"تهدد مستقبلهما"

محللون لـ"صفا": لقاء عباس-غانتس لوأد المقاومة المشتعلة بالضفة

غزة - صفا

رأى محللان سياسيان فلسطينيان أن لقاء الرئيس محمود عباس بوزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس في المنزل الذي يحتله شرقي "تل أبيب" مرده إلى الشعور بالخطر الذي يتولد لديها من تشكل وتطور حالة مقاومة داخل الضفة الغربية المحتلة ما يهددهما.

واعتبر هؤلاء خلال أحاديث منفصلة لـوكالة "صفا" لقاء عباس- غانتس بطابعه الأمني المغلف بقضايا ثانوية لا يخدم إلا قيادة السلطة الفلسطينية للحفاظ عليها بعد انكماش وتهميش دورها وأزماتها الاقتصادية المتلاحقة، ولاستباق الأمور وتطويق حالة المقاومة المشتعلة بمدن الضفة المحتلة.

وقوبل لقاء عباس-غانتس بحالة من الغضب الفلسطيني على المستوى الفصائلي والشعبي.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيليّة عن عقد اللقاء بمنطقة "رأس العين" بـ"تل أبيب"، وأكد غانتس أمام عباس "على المصلحة المشتركة بين السلطة والاحتلال بتعزيز التنسيق الأمني وحفظ الاستقرار".

ودانت الفصائل والقوى الفلسطينية اللقاء، معتبرة أنه جريمة وطنية وإهانة لدماء الشهداء وعذابات أسرانا وتشرعن وتشجع التطبيع العربي مع الاحتلال، فضلا على أنها مؤامرة خطيرة لا تختلف كثيراً عن "صفقة القرن".

المقاومة الخطر المشترك 

الكاتب والمحلل مصطفى الصواف يرى أن توقيت اللقاء يدلل على أن هناك شعور بالخطر يتولد لدى قيادتي السلطة والاحتلال من حالة مقاومة تتشكل وتتطور داخل الضفة الغربية المحتلة مما يهدد الطرفين.

ويرى الصواف لوكالة "صفا" أن عباس يريد استباق الأمور قبل أن تتطور وتنضج هذه التشكيلات المقاومة ويُصعب تطويقها والقضاء عليها، "لكن أعتقد أن الأوان قد فات".  

ويوضح أن العلاقة التي باتت تربط السلطة بالاحتلال يطغى عليها الطابع الأمني وتتمحور حول "كيف يمكن المحافظة على هذه السلطة ودورها الوظيفي الذي يقوم على حماية المستوطنين وملاحقة المقاومين".

ويقول الصواف إنه "لا توجد أي مصلحة فلسطينية من مثل هذه اللقاءات، ولا ننتظر أي إنجازات من خلفها سوى المحافظة على هذه السلطة وامتيازاتها لعباس ومجموعته أما باقي القضايا التي تخص القدس والوطن والشعب هي آخر ما يهم هذه القيادة".

وكانت فصائل فلسطينية قالت "إن اللقاء يعد انحرافًا خطيرًا عن الإجماع الوطني وتجاوزًا لإرادة الجماهير المنتفضة في وجه الاٍرهاب اليهودي والاستيطاني الذي لم يُبق منطقة بالضفة والقدس إلا وجعلها هدفاً لمشاريع الضم الاستعماري، وما هو إلا محاولة في سياق مؤامرة خطيرة".

مصلحة إسرائيلية داخلية 

ويبدو أيضًا أن للقاء مصلحة إسرائيلية سياسية داخلية قد تعود على غانتس بالنفع، وفق حديث الكاتب والمحلل حسن عبدو.

ويقول عبدو لوكالة "صفا" إن اللقاء يعطي دلالات خاطئة بما يتعلق بمسار التسوية بين السلطة والاحتلال كونه يأتي بتوقيت يرفض فيه رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت مجرد لقاء عباس حتى ولو في نطاق إقليمي".

ويؤكد أن الضفة تعيش حالة غليان ردًا على تنامي المشروع الإسرائيلي في الضفة والقدس المحتلتين من ناحية استكمال بناء المستوطنات والتغول على الحقوق الوطنية الفلسطينية مما تسبب بتعاظم المقاومة هناك.

ويشير عبدو إلى أن هذا اللقاء يأتي خلافًا للسياق الشعبي الذي يسعى للدفاع عن النفس والأرض والمقدسات، وأنه لا معني سياسي له في مسار التسوية ومخالف لتوجهات الرأي العام الشعبي.

وينبه إلى "أن السلطة تعاني من عزلة قيادتها ومن الغضب الجماهيري وأزمات اقتصادية متلاحقة"، لافتًا إلى أن أي توهم بتحقيق إنجازات من خلف اللقاء هو بمثابة خداع للنفس وللرأي العام.

د م/أ ش

/ تعليق عبر الفيس بوك