نور عناية.. مصوّر ينتزع رزقه من أفواه الأفاعي

خاص نابلس - صفا

متجولا بين المتنزهين في منتجع شلالات الباذان شمال شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، حاملاً على كتفيه أفعى صفراء فاقع لونها، وكاميرا تصوير احترافية، يسعى نور عناية (35 عاما) لكسب رزقه.

 

ويتخذ عناية من الأفاعي الأليفة مصدر دخل له عبر التقاط الصور معها لمن يرغب من المتنزهين.

 

ويدير عناية أكشاكا لبيع الحيوانات الأليفة كالأسماك والطيور في متنزهات الباذان، التي يقصدها سنويا مئات الآلاف من المتنزهين في الأعياد والعطل الأسبوعية خلال فصلي الربيع والصيف.

 

وتعد هذه الأفعى التي يبلغ طولها قرابة المترين، وتزن نحو 30 كغم، من الأفاعي غير السامة وغير المفترسة، ويعود أصلها إلى جنوب افريقيا، بحسب عناية.

 

ويشير إلى أنه اشترى هذه الأفعى قبل عيد الأضحى الذي يعتبر من المواسم الهامة لمهنته.

 

ويقول لوكالة "صفا": "هذه ليست الأفعى الأولى التي أشتريها، فأنا أشتري الأفاعي وأبيعها، واستخدمها بالتصوير".

 

ويتقاضى عناية مبلغ 10 شيقل مقابل صورة فورية واحدة مع الأفعى.

 

وبات عناية خبيرا في الأفاعي وأنواعها وكيفية التعامل معها، ويبين أن هذه الأفعى لا تملك سوى أسنان صغيرة تستخدمها في مضغ الطعام.

 

 

تحدٍ وفضول

بكثير من الخوف والتردد، تقدمت الطفلة آلاء (11 عاما) ومعها أشقاؤها، يدفعها حب الفضول والتحدي لأخذ صورة برفقة الأفعى "الأموّرة" كما يدعوها عناية.

 

حاول عناية بخبرته الطويلة تهدئة الطفلة وطمأنتها، وبالفعل استطاع نزع الخوف من قلبها، ليضع جزءا من الأفعى على كتفها ويبقي الجزء الآخر متدليا على جرة فخارية، فجسدها الغض لا يقوى على حمل كامل الأفعى.

 

ولا تخفي آلاء أنها كانت خائفة في البداية، لكنها تغلبت على خوفها بعد أن اطمأنت إلى كون الأفعى غير مفترسة.

 

وقالت لوكالة "صفا": "راهنت إخوتي بأنني استطيع وضع الأفعى على كتفي والتقاط صورة معها، وعندما اقتربت منها كنت على وشك أن أهرب وأخسر الرهان".

 

ويبين عناية أن التغلب على غريزة الخوف من الأفاعي لدى الزبائن تعتبر تحديا بالنسبة له، لكنها مهمة ليست صعبة.

 

ويشير إلى أنه غالبا ما يستطيع انتزاع الخوف من قلب الزبون بخبرته الكبيرة التي اكتسبها من العمل بهذا المجال، لكن البعض لا تجدي معهم كل وسائل الطمأنه، فيتراجعون.

 

 

مهنة موسمية

ويعمل عناية بمهنة التصوير مع الأفاعي منذ 14 عاما، وكان لعائلته محل لبيع الحيوانات بمدينة نابلس، قبل أن ينقل عمله إلى متنزهات الباذان منذ أربع سنوات بحثا عن الزبائن.

 

ويقول: "أقفلنا المحل بنابلس وانتقلنا إلى هنا حيث الأعداد الكبيرة من المتنزهين من مختلف محافظات الضفة والداخل المحتل".

 

لكن عمله يرتبط بموسم عمل هذه المتنزهات، فبدون متنزهين لا معنى لوجوده هناك، ولهذا فهو ينتقل لعمل آخر خلال فترة الشتاء.

 

ويقول: "الأعياد وأيام الجمعة والرحلات المدرسية تعتبر من أهم المواسم لدينا".

 

ومع انتهاء موسم الصيف، يضع الأفاعي في أحواض خاصة، من أجل السبات الشتوي، ويتوجه للعمل في مجال الديكور والدهان.

 

وشهدت متنزهات الباذان إقبالا كثيفا من المتنزهين خلال أيام عيد الأضحى، خاصة لمن لا يحمل تصاريح دخول للأراضي المحتلة عام 1948، أو للباحثين عن الترفيه بتكاليف تناسب إمكاناتهم المادية المتواضعة.

/ تعليق عبر الفيس بوك