باتت السبعينية المحتسبة أمينة غنام حديث الشارع الفلسطيني، وأطلق عليها لقب خنساء فلسطين، بعدما فقدت 4 من أبنائها برصاص جيش الاحتلال منذ 7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بينهم اثنان في العملية العسكرية الأخيرة في مخيم نور شمس شمالي الضفة الغربية.
وخلال لقائها مع الأناضول، بدت السيدة الفلسطينية ثابتة متماسكة في منزلها الواقع في حي المنشية بالمخيم.
ترتدي غنام كوفية على كتفيها، وعليها أثار من دماء أبنائها، وتقول: "الحمد لله الذي شرفني باستشهاد أربعة من أبنائي".
أفتخر بدم أبنائي
وتشير إلى الكوفية قائلة: "هذا دم أبنائي الذين أفتخر بهم، هذا دم الشهداء الذي نحتفظ به".
وتشير إلى أن نجلها "سليم توضأ وصلى وخرج لمنزله، فقتل برصاص قناص إسرائيلي رغم أنه لم يكن مسلحًا".
وتضيف أن "قوات الاحتلال لم تسمح لطواقم الإسعاف بنقله إلى المستشفى، فاستشهد بالمنزل وبقي هنا في بيتي حتى انسحب الجيش".
وتناقل نشطاء فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور غنام بجوار جثة نجلها سليم الذي بقي أكثر من يوم داخل المنزل.
ولاحقا أعلن عن استشهاد نجلها الثاني محمود وسط المخيم.
وتشير السيدة إلى أنها فقدت اثنين من أبنائها في 19 أكتوبر الماضي بقصف إسرائيلي لموقع في المخيم بواسطة مسيرة.
وكانت العائلة قد فقدت نجلها الخامس عبد اللطيف في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بمرض عضال.
دبابات إسرائيلية مقابل بندقية
بدوره يقول والدهم فيصل غنام للأناضول: "أولادي لم يذهبوا للاحتلال ويقاتلوه، بل إن الجيش هو من اقتحم مخيمهم، وهم يدافعون عن بيوتهم وشرفهم وعرضهم".
وأضاف: "الحمد لله على ما نحن فيه، نحن نحب الحياة، والأولاد أغلى ما نملك، ولكن عندما تهان ويدمر بيتك لا مجال سوى أن تواجه".
وعن الدمار الذي لحق بالمخيم قال: "نحن لا نحب هذا الدمار، الاحتلال هو من جلبه، وهم يعتدون على كل شيء، يملكون الدبابات والطائرات والجرافات".
واستشهد 14 فلسطينيًا خلال عملية عسكرية شنتها "إسرائيل" على مخيم نور شمس، من بينهم الشقيقان سليم ومحمود، ما يرفع عدد الشهداء في الضفة الغربية برصاص الاحتلال إلى 483 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وعمّ الإضراب كافة مناحي الحياة في محافظات الضفة الغربية، الأحد، تضامنا مع مدينة طولكرم ومخيم نور شمس.
وجاء الإضراب استجابة لدعوات القوى والفصائل السياسية والنقابات ومؤسسات أهلية، تعبيرًا عن الغضب و "حدادا على أرواح الشهداء".
وأغلقت المؤسسات الحكومية والأهلية والمتاجر أبوابها وتوقفت حركة النقل بين المحافظات الفلسطينية.
وبالتوازي مع حربه المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يصعّد جيش الاحتلال عمليات الاقتحام والاعتقال في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.