web site counter

سيقام على مساحة 12 دونم

تفاصيل مشروع تهويدي لإقامة كلية تدريب مهني في وادي الجوز

القدس المحتلة - خاص صفا

تعكف بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة على إنشاء كلية للتدريب المهني في حي وادي الجوز، ضمن أضخم مشروع تهويدي يُسمى "وادي السيليكون"، والذي تسعى لتنفيذه بالحي.

ويقع وادي الجوز إلى الشمال الشرقي من البلدة القديمة، على مقربة من جبل الزيتون ووادي قدرون، ويعتبر مركزًا صناعيًا واقتصاديًا في القدس، يحوي عددًا من أنواع الصناعات أغلبها تقع ضمن خانة تصليح السيارات، بالإضافة إلى بعض المحلات التجارية والمطاعم.

ويواجه الحي مجموعة من التحديات أبرزها الخطة الهيكلية للقدس التي تم تصديقها من "لجنة البناء والتخطيط" في بلدية الاحتلال في حزيران 2009، والتي تهدف إلى توسيع الحضور الاستيطاني في القدس والتضييق على الوجود الفلسطيني فيها.

ويستهدف الاحتلال وادي الجوز في الوقت الراهن، من خلال مشروعين استيطانيين هما: "وادي السيليكون"، ومخطط "مركز المدينة" التهويدي.

تهويد المنطقة

ويؤكد الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب أن "إسرائيل" دائمًا ما تُغلف مشاريعها التهويدية بمسميات مختلفة، لترويجها ولتقليل الضغط عليها سواء كان داخليًا أو خارجيًا، من أجل تغيير الواقع في مدينة القدس.

ويوضح أبو دياب لوكالة "صفا"، أن مصادقة "اللجنة اللوائية للبناء والتنظيم" في بلدية الاحتلال على إقامة كلية للتدريب المهني في وادي الجوز يعتبر خطوة أولى نحو تنفيذ مشروع "وادي السيليكون" في المنطقة، وهذا المخطط تهويدي بامتياز.

وبحسبه، فإن الكلية الإسرائيلية سيتم إقامتها على مساحة 12 دونم، وستضم ورشات عمل وقاعات ومراكز تعليمية وتدريبية، ومعدات وأجهزة لاستخدامها في تدريب الكوادر والمهنيين، وإعداد كفاءات صناعية ومهنية، تحت إشراف وزارات إسرائيلية، وبلدية الاحتلال ونقابة العمال "الهستدروت".

ويشير إلى أن بناء كلية التدريب ستكون ملاصقة لمراكز أمنية إسرائيلية تقع في وادي الجوز، مثل مركز شرطة "اليسام"، ووزارة داخلية الاحتلال، وغيرها.

ويشكل إقامة الكلية مقدمة لتنفيذ مشروع "وادي السيليكون"، الذي سيتم بموجبه مصادرة نحو 2000 دونم للفلسطينيين، وهدم حوالي 200 منشأة صناعية فلسطينية في الحي، لبناء حوالي 900 غرفة فندقية استيطانية ومنشآت صناعية عالية التقنية لصالح شركات إسرائيلية بالمنطقة.

ويبين أبو دياب أن الاحتلال يسعى من خلال إقامة كلية التدريب، إلى تغيير واقع المنطقة بشكل عام وتهويدها بالكامل وفرض وقائع جديدة عليها، كونها قريبة من سور البلدة القديمة، وكذلك هدم الورش الصناعية والتجارية في الحي والسيطرة عليها.

وبنظره، فإن هذا المشروع يمثل نوعًا من الهيمنة والسيطرة، والتهويد المهني والصناعي بالقدس، خاصة أنه يستهدف المنطقة الصناعية الوحيدة في المدينة، بالإضافة إلى محاولة ربط الاقتصاد المقدسي مع الاقتصاد الإسرائيلي.

ويلفت إلى أن الاحتلال لم يكتف بتهويد الأرض والسكان، بل يعمل على تهويد الصناعات والعمل المهني في القدس وجعله ذات تبعية كاملة لمؤسساته.

ودائمًا ما توجه بلدية الاحتلال مشاريعها التجارية أو الصناعية أو حتى السياحية لصالح الإسرائيليين وليس لمصلحة المقدسيين كما تدعي، لأن هدفها الرئيس تهويد القدس. كما يوضح أبو دياب

ويشير الباحث المقدسي، إلى أن الاحتلال سيشترط على الفلسطينيين التدريب مهنيًا في تلك الكلية، مما يتيح له الدخول إلى ملفاتهم.

ويحذر في الوقت نفسه، من خطورة إقامة الكلية الإسرائيلية في حي وادي الجوز، لما لها من تداعيات أمنية وسياسية، ومحاولات لفرض سيادة الاحتلال اقتصاديًا على المنطقة ليتحكم فيها كيفما يشاء.

فسيفساء متناثرة

وأما المختص في شؤون القدس محمد هلسة، فيقول لوكالة "صفا" إن بلدية الاحتلال تهدف من إقامة كلية التدريب، إلى تغيير صورة المدينة المقدسة العربية الإسلامية، وتحويلها إلى مدينة يهودية، وجعلها ذات فسيفساء صغيرة متناثرة هناك وهناك.

ويوضح أن إقامة الكلية يأتي في سياق رسم المشهد اليهودي داخل القدس، كما يشكل المشروع جزءًا من مشروع أوسع تعتزم بلدية الاحتلال تنفيذه في وادي الجوز، عبر إقامة منشآت تجارية واستثمارية وفتح أفاق عمل في المدينة للقضاء على صورتها العربية.

ويضيف أن المشروع سيقضي على أكثر من 200 منشأة صناعية بالحي، بذريعة تطوير المنطقة، وأيضًا على الوجود الفلسطيني في تلك المنطقة، وبالتالي خلق تواصل يهودي ما بين شطري المدينة الغربي والشرقي.

ويشير هلسة إلى أن إقامة كلية التدريب ستكون على حساب الأرض الفلسطينية، وتضييق الخناق على المقدسيين وحرمانهم من التوسع العمراني والتطور في المنطقة.

ر ش/ط ع

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام