الاحتلال يعمل على كسره

ما المطلوب لإنجاح إضراب الأسرى عن الطعام؟

رام الله - عبد الرحمن عوض – صفا

منذ اللحظات الأولى التي بدأ فيها الأسرى الفلسطينيون الإضراب المفتوح عن الطعام في 17 أبريل الجاري في جميع السجون الإسرائيلية، اتخذت مختلف الجهات في "إسرائيل" التدابير لإفشاله.

ومع تصاعد أعداد الأسرى المضربين، شرعت سلطات الاحتلال وإدارة مصلحة السجون بإنشاء مستشفى ميداني قرب سجن النقب، بعد قرار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان بتجميع المشاركين في إضراب "الكرامة" في السجن نفسه.

وجاء قرار الوزير الإسرائيلي خطوة استباقية ضد الإضراب، ولإيصال رسالة لقادته أن إرباك المستشفيات لن يتحقق، وسيتم علاج المضربين في المستشفى الميداني بالنقب، وفق ما ذكرت وسائل إعلام عبرية.

ويستعد المستويان الأمني والسياسي في الكيان لكسر الإضراب وإفشاله، حتى أن الوزير ذاته شدد على أن وزارته لن تخضع لأي مطلب للمضربين، في حين استهزأ وزير الجيش أفيغدور ليبرمان بالإضراب، متمنيًا انضمام أعضاء الكنيست العرب إليه.

وفي سياق الخطوات القمعية قبل انتهاء اليوم الأول من الإضراب، نقلت سلطات الاحتلال ستة من قيادات الإضراب من مختلف الفصائل إلى العزل الانفرادي.

الأسرى يستطيعون

ويهدف الأسرى من الإضراب لاسترجاع منجزات سلبتها إدارات السجون، وتحقيق مطالب إنسانية كإنهاء العزل الانفرادي والاعتقال الإداري وتأمين العلاج للأسرى المرضى وتركيب هاتف عمومي، إلى جانب إعادة التعليم الجامعي والثانوية العامة، وتنظيم الزيارات.

ويقول رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع إن الأسرى يستطيعون كسر إرادة السجان وتحقيق مطالبهم، ولاسيما أنهم دخلوا الإضراب موحدين بقرار جماعي ومشاركة الفصائل بقياداتها.

ويعتقد قراقع، في حديث لوكالة "صفا"، أن انتصار الأسرى يعتمد على مدى الضغط والتأثير الشعبي، فتصاعده يُقصّر مدة الإضراب ويشكل ضغطًا يضطر حكومة الاحتلال ومصلحة السجون للتجاوب مع مطالب الأسرى.

ويرى قراقع أن الضغط الدولي والشعبي والإعلامي إلى جانب الحراك السياسي عوامل مهمة في مساندة الأسرى في معركتهم.

ويلفت إلى الإجراءات القمعية التي اتخذتها مصلحة السجون بحق المضربين ولاسيما الضغط على قيادات الإضراب والبدء بحملة عدوانية لثنيهم عن مواصلته.

ولم يستبعد قراقع قيام الحكومة الإسرائيلية باستخدام كافة وسائل البطش بالأسرى، بما في ذلك أسلوب التغذية القسرية بعدما أنشأ مستشفى ميدانيًا لذلك في النقب.

"لا تراجع"

أما الناشط في مجال الأسرى الحقوقي فؤاد الخفش فيقول إن تحقيق النجاح في الإضراب يحتاج إلى صمود الأسرى بالإضافة إلى المساندة الشعبية والرسمية، خصوصًا وأن الأسرى يسعون لتحقيق مطالب لا يمكن إنهاء الإضراب إلا بتحقيقها.

ويستشهد الخفش، في حديثه لوكالة "صفا"، بإضراب عام 2012 عندما استطاع الأسرى تحقيق إنجازات مهمة؟

ويضيف "هذا الإضراب أكبر وأوسع، لكن سرعة الإنجاز بحاجة لدعم شعبي واحتكاك مباشر بالاحتلال يمكن من خلاله الضغط عليه لتحقيق استجابة سريعة".

ومن شأن دخول أعداد جديدة من الأسرى في الإضراب، وتصعيد وتيرة الصدام في الشارع، إجبار المستويين السياسي والأمني على التدخل لتحقيق مطالب الأسرى كما جرى في إضراب 2012، وفق الخفش.

ويتوقع الخفش تصاعد أشكال المواجهة داخل السجون وخارجها، في ظل الأوضاع التي وصلت إليها السجون والممارسات اليومية التي ينتهجها الاحتلال.

ويلفت إلى أن الإضراب الجماعي المفتوح أصبح وسيلة للضغط على كافة المستويات الإسرائيلية وإشعال الشارع الفلسطيني للضغط من أجل الرضوخ للمطالب.

وفي رده على إجراءات قد يمارسها الاحتلال لإفشال الإضراب، يقول الخفش إن الاحتلال قد يمارس التغذية القسرية في المستشفى الذي يُقيمه في النقب، ولاسيما أن من يعمل به من أطباء عسكريين غير معروفين للمنظمات والهيئات الإنسانية.

ويشير إلى أن الأطباء في المستشفيات المدنية الإسرائيلية يخافون ممارسة التغذية القسرية رغم إقرارها في القانون الإسرائيلي، خشية الملاحقة، بينما لن يتورع المستشفى العسكري عن ممارستها.

لمتابعة حسابات وكالة "صفا" عبر المواقع الاجتماعية:

تلجرام| http://telegram.me/safaps

تويتر| http://twitter.com/SafaPs

فيسبوك| http://facebook.com/safaps

انستغرام| http://instagram.com/safappa

يوتيوب| http://youtube.com/user/safappa

/ تعليق عبر الفيس بوك