جودة: الأردن يقف على مسافة واحدة من الكل الفلسطيني

قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن الملك عبد الثاني الذي وصل الاثنين إلى رام الله أطلع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على تطورات الزيارة المتوقعة لرئيس المكتب السياسي خالد مشعل إلى الأردن، مؤكداً إلى أنها لم تحدد بعد.

 

وذكر جودة أن الملك عبد الله أطلع عباس أيضاً على خارطة الطريق للعلاقة بين فتح وحماس في المرحلة القادمة، مؤكداً وقوف الأردن على مسافة واحدة من الكل الفلسطيني.

 

وقال :" إن الاردن على مسافة واحدة من الجميع وهدفه دعم الموقف الفلسطيني ووحدة الصف الفلسطيني".

 

وكان وزير الخارجية الأردني يتحدث في مؤتمر صحفي جمعه في مقر الرئاسة بنظيره الفلسطيني رياض المالكي حول فحوى النقاشات التي دارت بين عباس والملك عبد الله خلال زيارته ظهر الاثنين إلى رام الله.

 

وقال جودة :" إن الملك اطلع على تفاصيل الموقف الذي قدمه الجانب الفلسطيني خلال طلب العضوية للأمم المتحدة، وكذلك فيما يتعلق بتطورات إحياء المفاوضات"، مؤكداً أن هذا الطريق وحده سيضمن قيام الدولة من خلال معالجة شاملة لكافة قضايا الحل النهائي".

 

الوطن البديل

وردا على سؤال فيما إذا كانت الزيارة للرد على تصريحات القادة الإسرائيليين بأن الأردن سيكون الوطن البديل للفلسطينيين، قال وزير الخارجية الأردني :" إن هدف الزيارة دعم الملك للسلطة الفلسطينية والرد على كل  من يخرج بادعاء الوطن البديل".

 

وأضاف " موقفنا واضح الدولة الفلسطينية المستقلة تقوم على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس وكل ما يقول دون ذلك فهو واهم".

 

التحرك الدولي

من ناحية أخرى، قال جودة إن "الرئيس عباس اطلع الملك على كل التحركات في المحافل الدولية والأمم المتحدة وعلى بيان الرباعية الدولية الصادر في 23 سبتمبر الماضي، والذي تضمن أطرا زمنية حددتها الرباعية لبدء المفاوضات ومعالجة قضايا الأمن والحدود التي من شأنها تمهيد الطريق باتجاه القضايا الأخرى للحل النهائي".

 

ووصف جودة زيارة الملك عبد الله إلى رام الله بأنها تاريخية وهامة جدا، مبينا أن الزيارة غطت نقاشا شاملا وموسعا ضم كافة الجوانب، حول التشاور السياسي والهم المشترك.

 

وعبر جودة عن أمله أن تكون الزيارة القادمة "بعد قيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس ويعود الحق لأصحابه".

 

وقال :" إن الملك عبد الله كان مؤخرا في زيارة إلى بريطانيا وسيكون له جولات دولية وسيستمر في الحديث عن الدعم الأردني الكامل للحق الفلسطيني وعودته من خلال المفاوضات وقضايا الحل النهائي وخاصة القدس واللاجئين والمياه وغيرها".

 

وأكد جودة على وجود مصلحة اردنية عليا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وقال إن الأردن يقدم الدعم المطلق لعباس والسلطة وللموقف التاريخي الطالب بعضوية كاملة في الامم المتحدة.

 

وشدد الملك  لعباس على وحدة الصف الفلسطيني وضرورة الاستمرار في الموقف المشرف الذي من شأنه إحياء مسيرة التسوية والمفاوضات.حسب جودة.

 

وأكد وزيرة الخارجية الأردني أن موقف بلاده واضح، حول ضرورة توفر مرجعيات لعملية التسوية بالاستناد للشرعية الدولية المتمثلة بالقرارات الدولية التي على الجميع وخاصة "إسرائيل" الالتزام بها.

 

وذكّر جودة بما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 19 أيار الماضي بأن الحل يكمن في قيام  دولة فلسطينية على أساس خط الرابع من حزيران 67 مع بعض التبادل في الأراضي متفق عليه.

 

وشدد على أن الموقف الدولي من الاستيطان الإسرائيلي مجمع على رفضته وإدانته، بأنه غير شرعي وغير قانوني، وهناك جملة من القرارات الدولية إلى جانب الرأي الاستشاري للمحكمة الدولية بعدم شرعية الجدار والاستيطان.

 

وأضاف "أن إحياء عملية التسوية وتسريع وتيرة التفاوض حول موضوعي الأمن والحدود من شأنه أن يضع حدا للاستيطان في الحدود التي يتم الاتفاق عليها لإقامة الدولة".

 

على رأس الأولويات

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية في رام الله رياض المالكي :" إن الرئيس محمود عباس توجه للملك عبد الله بالشكر والامتنان على جهوده في خدمة القضايا الإسلامية والعربية وبحث معه آخر المستجدات العربية".

 

وأضاف المالكي " أن عباس والملك عبد الله اتفقا على وجوب بقاء القضية الفلسطينية على رأس الأولويات وتم التأكيد للملك على التزام الجانب الفلسطيني بمواصلة المفاوضات حال تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بما فيه وقف الاستيطان وقبول مبدأ الحل لدولتين على حدود 1967".

 

وشكر عباس الملك عبد الله على ما قدمه وما زال من عون في مجال التوجه للامم المتحدة والحصول على عضوية لفلسطيني فيها، مجدداً التأكيد على أن الفلسطينيين لا يسعون لعزل "إسرائيل" وإنما تكريس مبدأ حل الدولتين على حدود 67 والحصول على عضوية كاملة وتحقيق سلام واستقرار وامن في المنطقة.

 

كما شكره على قوافل الخير والبعثات الطبية الأردنية وكل جهد أردني لرفع الحصار عن قطاع غزة وتوفير حاجات الفلسطينيين هناك.

 

وتطرق اللقاء، حسب المالكي، لبحث ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية، حيث أكد الرئيس للملك أنه لا مصلحة أهم من تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام بالنسبة للفلسطينيين الآن.

 

وعلى صعيد العلاقات الأردنية الفلسطينية، أكد عباس أنها في أفضل حال، مضيفا أن "مصالحنا مشتركة وأهدافنا واحدة، وأن زيارة الملك جزء من التعاون والتنسيق المستمر بشكل يومي وحول جميع القضايا".

 

وقال المالكي :" إن زيارة الملك عبد الله لم تكن مفاجئة بالنسبة للقيادة الفلسطينية، وهي ضمن اتصالات مواصلة ومشاورات وتنسيق مستمر بين القيادتين وآخرها كان لقاء قبل أسابيع قليلة بين القيادتين في الأردن".

 

وأكد أن الزيارة تأتي في هذه المرحلة بالذات كي يواصل الأردن مساعيه الداعمة للجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية في موضوعات المفاوضات والتوجه للأمم المتحدة، مضيفا أن الملك عبد الله ارتأى أن يقوم بهذه الزيارة للتعبير عن الدعم للموقف الفلسطيني.

/ تعليق عبر الفيس بوك