مبادرة لترميم مستشفى ناصر بخانيونس

خان يونس - هاني الشاعر - صفا

بدأ مجمع ناصر الطبي الرئيس في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، يكتسي حلة جديدة ومميزة، عبر أيدي أبناء وأهالي المحافظة، الذين تسابقوا للمشاركة في مبادرة طرحتها إدارة المجمع لترميمه.

غرف المجمع وممراته وحماماته القديمة، التي لم تعد في معظمها لائقة للاستخدام الآدمي، تحولت بين ليلةٍ وضُحى، بفضل جهود أهل الخير من أبناء محافظة خان يونس، لتحفة عمرانية من الداخل، تُريح نفوس المرضى والزائرين، لما حملته من مواكبة للتطور العمراني.

ووضع على باب كل غرفة وممر اسم المُتبرع، ومعظم التبرعات كانت صدقة جارية لموتى، وأخرى كانت بالنيابة عن عائلات، قامت بحملة تبرعات، ووفروا مبلغا للترميم؛ فيما أصرت معظم العائلات والأشخاص المُتبرعون على وضع كافة التقنيات والتشطيبات الحديثة اللائقة داخل الغرف.

ومن بين العائلات والأشخاص المُشاركين في ترميم "17غرفة" تستقبل المرضى بكافة أقسام المجمع "جراحة، عظام، باطنة.."، أسامة الفرا، وليد أبو حطب، علاء الدين المصري، زكريا أبو معمر، عائلة شبير، فاعل خير، رجال الأعمال: صلاح ومحمد الدغمة إياد الأغا، عائشة الجبور، عائلة أبو ناهية، وعائلة البطة، وفاضل الأغا.

فكرة الترميم

ويستقبل مجمع ناصر الطبي يوميًا نحو "450حالة" في قسم الاستقبال، فيما يُسجل على الأقل دخول "30حالة يوميًا" للغرف؛ بينما يستقبل مستشفى التحرير للأطفال التابع له 250_300حالية يوميًا، 80_100حالة ولادة، ونحو 35حالة دخول؛ فيما يتردد يوميًا على العيادات الخارجية للمجمع نحو "500حالة"، بواقع إجمالي يزيد عن 250ألف حالة سنويًا، حسب مدير عام مجمع ناصر الطبي محمد زقوت.

ويقول زقوت لمراسل وكالة "صفا": "مجمع ناصر تأسس سنة 1958 وبدأ العمل به 1960، وهو الأول الذي يُفتتح به قسما القلب والعظم، كذلك مكان يُقدم خدمة للمحافظات الجنوبية.

وأضاف أن أعداد المترددين كبيرة؛ ولقِدم المبنى القائم قامت وزارة الصحة بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية بإنشاء مبنى الياسين وهو قيد التجهيز.  

وتابع زقوت "مجلس الإدارة الجديد للمجمع، وجد من الضروري ترميم الغرف المُهترئة، لأن الكثير من الخدمات تنقصها، من أسرة، ونوافذ، وأبواب، ودهان، وحمامات، وجدران خاصة وأنها تصدعت وتشققت، وتتسرب منها المياه، فارتأينا تقديم شيء، وتحسين الخدمة للمريض، في ظل محدودية مصادر التمويل".

وتابع "من هنا كان لا بد أن نتوجه للعائلات وأهل الخير في خان يونس، ولم نكُن نتوقع التجاوب الكبير من المجتمع المدني؛ فتم ترميم (17غرفة) من قبل العائلات ورجال الأعمال وأهل الخير، شملت : الدهان، الأسرة، الكراميكا، والتكييف، الجدران، الحمامات، النوافذ، الأبواب، المغاسل..".

مظهر حضاري

ولفت زقوت إلى أن التأهيل والترميم، ترك مظهرا حضاريا جماليا، وراحة في نفوس المرضى والزائرين والموظفين كذلك.

وأوضح أن متوسط تكلفة الغرفة الواحدة وفق مجلس الإدارة "2500دولار "، تسلمها مقاول جرى إرساء العطاء عليه؛ منوهًا إلى أن التكلفة تفاوت، حسب رغبة المتبرع، وما يرغب بإضافته ووضعه داخل الغرفة، وتم وضع إسم كل متبرع على باب الغرفة لتحفيز الآخرين، وهذا ما حدث فعلاً؛ فضلاً عن ترميم قسم العلاج الطبيعي من فاعل خير، بعدما توقف لعامين لعدم وجود مكان مناسب له.

وأشار زقوت إلى أنهم يسعون لاستكمال المشروع بحيث يصل لبقية أروقة وغرف المجمع؛ لافتًا إلى وجود مشروع بنحو "250ألف دولار" من الهلال القطري لترميم قسم القلب وجلب أجهزة ومعدات حديثة؛ بجانب تدشين قسم الباثولوجيا لفحص العينات، بعدما كانت تُرسل للأوروبي وتستغرق من أسبوع لشهر، وحاليًا أيام.. بتكلفة "71ألف دولار" من فاعل خير.

شُكر وتثمين

بدوره، قال أحد المُتبرعين الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن تبرعهم جاء استجابة للحاجة الإنسانية الماسة لمجمع ناصر الطبي، ثاني أكبر مجمع طبي بعد الشفاء، وهو الأكبر في جنوب القطاع، والأكثر استقبالاً للمرضى والمُصابين والشهداء.

وشدد "من هنا كان لازمًا علينا التبرع، وقبلنا فورًا مبادرة إدارة المجمع، ونعتقد أن التبرع لصالح هذا الصرح لا يقل عن التبرع لبناء مسجد، لأن هذا المكان الكل يتردد عليه دون استثناء، بالتالي من الواجب علينا جميعًا في ظل الظرف الصعب، أن نطوره من أجل راحة المريض، لأن المكان والمُحيط يوفر راحة نفسية له".

أما المرضى ومرافقيهم فأشادوا بمبادرة العائلات ورجال الأعمال وأهل الخير بترميم مجمع ناصر الطبي، بعدما كان مكانًا غير لائق للمرضى، من جدران تشققت، ومياه تتسرب، وأسرة غير صالحة، متوجهين بالشكر لهم، ومتمنين أن يحذو حذوهم الكثير، ويوجهون تبرعاتهم نحو القطاع الصحي.

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة