فؤاد جودة.. شهيد لقمةِ عيشٍ مغمسة بالغاز السام

نابلس - خاص صفا

بعد ثلاثة أسابيع من انقطاعه عن عمله بالداخل الفلسطيني المحتل، ترك العامل فؤاد سبتي جودة، الأحد، عائلته ليلتحق بعمله مجددًا، لكنه ارتقى شهيدًا ضحية لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي ومضايقاته.

جودة (52 عامًا) من منطقة عراق التايه شرقي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، استشهد اختناقا بالغاز المسيل للدموع الذي استهدف مئات العمال عند فتحة بلدة فرعون القريبة من طولكرم أثناء محاولتهم العبور إلى أعمالهم بعيدًا عن معابر الاحتلال.

ولأنه يعلم ما ينتظر العمال عند الفتحات، غادر جودة منزله مبكرًا في الساعات الأولى من فجر الأحد، وعند وصوله للفتحة كان جنود الاحتلال بانتظارهم ليطاردونه وبقية العمال بالغاز المسيل للدموع.

أسرع جودة لاجتياز الفتحة، ونجح بالعبور للجهة المقابلة، لكنه ما لبث أن سقط مغشيًا عليه على بُعد عشرات الأمتار.

وأكد شهود عيان من العمال لوكالة "صفا" أن جنود الاحتلال أمطروهم بقنابل الغاز السام، ما تسبب بإصابات كثيرة بالاختناق في صفوفهم.

ونقل جثمان جودة إلى مستشفى رفيديا بنابلس، قبل أن يخضع للتشريح في معهد الطب العدلي بجامعة النجاح.

قصة الشهيد جودة مع جرائم الاحتلال على المعابر والفتحات تلفت إلى معاناة آلاف العمال الذين يواجهون شبح الموت يوميًا وهم يكابدون للحصول على قوت عائلاتهم.

وفتحة فرعون هي واحدة من بين قرابة 130 فتحة تنتشر على طول الضفة، ويستخدمها العمال الذين لا يحملون التصاريح للوصول إلى أماكن عملهم بالداخل.

وتحولت هذه الفتحات إلى ما يشبه المصائد التي يستهدف جنود الاحتلال من خلالها العمال، فيصاب بضعهم بالرصاص، وبعضهم بالغاز، وآخرون نتيجة السقوط أرضًا، وقد يقع العامل أسيرًا بيد الجنود، فيكون مصيره الضرب والاعتقال والغرامة الباهظة.

وفيما يضطر كثيرون للرجوع، ينجح البقية بالوصول لعملهم عبر الفتحات؛ لكن بشق الأنفس.

ويقول عزمي جودة لوكالة "صفا" إن شقيقه الشهيد كان يحمل تصريحًا ساري المفعول للعمل بالداخل، ومع ذلك توجّه إلى الفتحة تجنبًا لإجراءات الإغلاق الخاصة بكورونا، والتي حرمت قطاعات واسعة من العمال من التوجه لأعمالهم.

ويضيف "بقي فؤاد ثلاثة أسابيع بلا عمل، ولم يكن أمامه من خيار سوى المغامرة والدخول عبر الفتحة رغم علمه بالمخاطر التي تحيط بذلك".

والشهيد جودة متزوج وأب لأربعة أبناء، أكبرهم في العاشرة من عمره.

ويبين عزمي أن شقيقه يعمل بالداخل منذ أكثر من 10 سنوات، ولم تكن هناك فرصة عمل تغنيه عن العمل بالداخل.

ويؤكد أن "ندرة فرص العمل في الضفة لم تترك له مجالًا سوى العمل بالداخل لتأمين قوت عياله".

ع ق/أ ج/غ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة