"رغم سطوة التنسيق الأمني"

مختص عسكري: 2018 بالضفة تميز بعودة العمليات المنظمة بشكل أكبر

غزة - متابعة صفا

أكد مختص عسكري بشؤون المقاومة الفلسطينية أن ما يميز عام 2018م في الضفة الغربية المحتلة هو العودة للعمليات المنظمة والمخططة بشكل أكبر من السنوات السابقة، رغم استمرار سطوة التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.

وبين المختص رامي أبو زبيدة في عدة مقالات تابعتها "صفا" أن المقاومة في الضفة نجحت خلال عام 2018 بتنفيذ عمليات نوعية (إطلاق نار، دهس، طعن، عبوات متفجرة) أوقعت عددًا من القتلى والجرحى، واستطاع بعض المقاومين الانسحاب والاختفاء لفترات زمنية.

ونفذت المقاومة –وفق أبو زبيدة خلال 2018- 50 عملية إطلاق نار، و35 عملية طعن ومحاولة طعن، و18 عملية دهس ومحاولة دهس، وعشرات العمليات تم فيها إلقاء أو زرع عبوات ناسفة، ومئات عمليات إلقاء زجاجات حارقة صوب آليات ومواقع الاحتلال العسكرية وصوب مستوطنيه، وهي عمليات أدت لمقتل 14 إسرائيليًا، وجرح أكثر من 170 آخرين.

وأوضح أن التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال يجري عبر مطاردة العمل المقاوم وإفشال مئات العمليات، واعتقال المقاومين، "فالحالة في الضفة الغربية غضب مكبوت وجمر تحت الرماد" وفق قوله.

وأضاف أبو زبيدة: "الضفة هي الذخر الاستراتيجي للمقاومة وقوتها وتطورها يخدم مشروع المقاومة والتحرير ويقرب من زوال الاحتلال".

وتابع: "عندما تكون المقاومة بالضفة بخير لن تنعم أي مدينة وأي شارع في العمق الصهيوني بالأمن، ولن يتجرأ المستوطنين من السير والعربدة في شوارعها ولن تتمدد المستوطنات".

ونوه إلى أن أي مقاومة وثورة في التاريخ الحديث والقديم، لم تشهد خطًا بيانيًا مستقيمًا للعمليات المسلحة والفعل المقاوم، بل كانت القاعدة هي اختلاف اتجاهات الخط البياني، فتارة يرتفع وتارة ينخفض الخط البياني تبعا للظروف الموضوعية.

وحسب أبو زبيدة فإن منفذي العمليات بالضفة، باتوا يستمدون يومًا بعد يوم وعملية بعد عملية قدرًا أكبر من الشجاعة، وأنهم يستفيدون من الأخطاء السابقة، ويفكرون بطرق ووسائل جديدة دون أن يتمكن أمن الاحتلال من رصد خطتهم.

ولفت إلى أن المبادرة الفردية ما تزال تأخذ حيزًا كبيرًا من عمل المقاومة، وما زالت هذه الظاهرة تتسبب بقلق كبير لدى قيادة العدو، لصعوبة عمل إجراءات استباقية ضدها، مشيرًا إلى أن الفصائل تبذل جهودًا كبيرة لتطوير العمل المقاوم في بيئة صعبة وقاسية.

وذكر أن إقرار رئيس الشاباك الإسرائيلي إحباط 480 هجوم للمقاومة في الضفة واعتقال 590 مقاوم منفرد إضافة إلى تفكيك 219 خلية لحماس في الضفة منذ بداية العام، يدلل على استمرار الضفة في استنزافها للاحتلال.

وشدد على أن ذلك يشكل ضربة موجعة لمشروع التنسيق الامني، ويعزز نجاح المقاومة في تجاوز التنسيق الأمني مع الاحتلال، وأن شباب الضفة لديهم القدرة على امتلاك زمام المبادرة ومفاجأة العدو على حين غرة.

ووفق أبو زبيدة فإن عملية "جفات جلعاد" التي نفذها أحمد جرار، وعملية "بركان" التي نفذها أشرف نعالوة و"عملية عوفرا" التي نفذها صالح البرغوثي وما تلاها من مقتل ثلاث جنود صهاينة كلها عمليات، ليست فردية.

ونوه إلى أنها تؤشر أنّ هناك مقاومة تنمو في ظروف مستحيلة، فنحن أمام عمليات بحاجة لرصد، إعداد، ولعل أفضل ما يميز هذه العمليات بجانب استنزاف قدرات العدو، هو الهجوم على كبرياء وسطوة جيش الاحتلال.

وأشار إلى أن العمل المقاوم بالضفة خلال 2018 يلقي بظلاله السلبية على الواقع الأمني الإسرائيلي، وزيادة حدة المخاوف من استمرار وتطور العمليات الهجومية، فردية كانت أو منظمة، في ظل ما تمثله من أهمية استراتيجية على مختلف الأصعدة.

ولفت إلى أن العمليات الاخيرة نهاية عام 2018 من تنفيذ المقاومين الفلسطينيين سلسلة عمليات، بددت الرهان الإسرائيلي على توقف العمليات، وكشفت أنه يمكن تجاوز التنسيق الأمني وعدم قدرتها بالسيطرة الكاملة على الوضع الأمني ومنع حصول عمليات جديدة.

/ تعليق عبر الفيس بوك