بعد سنوات الاعتقال.. الأسير نور البرغوثي شهيدٌ حُرٌ بين أحضان الأرض

رام الله - خاص صفا

بحرقة وألم، دنا جابر البرغوثي من جثمان نجله نور يقبله والدموع تنهمر من عينيه أثناء وداعه قبل تشييع جثمانه.

والد الشهيد الذي تمتم بعبارات التهليل فوق رأس جثمان ابنه المُسجى قبل دفنه، لم يكن يعلم أن نور سيعود شهيدًا محمولا، بينما ردد الشبان في قريته عبارة "جريحا وأسيرا وشهيدا".

نور البرغوثي (24 عاما) من قرية عابود غربي رام الله، هو الأسير الذي يحمل رقم 223 في عدد الشهداء الأسرى، والذي عاد للتو من سجنه شهيدًا إلى تراب قريته، بينما كان يقضي حكما بالسجن لمدة ثماني سنوات، أمضى منها ثلاثة أعوام ونصف.

ويصف رعد البرغوثي ابن عم الشهيد لوكالة "صفا" كيف استقبلت والدة نور نجلها بعد دخول سيارة الإسعاف إلى ساحة المنزل، حيث هرعت لجثمانه وضمته وأخذت تشتم رائحته وتقبله بحرقة وتودعه بعبارات الرضا والرحمة.

ورغم الألم الذي يعتصر قلبها، أطلقت الأم حنجرتها للزغاريد، ونثرت يداها الورود حين حُمل الجثمان ليُدفن في أحضان الأرض التي أحبها، وقالت :"الله معه .. فدا فلسطين .. خلينا نقهر الأعداء .. أنا أم البطل الأسير الجريح الشهيد نور".

ورعد أول من تلقى خبر استشهاد نور، يوم الأربعاء الماضي، بعد أن كان على تواصل مستمر مع الأسرى في سجن النقب قبل استشهاده بساعات.

ويقول: "تواصلت مع الأسرى في سجن النقب وأخبروني أن نور تعرض لحالة إغماء في الحمام ونقل إلى مستشفى "سوروكا"، بعد إهمال متعمد من السجانين في إسعافه".

ويكشف أنه تبلغ بتحسن في حالته الصحية بعد منتصف الليل، قبل أن يعاود الأسرى بإبلاغه عن استشهاده صباح الأربعاء.

ورغم تلعثم رعد لحظة حديثه عن تلقيه خبر استشهاد نور إلا أنه قال :"طول عمرنا في هالكار (تعودنا على ذلك) بنودع شهداء وبستقبل أسرى، وهناك أسرى وشهداء من العائلة مضى 20 عامًا لم نستقبلهم إلى الآن".

ويضيف "رغم حالة وباء كورونا حضر آلاف المشيعين إلى القرية للمشاركة في جنازة الشهيد".

وسلمت سلطات الاحتلال جثمان الشهيد نور البرغوثي أمس للطواقم الطبية الفلسطيني، بعد تشريحه.

وشيع آلاف المواطنين جثمان الشهيد في القرية وسط حالة من الحزن والسخط على الاحتلال، مطالبين بالرد على جرائم الاحتلال.

واندلعت مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال عقب تشييع الشهيد، أعقبها قيام الاحتلال بإغلاق المدخل الشرقي الرئيس للقرية.

/ تعليق عبر الفيس بوك