يشعر الطالب يزن عقاب في الصف الثالث الأساسي بمدرسة ذكور "عجة" الأساسية جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة بالفخر وهو يحمل جنيهًا فلسطينيًا، ويشتري به من مقصف المدرسة؛ كيف لا وهي المرة الأولى التي يرى فيها صورة العملة الفلسطينية.
وتعلم يزن الكثير عن الجنيه الفلسطيني بعد أن أطلقت إدارة مدرسته مبادرةً طبعت خلالها 1700 صورة للجنيه، وشرعت بتوزيعها على الطلبة المتميزين بدل الجوائز العينية، مقابل استبدالها من المقصف المدرسي بمشتريات.
ويقول الطفل لوكالة "صفا" إنه سعيد جدًا وهو يمسك بالعملة الفلسطينية، ولازالت كلمات أسرته التي حثته على التمسك بالجنيه الفلسطيني تتردد في أذنيه، ويشدد على رفضه استبداله بأي عملة أخرى مهما كانت قيمتها لأنه رمز للشعب الفلسطيني.
ويعبّر صاحب مقصف المدرسة "أبو محمد" عن تقديره لهذه المبادرة، مضيفًا "أنها تعزز الانتماء للقضية، وترسخ في أذهان الطلبة أن العملة الفلسطينية لازالت حية ولن تندثر".
ويضيف "نحن في المقصف نقوم باستبدال الجنيهات من الإدارة بعد أخذها من الطلبة مقابل المبيعات ونحصل مقابل كل جنيه على شيقل".
ولاقت الفكرة استحسان الأهالي في عجة، ويشير مالك سليمان- وهو والد طفل في المدرسة- إلى فرحته الكبيرة حين رجع ابنه للبيت وهو يحمل الجنيه الفلسطيني.
ويلفت سليمان في حديثه لوكالة "صفا" إلى أن الفكرة جمعت بين تشجيع الطلبة على التحصيل الدراسي للحصول على الجنيهات، وفي نفس الوقت تذكرهم بإرث تاريخي وحضاري يخصهم.
تحصيل أفضل
وحول المبادرة، يقول المشرف عليها مدير المدرسة غازي ملحم إنها تأتي ضمن مشروع تحسين مستوى الأداء، وتحسين مستوى التعليم، وأنها أحدثت فرقًا في تحصيل الطلبة وسلوكهم.
ويشير في حديثه لوكالة "صفا" إلى أن الهدف هو تحقيق رسالة المواطنة والانتماء لدى الطلبة، وإحياء الموروث الثقافي والتاريخي الوطني، إضافة إلى غرس مفهوم أن الجنيه هو عنوان السيادة في دولة نطمح لها وعاصمتها القدس".
ويضيف "في السابق كان يتم توزيع البطاقات التعزيزية على الطلبة، وتم تطويرها لتحقيق الحاجات الإنسانية لدى الطلبة بشكل ملموس من خلال طباعة الجنيه وتوزيعه على الطلبة ضمن معايير واضحة تتمثل بمشاركة الطالب وتحسين مستواه العلمي وتعديل السلوك تحت عنوان المدرسة صديقة الطفل".
وبيّن أن الفكرة تعتمد على تجميع الجنيهات من الطلبة، ومن ثم تعيين يوم محدد من كل شهر لاستبدالها بهدايا مقدمة من الإدارة أو استبدالها بالشراء من المقصف بالشراكة مع المجتمع المحلي وعلى رأسها المجلس القروي".
وأكد أن المبادرة أحدثت حراكًا وتفاعلًا بين الطلبة داخل المدرسة وأسرهم، وخلقت جوًا من التنافس الإيجابي الذي أنعكس على مستواهم العلمي بشكل عام".
مبادرات ريادية
ويوضح رئيس قسم العلاقات العامة في مديرية تربية قباطية عمر النمر أن الفكرة قائمة على تعزيز قدرات الطالب من خلال تقديم الهدايا، واصفًا إياها بـ"الفكرة الرائدة والجذابة والمعززة للتحصيل العلمي"، وذلك من خلال توسيع مدارك الطلاب الوطنية والتاريخية.
ويذكر النمر أن تربية قباطية تعزز أي مبادرة رائدة، وتفخر بمدرسة ذكور عجة الأساسية التي استطاعت خلق حراك ثقافي وإعلامي.