقيق الأمان لهؤلاء المستوطنين أثناء اقتحاماتهم لباحات الأقصى".
وأشارت إلى أن هذه العناصر التي يسعى الاحتلال لتفريغ الأقصى منهم هم مرابطون ومرابطات لهم أثر كبير في عرقلة مخطط التقسيم، منذ بدء تواجدهم في المسجد عبر مصاطب وحلقات العلم منذ بداية عام 2010.
وأوضحت أن هناك استهداف واضح لكل من يتواجد في مصلى باب الرحمة أو محيطه أو المنطقة الشرقية للأقصى أثناء قراءة القرآن الكريم والصلاة ودرس العلم.
وأضافت أن "الاحتلال يلاحقنا في كل هذه الأمور، وحتى وجودنا في ساحة المصلى لقراءة القرآن أو الجلوس تحت الشمس يلاحقنا ويعتقلنا".
وحول اعتقال قوات الاحتلال لها، قالت المرابطة خويص: إن" اعتقالي جاء بحجة تحريض الفتيات والنساء على التواجد في مصلى باب الرحمة، لعرقلة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى".
واعتبرت أن إبعاد المرابطين والمرابطات عن الأقصى هي جزء من التفريغ وتمرير مخطط التقسيم الزماني والمكاني، واقتحامات المستوطنين بدون أي تنغيص.
وأكدت أن سلطات الاحتلال تسعى من خلال الإبعادات، لإيجاد ممر آمن لاقتحامات هؤلاء المتطرفين أثناء مرورهم وتجولهم في ساحات الأقصى.
تواجد رغم الإبعاد
وعن قرار إبعادها عن الأقصى، قالت خويص:" رغم أن الإبعاد يُشعرني بالقهر والألم، إلا أنه لن يُؤخرنا عن الأقصى قيد أُنملة، ولو أُبعدنا عنه نبقى نحن الأقرب إليه، حيث نتواجد عند أقرب نقطة للمسجد المبارك، وعند أبوابه، وخاصة طريق المجاهدين وباب الأسباط".
وتابعت "نتواجد عند أبواب الأقصى يوميًا، والإبعاد لا يعني أن تُبعد أرواحنا عن المسجد، رُغم بُعد أجسادنا، إلا أن أرواحنا تقترب أكثر فأكثر، والمهم أن يكون عملنا متواجد داخل الأقصى، وجودنا وجهادنا، ولا يستطيعون اقتلاعنا من الأقصى".
وعن رسالتها للاحتلال، قالت خويص:" رغم قرارات الإبعاد والملاحقة إلا أنني سأظل شوكة في حلق الاحتلال، وأن وعد الله عز وجل آت لا محالة وسيتحقق".
توتر ومواجهة
وحول إمكانية تصاعد اعتداءات الاحتلال ضد المسجد الأقصى في الفترة القادمة، أكدت المرابطة المقدسية أن مزيدًا من الاقتحامات والانتهاكات الإسرائيلية للمسجد ستخلق مزيدًا من التوتر والمواجهة سواء في داخله أو خارجه.
وأضافت أن" الأقصى على بركان، ومن يُشعل الفتيل تواجد الاحتلال في المسجد والاقتحامات المستمرة واعتداءاته على المرابطين والمرابطات والإبعادات، ومحاولة التقسيم الزماني والمكاني، وغيرها من الانتهاكات".
وأردفت قائلة "نحن مقبلون على فترة أعياد يهودية في شهر رمضان المبارك، وخلال العام الجاري، ولكن أعتقد أن وعد الآخرة قد اقترب، وأن الاحتلال مهما سيطر وتجبر فإن مصيره إلى زوال".
والخميس الماضي، أبعدت شرطة الاحتلال المرابطة خويص عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع قابلة للتجديد، بعد اعتقالها أثناء تواجدها داخل مصلى باب الرحمة، واقتادها إلى مخفر باب الاسباط، ومن ثم لمركز "القشلة".
وسبق أن تعرضت خويص لسلسلة من الاعتقالات والاستدعاءات والتحقيق، والإبعاد عن المسجد الأقصى لفترات تتراوح ما بين أسبوع إلى 6 أشهر، وكذلك المنع من السفر.
وتواصل سلطات الاحتلال حملة الإبعاد عن المسجد الأقصى بحق المقدسيين والمرابطين والمرابطات وموظفي الأوقاف الإسلامية وحراس المسجد، في محاولة لإتاحة المجال للمستوطنين لتنفيذ اقتحاماتهم بالأقصى دون أية قيود.
وخلال العام 2021، اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 30 موظفًا من دائرة الأوقاف، وأصدرت 519 قرار إبعاد، من بينها 357 عن المسجد الأقصى، 110 عن القدس القديمة، 31 عن مدينة القدس. وفق مركز معلومات وادي حلوة