10 أعوام على مجزرة سفينة "مرمرة" لكسر حصار غزة

غزة - صفا

يوافق اليوم الأحد الذكرى العاشرة للمجزرة الاسرائيلية التي نفذتها قوات بحرية الاحتلال الاسرائيلي ضد أسطول الحرية وتحديدًا على سطح سفينة مافي مرمرة التركية أثناء توجهها لكسر حصار غزة في 29 مايو عام 2010.

وجاء انطلاق سفن كسر الحصار بعد أن قررت ست منظمات دولية غير حكومية، أهمها هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH) القيام بمبادرة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، عبر تسيير أسطول بحري إليها.

وجُهز أسطول الحرية من عدة سفن منها "مافي مرمرة" التركية التي كانت تحمل على متنها أكثر من 500 ناشط ومتضامن أغلبهم أتراك، وثلاث سفن أخرى تابعة للحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة.

ومن الشخصيات التي شاركت في أسطول الحرية الأول، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني رائد صلاح، وحنين الزعبي نائبة في الكنيست الإسرائيلي، وبرلمانيون من ألمانيا وإيرلندا ومصر واليمن وفنانون وكتاب من السويد وإعلاميون من دول متعددة.

وانطلق الأسطول من موانئ تركيا ودول بجنوب أوروبا، واتُّفق على الالتقاء عند نقطة محددة في ساحل مدينة ليماسول جنوب قبرص، ليبحر الأسطول في اتجاه غزة.

غير أن سفينة مافي مرمرة، إحدى أهم سفن الأسطول، تعرضت وهي في المياه الدولية يوم 31 مايو/أيار 2010 لهجوم من قوات كوماندوز تابعة للبحرية الإسرائيلية استخدمت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، فحال ذلك دون وصول الأسطول إلى قطاع غزة.

وبدأت قوات الاحتلال الاتصالات بطاقم السفينة الساعة العاشرة والنصف من مساء 30 مايو/أيار 2010 في عرض المياه الدولية، فأخبرهم الطاقم أنهم متوجهون إلى غزة وأنهم في المياه الدولية ولا يحق لأي طرف أن يوقف مسيرتهم، ثم ما لبثت الاتصالات أن انقطعت بين الجانبين حوالي الساعة الثانية من فجر يوم 31.

وانطلق الهجوم مع الرابعة والنصف فجراً بإطلاق مكثف للرصاص الحي سقط على إثر شهداء وجرحى.

وبحسب تقرير معهد الطب الشرعي في اسطنبول، فإن الهجوم الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة" تسبب في استشهاد عشرة أشخاص وإصابة 56 معظمهم من الأتراك.

وقوبل هذا الهجوم بنقد دولي على نطاق واسع، وطالب مسؤولون من أنحاء العالم من الأمم المتحدة بإجراء تحقيق. وألغى رئيس وزراء الإسرائيلي رحلته إلى الولايات المتحدة، والتي كان من المقرر أن يلتقي فيها باراك اوباما، وعاد إلى الاراضي المحتلة من كندا.

ورفض الكيان الاسرائيلي دعوات من الأمم المتحدة والحكومات في جميع أنحاء العالم من أجل إجراء تحقيق دولي في الاعتداء على الاسطول المحمل بالمعونات المرسلة إلى غزة.

ومال يزال قطاع غزة يعاني أوضاعًا إنسانية صعبة وحصارًا ظالمًا منذ ما يزيد على 14 عامًا.

وفي 22 مارس 2013 قدم رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو اعتذاراً رسمياً لنظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال مكالمة هاتفية على الهجوم واعترف بحدوث «بعض الأخطاء العملية» وتعهد بدفع التعويضات لأسر الضحايا، مقابل الاتفاق على عدم ملاحقة أي جهة قد تكون مسؤولة عن الحادث قانونياً. واتفق الجانبان على تبادل السفراء وتطبيع العلاقات، وذلك خلال مكالمة هاتفية شجع عليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته إلى الاراضي المحتلة في تلك الفترة.

تفعيل التضامن

وفي الذكرى العاشرة للمجزرة دعت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" إلى تفعيل حملات التضامن مع الشعب المحاصر في قطاع غزة.

وطالب الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في بيان تلقته وكالة "صفا" المجتمع الدولي وكل أحرار العالم بالضغط على الاحتلال لرفع الحصار.

وقال القانوع إن مجزرة سفينة مرمرة كشفت الوجه القبيح والأسود لقادة الاحتلال المجرمين الذين ارتكبوا جرائم حرب بحق المتضامنين الأتراك والشعب الفلسطيني، وهو ما يتطلب محاكمتهم وتقديمهم للمحاكم الدولية.

وحيا شهداء وجرحى مجزرة سفينة مرمرة، مقدرًا تضحيات عوائلهم.

وأوضح أن "ذكراهم ستبقى حاضرة في قلوب الشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم، وأن رسالة الدعم والوفاء التي رسمها المتضامنون الأتراك بدمائهم الزكية لن تسقط من ذاكرة الشعب الفلسطيني".

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة