"السلطة مكروهة لأنها تعتبر نظاماً علمانياً فاسداً"

رغم قمع الاحتلال لمناصريها.. صحيفة إسرائيلية: شعبية حماس تتزايد في القدس

القدس المحتلة - ترجمة صفا

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إنه إذا ما تم إيجاد ما يُمكن أن يتفق عليه الإسرائيليون والفلسطينيون يومًا، فإنهم سيجمعون أن شعبية حركة حماس تتزايد في القدس المحتلة.

وأضاف تقرير للصحيفة كتبه "خالد أبو طعمة" أن حركة حماس التي تحكم غزة تحظى بدعم كبير بين فلسطينيي القدس، رغم القمع الإسرائيلي لكوادرها في المدينة، إضافة إلى قمع السلطة الفلسطينية لها في الضفة الغربية.

ورغم مطاردة الاحتلال والسلطة الفلسطينية لكوادر الحركة في المنطقتين، إلا أن الحركة تؤكد أنها تضع القدس في مقدمة اهتماماتها وهو ما ظهر في تنفيذ المقدسي فادي أبو شخيدم الأحد عملية إطلاق نار باتجاه 4 إسرائيليين، اثنين من المستوطنين وجنديين، ليردي أحدهما قتيلاً، ويصيب الباقين، عند باب السلسلة أحد أبواب القدس المحتلة.

وكان أبو شخيدم متنكراً بزي يهود، خلال تنفيذ العملية، قبل أن يطلق عليه النار من قِبَل قوات الاحتلال.

وأعلنت حماس تبنيها للعملية، وقالت الحركة في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني إن "فادي أبو شخيدم أمضى في القدس حياته بين دعوة وجهاد، وتشهد له أرجاء المدينة وجنبات المسجد الأقصى، وها هو يرتقي اليوم بعد معركة بطولية، وأوقع فيهم قتلى وجرحى".

وبحسب الصحيفة، فإن شعبية حماس في القدس وأيضاً الضفة قد ارتفعت أثناء وبعد حرب غزة التي وقعت في مايو الماضي ودامت 11 يوماً.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب التي اندلعت على خلفية طرد عائلات الشيخ جراح من منازلها والانتهاكات الإسرائيلية في المدينة، وتحديداً في المسجد الأقصى، جعلت حماس في أعين المقدسيين والفلسطينيين عامة بمثابة "حامية" القدس وسكانها ومواقعها المقدسة الإسلامية والمسيحية.

ويُنظر إلى حماس على أنها بادرت بمعركة "سيف القدس" لوقف عمليات إخلاء الشيخ جراح وإجبار الاحتلال على إلغاء استفزازاتها في البلدة القديمة بالقدس وفي الحرم القدسي، وكان من بين هذه الممارسات مسيرة الأعلام التي نظمها المتطرفون اليهود والتي استفزت المقدسيين وكل الفلسطينيين.

وعشية حرب غزة، اضطرت شرطة الاحتلال إلى إلغاء مسيرة الأعلام في القدس المحتلة يوم 10 مايو، بعد إطلاق المقاومة صواريخ باتجاه القدس أثناء تنفيذ المسيرة، تنفيذاً لتوعدها في حال لم يتراجع الاحتلال سماحه بتنظيم المسيرة، وهو ما أدى إلى هروب المستوطنين المشاركين فيها بعد إطلاق صفارات الإنذار عقب استهداف صواريخ حماس للقدس.

وبعد نهاية العدوان، اضطرت "إسرائيل" مجدداً –بحسب "جيروزاليم بوست" إلى إلغاء المسيرة في 7 يونيو، بعد تهديدات قوية أطلقتها "حماس"، حذَّرت فيها "الاحتلال، والوسطاء، وكل العالم" من اقتراب مسيرة الأعلام من المسجد المبارك.

وخلال حرب غزة وبعدها، كان آلاف المسلمين يتظاهرون عقب صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، مرددين هتافات مؤيدة لحركة حماس والقسام، كما حيوا محمد ضيف قائد الكتائب تحديداً.

وطالب المتظاهرون، وكثير منهم من سكان القدس، حماس بإطلاق الصواريخ على "إسرائيل" ومواصلة "الكفاح المسلح حتى تحرير القدس وكامل فلسطين".

وقالت الصحيفة إنه مع تزايد شعبية حماس في القدس وفتح قادة الحركة، قنوات مباشرة مع العديد من سكان القدس، أثار الأمر استياء السلطة الفلسطينية.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على اتصال مباشر مع عائلات الشيخ جراح المهددة بالتهجير.

حيث اتصل هاتفياً أيضاً بعدد من سكان القدس، ومنهم سيدة احتجت على ما زعم الاحتلال أنه أعمال ترميم بالقرب من قبر ابنها بجوار باب الأسباط.

ومثل العديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، يشكل أغلب المقدسيين جزءاً من مجتمع محافظ متدين يدعم أي جماعة مرتبطة بالإسلام. وعلى النقيض، فالسلطة الفلسطينية مكروهة من عديد من الفلسطينيين لأنها تعتبر نظاماً علمانياً فاسداً يخالف التعاليم الإسلامية، حسب وصف الصحيفة الإسرائيلية.

وكان النضال الخاص بعائلات الشيخ جراح ضد الإخلاء وانتهاكات المتطرفين اليهود المستمرة للحرم القدسي جوهر حملة فلسطينية اتهمت "إسرائيل" بممارسة "تطهيراً عرقياً" واستهداف الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة في القدس.

وتؤدي هذه الاستفزازات الإسرائيلية إلى تجمع الفلسطينيين حول حماس وليس السلطة الفلسطينية، وفقاً لتقرير الصحيفة.

وبينما تزعم الصحيفة الإسرائيلية أن سياسات السلطة تؤدي إلى تزايد شعبية حماس في القدس وأن حركة فتح تدفع العديد من الفلسطينيين، ومنهم المقدسيين، إلى ذراعي خصمها حماس، فالواقع أن ممارسات الاحتلال وضعف السلطة هي التي تجعل المقدسيين ينظرون صوب حماس.

وفي الوقت ذاته، السلطة الفلسطينية نفسها هي التي تقمع أعضاء وأنصار حماس الذين يعيشون تحت حكمها في الضفة الغربية. بحسب الصحيفة.

وتزعم الصحيفة الإسرائيلية أن قمع السلطة لكوادر حماس في الضفة أشد من قمع الاحتلال لكوادر الحركة في القدس المحتلة، إذ تقول: "من المفارقات أن فادي أبو شخيدم، الذي نفذ عملية إطلاق النار في البلدة القديمة بالقدس، كان يتمتع بحرية أكبر في الحركة والحديث لأنه، باعتباره مقدسيًا، كان يحمل بطاقة هوية إسرائيلية تمنحه نفس حقوق المواطن الإسرائيلي، باستثناء التصويت في الانتخابات العامة".

وتقول: "غالباً ما يجد أنصار حماس مثل أبو شخيدم ممن يعيشون تحت حكم السلطة الفلسطينية أنفسهم في السجون الفلسطينية أو دون وظائف".

وكانت الأجهزة الأمنية قد اعتقلت فلسطينياً من جنين تلقى اتصالاً هاتفياً من هنية ليقدم تعازيه في وفاة ابن أخيه (الذي استشهد برصاص الاحتلال.

كما أقالت السلطة الفلسطينية خطيبَي مسجد عبَّرا مؤخراً عن دعمهما لحماس.

والأسبوع الماضي، اعتقل جهاز الأمن الوقائي مُعلماً من بيت لحم قال لطلابه إنه يحترم حماس.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، اعتقلت الأجهزة الأمنية للسلطة أكثر من 35 عضواً من أنصار حماس في الضفة الغربية. ولكن لا يُسمح للسلطة الفلسطينية باعتقال أو حتى استجواب أي شخص يحمل بطاقة هوية أو جنسية إسرائيلية.

أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك