تبدأ بشكل تدريجي حتى لحظة اقتحام الحدود

أكاديميون: "مسيرة العودة" يجب أن تكون سلميّة ومدروسة

غزة - متابعة صفا

أجمع أكاديميون يوم الثلاثاء على أن حراك "مسيرة العودة الكبرى" يجب أن يكون سلميّ ومدروس؛ ليحقق الأهداف التي أنشأ من أجلها وهو حق العودة للاجئين.

وأكد هؤلاء خلال لقاء تفاكري نظّمته جمعية أساتذة الجامعات بمقرها جنوب مدينة غزة، ضرورة أن يكون الحراك منظّما وفق مسيرات شعبية تقام على حدود غزة بشكل تدريجي.

وأشاروا إلى أهمية أن يحمل الحراك الشعبي عنوان "تطبيق قرارات الأمم المتحدة بشأن حق العودة للاجئين الفلسطينيين"، أو "عائدون إلى بلادنا بقوة قرارات الأمم المتحدة وبمقتضاها"؛ وذلك لإضفاء الصبغة القانونية عليه.

حراك سلمي

الأكاديمي نهاد الشيخ خليل قال إنه "وبظل هذه الظروف الصعبة وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بحق القدس وتصفية قضية اللاجئين، يفترض على الشعب الفلسطيني أن يتحرك للمواجهة، بدءاً من الدفاع عن حقنا في العودة".

وأوضح الشيخ خليل أن أسلوب ما أسماه "الكفاح اللاعنفي" يأتي كمحاولة لبلورة رد استراتيجي على المؤامرات رغم حالة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأكد أنه "في الوقت الذي يسعى فيه الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية، يبادر الشعب الفلسطيني لتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تعطيه الحق باستعادة أرضه عن طريق العودة السلمية إليها".

واتفق معه عضو مجلس إدارة جمعية اساتذة الجامعات أسعد أبو شرخ بأهمية الحراك السلمي والحراك الشعبي لمسيرة العودة الكبرى وعودة اللاجئين لديارهم.

وطالب أبو شرخ الكل الفلسطيني بتفعيل المقاومة الشعبية بأي صراع قادم مع الاحتلال، وأن يكون حق العودة عنوان يجب أن تبنى عليه، لا يحق لأي شخص أن يساوم أو يفاوض عن شعبنا بهذا الحق والثابت التاريخي".

تحكيم لغة العقل

بدوره بيّن الاكاديمي كمال حمدان أن اتباع الحراك أسلوب المنطقية والعقلانية بتحركّه على الحدود مع الاحتلال واستخدام الوسائل القانونية؛ من شأنه أن يضع الاحتلال بحرج كبير أمام المجتمع الدولي.

وأوضح حمدان أن مسيرة العودة الكبرى من شأنها أن تكون "متدحرجة" بشكل تدريجي إذا ما كانت منظّمة مدروسة من قبل القائمين عليها.

وشدد على أهمية الإعلان عن مبادرة مسيرة العودة إعلاميًا أنها مبادرة سلمية لا يمكن استخدام العنف فيها؛ من أجل تحقيق أهدافها والمتمثلة بحق العودة للاجئين في الداخل والخارج.

أما الأكاديمي عصام حمّاد فأوضح أن توجه الجماهير إلى الحدود وإنجاح مسيرة العودة الكبرى من شأنه أن يعطّل صفقة القرن.

وقال حمّاد: "نحن أمام منعطف تاريخي ممكن أن نحصل فيه على اللّاممكن، ونستطيع اقتحام الحدود بطريقة سلمية لنصل إلى حق العودة؛ مستظلين بالقانون الدولي ونحن منفذين للشرعية الدولية".

وأكد أن الحراك الشعبي يحتاج إلى جهد كل مؤسسة غير منظمة فصائليًا، وأن تبادر وسائل الإعلام من أجل التحشيد إعلاميًا، مشدداً على أهمية أن يستثمر القائمين في الحراك الجهد القانوني والعمل الدبلوماسي لإنجاح عملهم

تشكيل هيئة

من ناحيته دعا عضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال سائد عايش القائمين على مبادرة مسيرة العودة لتشكيل هيئة لمتابعتها، والبدء بإجراء الاتصالات باللاجئين بالخارج مع اللاجئين داخل غزة والضفة.

وشدد عايش على أهمية التأكيد على سلمية توجّه حراك "مسيرة العودة الكبرى"؛ "لأن الاحتلال يحاول دائمًا إفشال أي تحرك من خلال دفعه إلى العنف وإسقاط اهدافه".

وقال: "يجب أن يتحرك اللاجئين تجاه الحدود بنصب خيم متدحرجة، وذلك يحتاج رعاية من التنظيمات ومؤسسات المجتمع المدني.. وبعد نصب الخيام ننقل الجماهير إلى الحدود ونحدث حراكًا دوليًا ونقيس ردة فعل الاحتلال".

وتابع حديثه "ثم تبدأ المرحلة الاخرى وهو التهديد باقتحام الحدود والتأكيد على سلمية التوجه؛ وإذا استطعنا النجاح في هذه المرحلة نستطيع أن نحدث حراكًا حقيقيًا ناجحًا".

إحياء روح العودة

من جهته أكد الأكاديمي رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس عصام عدوان أهمية إحياء روح العودة للاجئين الفلسطينيين وتأصيل هذا الحق فيما بينهم.  

وقال عدوان في كلمته: "لا بد من إحياء روح العودة للفلسطينيين، وهناك تجربة شرعية حدثت أيام رسول الله عليه السلام وجرى استخدام الحراك السلمي ضد الكافرين ونجح في ذلك؛ وهي أكبر رد على المشككين والمحذرين من مسيرة العودة".

وبيّن أنه كلما كان المسير أكبر كلما نجح في تحقيق أهدافه أكثر، وكلما التزم بالضوابط كلما أدى رسالته بشكل أكبر.

وشدد عدوان على أهمية الانطلاق من كل الساحات داخل فلسطين وخارجها؛ دون أن يقتصر ذلك على اللاجئين في قطاع غزة، مؤكدًا أن ذلك يحتاج لوعي وإصرار من الكل الوطني للوصول إلى الهدف.

فيما حذّر الاكاديمي أيوب عثمان مما اسماه الاعتماد على سياسة "إسرائيل" الخارجية في التعامل مع المسيرات السلمية؛ قائلًا: "ربما يغيّر الاحتلال من تكتيكاته، وهذا لا يمكن التنبؤ به".

وأضاف عثمان "يجب ألاّ نعتمد على اسرائيل بموضوع الانسانية وغيرها؛ من الممكن أن تغير تكتيكاتها وتهجم بشكل عنيف أما المتظاهرين، وهو ما يتطلب الثبات حتى تحقيق الهدف".

وكانت اللجنة التنسيقية لمسيرة العودة الكبرى أعلنت أمس عن عزمها الانطلاق بمسيرات سلمية جماهيرية شعبية تشمل جموع اللاجئين من شتى أماكن لجوئهم المؤقت صوب فلسطين المحتلة عام 1948 لتحقيق العودة التي نصت عليها القرارات الدولية.

ودعت اللجنة في بيان وصل "صفا" نسخة عنه جماهير الشعب الفلسطيني للتجهز ليوم العودة (لم تحدد الموعد)، "فالعودة هي قراركم، وآن لهذا القرار أن يتحقق"، مشددةً على أن الحراك الجماهيري "قد انطلق وسيتصاعد".

/ تعليق عبر الفيس بوك