اعتقل خلال مسيرات العودة

لم تكف عن البكاء منذ 19 شهرًا.. والدة أسير من غزة تناشد للسماح لها بزيارته

خان يونس - هاني الشاعر - صفا

لم تعرف نادرة الإمام طعمًا للنوم الهانئ منذ 19 شهرًا، وباتت أمنيتها الوحيدة في الحياة أن تُكحّل عينيها برؤية ابنها الوحيد الذي اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركته في مسيرة العودة وكسر الحصار شرقي قطاع غزة.

وتكاد تجف عين الإمام (42 عامًا) من كثرة الدموع التي ذرفتها شوقًا لابنها "معتز"، الابن الوحيد بين شقيقاته الثلاث، فهي لا تعرف ظروف اعتقاله، منذ إبريل 2018 بسبب منعها من زيارته دون أسباب.

واعتقلت قوات الاحتلال الشبان معتز أبو عيد وأحمد العماوي وسليم أبو ظاهر؛ خلال مشاركتهم في فعاليات مسيرات العودة، شرق خان يونس.

وحكمت سلطات الاحتلال على الشاب أبو عيد بالسجن عشر سنوات في بداية الأمر،  وخُفّض إلى نصف المدة لاحقًا.

وتقول والدة "معتز" (21 عامًا) لمراسل "صفا" وهي تبكي بُحرقة: "كان يشارك في المسيرات السلمية، ولن يكُن يحمل سلاحًا (..) لم يسمحوا لي منذ اعتقاله بزيارته؛

وتضيف "أعلم أنني إن زرته فلن أره وجهًا لوجه؛ بل من خلف الألواح الزجاجية والقضبان الحديدية؛ لكن تلك الزيارة كفيلة بإطفاء النار المُشتعلة في قلبي منذ اعتقاله".

وتوقفت الأم لبعض الوقت عن الحديث وهي تبكي، عندما أمسكت بهاتف ابنتها، لتُقلّب في صوره؛ لتعود بعدها للحديث بصوتٍ شاحب "نفسي أشوف أبني .. نفسي أشوفه بجد..".

ورغم ألمها الذي فطر قلبها؛ إلا أن الوالدة تبدو فخورة بعزيمة ابنها الذي حصل على شهادة الثانوية العامة داخل السجن قبل أسابيع؛ وينوي التسجيل لدراسة الجامعة في يناير.

وبكثير من الحسرة تقول الأم: "من حقي رؤيته، ألا يكفي حرماني منه والحكم الجائر عليه بالسجن خمس سنوات؟، تدهورت صحتي منذ اعتقاله".

وتضيف "لا أرى يومًا جميلًا. أعمل طاهية في إحدى المؤسسات لأعيل بناتي، وأحلم وأعدّ الأيام ليخرج ابني من الأسر ويُريحني من هذا التعب والشقاء".

ويُمثّل الليل كابوسًا بالنسبة لوالدة "معتز"، إذ تمضي ساعاته الطوال في تقليب الذكريات؛ فتستذكر طفولته ولعبه، ثم شبابه وحبه لها، وتترقب بزوغ الفجر علّه يحمل أخبارًا جديدة تُقّرب لقاءها بفلذة كبدها.

ولا تكف الوالدة عن مطالبة الجهات كافة لمساعدتها في رؤية ابنها باعتباره حقًا من حقوقها الأساسية التي كفلها لها القانون الدولي.

واعتقلت قوات الاحتلال عددًا من الشبان خلال مشاركتهم في مسيرة العودة، فيما استشهد نحو 315 مواطنًا بينهم نساء وأطفال، وأصيب أكثر من 18 ألفًا بجراح متفاوتة، جراء قمع جيش الاحتلال التظاهرات.

/ تعليق عبر الفيس بوك