صممه مهندس فلسطيني

في تركيا.. مجسم متحرك يُجسد تاريخ ومعالم الأقصى

أنطاكيا - رنا شمعة - صفا

بأسلوب جذاب ومميز، وباستخدام أحجار ومواد من الرخام والنحاس والفسيفساء، أبدع المهندس الفلسطيني ماجد أبو ناموس (٣٧عامًا) في تصميم مجسم صغير متحرك، يُحاكي تاريخ وحضارة المسجد الأقصى المبارك، ويُعرف الناس به وبمكانته وبأبرز معالمه العربية والإسلامية، كقبة الصخرة والمصلى القبلي وبعض البوائك.

حبه وتعلقه الشديد بالأقصى وشوقه لزيارته، دفعه لابتكار "سيارة الأقصى"، التي استغرق إنتاجها أربعة أشهر، بتمويل كامل منه، دون تلقيه دعمًا من أية جهة كانت.

يتحدث أبو ناموس –المقيم بتركيا- عن تفاصيل المشروع، قائلًا إن" فكرته تأتي من أهمية الأقصى بالنسبة للمسلمين، باعتباره أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ففيه اجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء وصلى فيهم إمامًا يوم الإسراء ثم عرج منه إلى السماء السابعة، فكان بوابة الأرض إلى السماء".

ويضيف أن الأقصى كان وما زال حاضرًا في ضمير الأمة الإسلامية لا يغيب عنها، حيث تهوي القلوب إليه، متعطشة لزيارته والصلاة في باحاته، لذلك كان لابد من التعريف به وبقضيته وأبرز معالمه.

إحياء حب الأقصى

ويوضح أن المجسم الذي أطلق عليه "هنا الأقصى 144"، يعيد إحياء ذكرى المسجد من جديد في قلوب الناس وترسيخه في عقولهم، مما يجعلهم يضعون في سلم أولياتهم زيارته والصلاة فيه ودعم رباط أهل بيت المقدس، وحمل قضية تحريره، والتمسك بوحدة أرضه، وعدم قبول تقسيمها أو المساس بها.

ويهدف إلى التعريف بتاريخ الأقصى، ومكانته وحق المسلمين به، وتسليط الضوء على ما مر عليه من جرائم واعتداءات نفذها الاحتلال الإسرائيلي بحقه ولا زال، بالإضافة إلى محاولات حرقه وتهويده، ومنع المسلمين من دخوله على مدى عقود الاحتلال.

وبحسب أبو ناموس، فإن تصميم السيارة تم بأسلوب يُحاكي الأصل الذي بني عليه الأقصى، عبر استخدام نفس أنواع الرخام التي زينت منه قبة الصخرة، والحجر المشابه للذي بني منه سُوَر المسجد والقطع النحاسية والأخشاب، بالإضافة لاستخدام الفسيفساء ذاتها

وتضاء السيارة ليلًا بشكل ملفت يُبهر كل من شاهدها في مدينة أنطاكيا التركية، بحيث تتجول في الشوارع الآهلة بالسكان، والمناطق السياحية فيها، مثل منطقة السلطان أحمد وتوب كابي والسليمانية، وغيرها، ويصدح منها بعض الأناشيد التي يتم تصويرها كفيديو كليب، تتغنى بالأقصى باللغات العربية والتركية والإنجليزية، وتصور مكانته وحبه ومدى التعلق به.

وتقدم للمارة ملصقات وكتيبات مطبوعة باللغات الثلاثة تحكي تاريخ الأقصى وتشرح أقسامه، وتعرِّف به وبمعالمه ومكانته التاريخية والدينية بالنسبة للمسلمين، وكيف تم احتلاله، ورباط أهله وما تعرضوا له من جرائم إسرائيلية، وواجب المسلمين والمسيحيين تجاه قضية الأقصى ونصرته.

ويدلل وضع أبو ناموس لوحة تحمل الرقم "144" على ظهر السيارة، على أن مساحة المسجد الأقصى تبلغ 144 دونمًا، وما تشمله من قبة الصخرة والمسجد القبلي والمصلى المراوني، ومعالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم، كلها حق مقدس للمسلمين وحدهم، ولا حق لليهود فيه بأي ذرة تراب واحدة.

ويُوفر المشروع إمكانية عرض افتراضي مجاني يحظى به المارة عن طريق وضعهم لنظارات خاصة تقدمها السيارة، وذلك كزيارة افتراضية للمسجد الأقصى، والاطلاع عليه من الداخل والسير فيه، ومشاهدة أبوابه وأسواره، بحيث يكون هذا العرض في أوقات ثابتة على مدار اليوم.

وأبو ناموس لاجئ فلسطيني هُجر من مدينة بئر السبع المحتلة عام 1948، وانتقل للعيش في المملكة الأردنية الهاشمية، ولكنه يقيم حاليًا في تركيا للعمل.

الأول من نوعه

ويعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في العالم العربي والإسلامي الذي يحمل هذه الفكرة، ومن الممكن وصوله لشريحة واسعة وكبيرة جدًا من المسلمين وغير المسلمين من العرب والأتراك وزوار إسطنبول، والمقيمين فيها من الجاليات العربية والأجنبية، نظرًا لكون اسطنبول مدينة سياحية.

وكل من شاهد السيارة في أنطاكيا أبدى انطباعًا جميلُا ورائعًا بها، نظرًا لما تحمله من شكل مميز وملفت للانتباه، يُحاكى أصل المسجد الأقصى.

وعن طموحاته المستقبلية، يأمل أبو ناموس أن تجوب "سيارة الأقصى" جميع دول العالم لإيصال رسالة الأقصى للعالم، وأن تكون مفتاح للخبر في قلوب الناس، ونافذة تعيد الشباب العربي والإسلامي إلى حمل المسؤولية تجاه القدس وما تعانيه من انتهاكات إسرائيلية يومية، وكذلك دعم صمود أهلها.

ويطمح أيضًا إلى تطوير مشروعه ووضع السيارة ضمن برنامج يقام في دول العالم وبازار خيري يُعرف الناس بالقدس والأقصى، ومدى أهميته في قلوب المسلمين، بالإضافة إلى إقامة سوق صغير بداخله عدة محلات تجارية، وصناعة مجسم يتحدث عن القدس وأسواقها التي تعاني ظروفًا صعبة بفعل إجراءات الاحتلال.

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة