محللان مصريان: الاتفاق بين حماس وفتح مصلحة لمصر

غزة - صفا

وصف محللان مصريان لوكالة "صفا" الخطوات الإيجابية التي شهدتها محادثات القاهرة بين حركتي فتح وحماس، والتي تُوِّجت بإعلان الأخيرة حل اللجنة الإدارية ودعوة حكومة الوفاق ممارسة مهامها فورًا بأنها "مصلحة مصرية-حمساوية مشتركة".

وقال المحللّان إن نجاح تلك التفاهمات جاء من رغبة حركة حماس عقب تغيير قيادتها السياسية في التعاون مع مصر، إيمانا بدور الأخيرة الذي لا يمكن الاستغناء عنه، بحكم الجوار، ورعايتها لملف المصالحة.

وأعلنت حركة حماس فجر اليوم ببيان لها عن حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، ودعوة حكومة الوفاق للقدوم إلى القطاع لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فورا، وموافقتها على إجراء الانتخابات الفلسطينية العامة.

الرئيس السابق لقسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة، قال إن: "العلاقات بين القاهرة وغزة شهدت تطورًا بُعيّد تغيير قيادة حماس السياسية، وتفهمها لمعطيات الوضع في غزة وضرورة التعاون على المستوى الأمني".

وأضاف نافعة في اتصالٍ مع "صفا" الأحد، أن "تعزيز التعاون بين حماس والقاهرة جاء عشية التوافق الثلاثي بين حماس والقيادي المفصول في حركة فتح محمد دحلان والمخابرات المصرية خلال الأسابيع الأخيرة لمرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس، لإتاحة الفرصة أمام دحلان لبسط سيطرته".

ونفى أن يكون "التوافق بين مصر وحماس" ضمن مشروع سياسي كبير، لافتًا إلى أن "صفقة القرن" التي روج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ليست محددة المعالم ولا أحد يعرف تفاصيلها أو حدودها. وقال: "الأهم أن هناك اتفاق بين حماس والقاهرة يسمح بمناقشة أي قضايا ثنائية مشتركة".

وأضاف نافعة أن: "مصر حريصة على أن تبقى الورقة الفلسطينية بين يديها، لأن تولي أي طرف إقليمي للملف الفلسطيني غير مصر يمكن أن يُمثل أثرًا سلبيًا وضغطًا على صناع القرار بالقاهرة، لذا فإن التنسيق بين حركة حماس والقاهرة مهم جدًا لكلا الطرفين".

أما الكاتب أشرف أبو الهول، نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية-المقربة من النظام-فقال إن حركة حماس اتخذت موقفًا صائبًا بحل اللجنة الإدارية، ما يسهم في تذليل العقبات أمام اتفاق المصالحة.

وأضاف: حل اللجنة في غزة فاجأ العالم برغبة حماس تفعيل حكومة الوفاق الوطني وإجراء الانتخابات، "مشيرًا إلى أن الكرة الآن في ملعب حركة فتح للقيام بدورها عقب التغيير الإيجابي في موقف حماس".

وقال إن نجاح التفاهمات جاء عقب إيمان حركة حماس بعدم رغبتها بالتمسك بمقاليد السلطة في ظل الظروف الحياتية الصعبة في قطاع غزة.

أبو الهول الذي عبّر عن تفاؤله "الحذر" للتفاهمات التي جرت بالقاهرة خلال الأيام الماضية؛ إلا أنه دعا لـ "الانتظار حتى التفاصيل النهائية وما ستقدمه حركة فتح".

ولفت إلى أن دور بلاده في الوساطة بين الحركتين "المتناحرتين" منذ أكثر من 10 سنوات لا يقتصر سوى على شرح الظروف والمعطيات لصالح طرفي الانقسام، وذلك باعتباره "واجب سيادي لمصر تجاه الأشقاء الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن القاهرة ستوضح لفتح أهمية أن الأمر لا يحتمل المزيد من التأخير ولا بد من التوصل لحلٍ وسط".

وذكر أبو الهول أن المصالحة الفلسطينية في نهاية الأمر خطوة لصالح مصر، عدا عن ظلالها الإيجابية لصالح الفلسطينيين مؤكدًا ضرورة أن تكون تلك التفاهمات مقدمة لإعلان تسوية نهائية لصالح القضية الفلسطينية.

وكانت حماس قالت إنها على استعداد لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح، حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاته، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه كافة الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق 2011.

/ تعليق عبر الفيس بوك