أدان الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية حنا عيسى دعوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان يهود فرنسا بالهجرة سريعًا إلى "إسرائيل"، والمخطط الهادف لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلة بهدف إسكان هؤلاء المهاجرين.
وأشار عيسى في بيان صحفي الخميس إلى أنه بالسنوات الأخيرة ازداد عدد المهاجرين اليهود الفرنسيين "لإسرائيل"، حيث بلغ عددهم في عام 2014 فقط ما يزيد عن الـ6000 مهاجر يهودي، وهو ضعف عددهم عام 2013.
وقال إن "دعوة قيادة الاحتلال اليهود الفرنسيين بالهجرة لإسرائيل، ومخطط توسيع المستوطنات وإسكانهم بشكل جماعي هو تطبق لمقولة رئيس وزراء اسرائيل السابع إسحاق شامير عندما قال إن حسم الصراع مع العرب لصالح إسرائيل لن يتم إلا ديمغرافيًا على المدى الطويل".
وأضاف أن شروط هذا الحسم متوفرة في هذه المرحلة، حيث تقع الأرض تحت السيادة الإسرائيلية، ويتدفق المهاجرون اليهود بكثافة، إذ من المتوقع وفقًا لوسائل الإعلام أن يهاجر العام الجاري 10.000 يهودي فقط من فرنسا.
ولفت إلى أن "إسرائيل" تمتلك عناصر القوة اللازمة لإنجاز الحلم اليهودي بقيام "إسرائيل" الكبرى، وهذا يتطلب برأي شامير هجرة يهودية كبرى لتغيير الواقع الديمغرافي في الأراضي المحتلة.
وذكر أن عملية التغيير تستلزم زرع المستوطنات التي أنيطت بها إلى جانب مهمة استيعاب المهاجرين، ووظيفة أمنية مباشرة تتلخص بإقامة حزام أمني محكم حول المدن الفلسطينية ذات الكثافة السكانية المرتفعة، وتأمين الربط الجغرافي بين المستوطنات والساحل الإسرائيلي لتسهيل عملية دمج الأراضي التي جرى احتلالها بعام 1967, بتلك التي سبق احتلالها في عام 1948.
وأوضح أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تعمل جاهدة من أجل استقدام أكبر عدد ممكن من اليهود بهدف نشرهم وتوزيعهم بالمستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة لإعاقة إقامة الدولة المستقلة، وتفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها نزولًا عند المقولة الإسرائيلية القائلة، أرض بلا شعب وشعب بلا أرض.
ونوه إلى أن العالم أجمع كان يعلم بأن الهجرة اليهودية لها أهدافًا توسعية واستيطانية لم تحاول مصادر التقرير في "إسرائيل" حتى التغطية عليها عندما كانت الظروف السياسية الذاتية الداخلية والموضوعية الخارجية تستوجب الكشف عن حقيقة البرامج وماهية المخططات.
وبين أن العديد من الدول الغربية قد أسهمت في تمويل عمليات ومشاريع استيعاب المهاجرين اليهود الجدد مع محاولة إرضاء العرب بربط منح المساعدات المالية "لإسرائيل" بعدم توظيف المهاجرين بالأراضي المحتلة.
وطالب عيسى المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية في منع تدفق المهاجرين اليهود إلى فلسطين لمنع تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها لصالح المستعمرين القادمين من بلاد أخرى.
ودعاه لاتخاذ الإجراءات الكفيلة من خلال قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي يمنع بموجبه الاحتلال والدول والمنظمات التي تتعاون معها من استقدام المهاجرين اليهود إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنية تشكيل لجنة مهمتها تشجيع هجرة اليهود من أوروبا إلى "إسرائيل".