قال الخبير العسكري اللبناني العميد محمد عباس، يوم الثلاثاء، إنّ مرور 200 يوم على حرب الإبادة الإسرائيلية دون تحقيق أي نتائج أو أهداف عسكرية تتعلق ببنية المقاومة وقدرتها على القتال، تعني مساسًا مباشرًا بنظرية الردع الإسرائيلية التي تحطمت وللأبد.
وأوضح عباس، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أنّ هذه المعركة حطمت نظرية الردع من بدايتها حتى اللحظة.
وقال: "جاءت المعركة مباغتة خلافًا لكل تقديرات الموقف السياسي والعسكري والاستخباري الإسرائيلي، وأوقعت العدو في فخ الأهداف الكبرى، التي دفعته للإعلان عن أهدافه الاستراتيجية كجزء من عملياته التكتيكية، ثم عجزه التام عن الحسم العسكري بعد هذه المدة".
وأشار إلى أنّ الاحتلال يعتمد في طيلة حروبه السابقة على فكرة الحرب الخاطفة، وهي الفكرة التي تحطمت تمامًا في هذه المعركة،لافتًا إلى أنّ الاحتلال كان يعتقد أن حجم الضخ الناري والقصف الصاروخي، سيدفعه لحسم المعركة في غضون أسابيع؛ لكنه تفاجئ عمليًا بأنّ الحرب لم تحقق أهدافها حتى الشهر السابع.
وذكر عباس لوكالة "صفا" أنّ عدم تحقيق الأهداف بات يلقي بظلاله على وجود القيادة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية تحديدًا، وهو ما يشير لحجم الأزمة المتعلقة بالمعلومات لدى الاحتلال، وقدرة المقاومة على تعمية الأهداف بدقة رغم استمرار الحرب طيلة هذه الأشهر.
وأكدّ عباس أن استقالة رئيس شعبة استخبارات جيش الاحتلال "أهارون خاليفا" ما كانت لتحدث لو أن الاحتلال حقق انتصارات ميدانية فعلية متعلقة ببنية المقاومة وقدراتها.