عقب قرار فصلهم

170 موظفًا في "أونروا" باتوا في "مهب الريح"

غزة - فضل مطر - صفا

"لم أتخيّل يومًا أنه بعد 16 سنةً من الخدمة في مدرسة دير البلح لتأهيل المعاقين أن أصبح وعائلتي في الشارع". كلمات قالها بحرقة الموظف جهاد أبو غزة (50 عامًا) بعد إقدام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" على فصله من عمله.

ويقول أبو غزة لمراسل صفا "بصدمةٍ كبيرة: "تلقيت قرار إنهاء عملي منذ مطلع الشهر الجاري، والعشرات من زملائي تم إنهاء خدماتهم بدون وجه حق، حيث عملنا على برنامج الطوارئ منذ 15 عامًا وآخرين عملوا لـ20 عامًا..فهل هكذا تكون المكافأة؟

وأقدمت "أونروا" منذ بداية العام الجاري على فصل 65 موظفًا يعملون على بند البطالة الدائمة في إذاعة فرسان الإرادة ومراكز العمل النسوي، وقبل أيام فصلت 106 موظفًا آخرين يعملون في 7 مراكز للتأهيل المجتمعي.

ويوضح أبو غزة أنهم كانوا يعملون بـ"عقود مجحفة وبدون مستحقات"، حيث لا يزيد الراتب الشهري لأحدهم 370 دولارًا، وحين طالبوا إدارة أونروا بتحسين مرتباتهم؛ أقدمت الوكالة على إنهاء عقودهم هذا العام.

ويقول: "قضيت زهرة عمري عاملاً في مركز التأهيل، والآن لا أستطيع العمل في أي مجال، وأنا أعيل 6 أفراد".

ويضيف: "نجلي طالب جامعي ولا أستطيع أن أتحمل تكلفة تعليمه، والآن أعجز عن أعالة أسرتي، وأنا مريض وأعاني من أمراض بالكبد والمعدة.

 

"قرار إعدام"

الحال لم يختلف كثيرًا لدى الموظفة سائدة الخالدي (42 عامًا) وكانت تعمل بإذاعة فرسان الإرادة-وهي معاقة حركيًّا.

وتقول: قررت الوكالة الأممية فصلنا عن العمل اتخذوا قرارًا بإعدامنا جميعًا".

وتوضح الخالدي لمراسل "صفا" أنها تعمل في الإذاعة منذ 13 سنة، لكنهم أنهوا عقد عملها "بشكلٍ تعسفيّ".

وتضيف "أنا متزوجة ولدي 3 أبناء وزوجي لا يعمل، ووضعنا المعيشي في غاية السوء، حيث كنت أتقاضى نحو 1300 شيكل، فيما أخصص جزءًا منه لسداد قسط منزلي؛ لكننا الآن في مهب الريح".

 

قرار كارثي

ويصف أمين سر اللجنة التنسيقية لمراكز التأهيل المجتمعي وإذاعة "فرسان الإرادة" كمال أبو شاويش قرار إنهاء عقود العامين على بند البطالة الدائمة "بالقرار الكارثي"؛ فهو سيلحق أضرارًا كبيرةً بالأطفال المعاقين الذين يستفيدون من هذه المراكز.

ويقول أبو شاويش "قبل أسبوع تواصل معنا مكتب مدير عمليات أونروا وطلب اجتماع مع مدراء المراكز؛ لإبلاغنا بإنهاء عقود العاملين فيها".

ويوجد في قطاع غزة 7 مراكز للتأهيل المجتمعي وأنشأت عام 1991 وتبنّتها وكالة الغوث، بهدف تأهيل المعاقين والمصابين بفعل إصابات اللاجئين جراء احداث انتفاضة الأقصى الأولى، ولتقليل تكاليف سفرهم وعلاجهم بالخارج.

وتقدم المراكز خدمة التعليم والتأهيل لطلبة معاقين حركيًّا وسمعيًّا وذهنيًّا، ويلتحق بها اليوم نحو 800 طالب من صف الأول ابتدائي وحتى الصف التاسع.

ويؤكد أبو شاويش أنه في حال تخلّت الوكالة عن هذه المراكز بإنهاء عقود العامين فيها؛ فإن هؤلاء الطلبة سيكون مصيرهم الشارع، ولن يكون هناك برامج لتعليم هؤلاء الطلبة، ولن يستطيع أحد التعامل معهم.

ويناشد أبو شاويش كل المؤسسات الحقوقية والمحلية والسلطة الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين للوقوف أمام مسؤولياتهم تجاه هذه الكارثة على حد وصفه؛ لأن الأطفال المعاقين باتو اليوم بلا تعليم أو تأهيل". 

 

إيجاد تمويل

وأفاد مصدر موثوق من وكالة الغوث لمراسل صفا أن أونروا بصدد إيجاد برامج منح أو مشاريع عبر المؤسسات الدولية لدعم مراكز التأهيل المجتمعي، "وبعد ذلك تستطيع هذه المراكز توظف ما تشاء من النخب والأكاديميين للطلبة".

 وفيما يخص إنهاء عقود موظفي البطالة الدائمة، أشار المصدر إلى أن الموظفين كانوا يعملون ضمن عقود البطالة؛ ومن باب اتاحة الفرصة للغير تم انهاء عقودهم لأنهم لا يعتبرون موظفين لدى الوكالة.

ويوضح أن قرار إنهاء عقودهم لم يكن مفاجئًا لهم، حيث تم إبلاغهم بذلك قبل عام، مؤكدًا أنه سيتم إعطائهم دفعة مالية يتسلموها لمرة واحدة تساعدهم خلال الفترة المقبلة.

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة