قرر قاضي محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس المحتلة إدانة الفلسطينيتين سحر النتشة وعبير فواز بما أسماه "منع الوصول إلى الأماكن المقدسة"، بذريعة أنهما قد هتفتا ووقفتا في وجه مجموعات من المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى المبارك عام 2014، وكانت في إحدى هذه المجموعات عضو الكنيست شولاميت معلم عن حزب البيت اليهودي.
وقالت "مؤسسة قدسنا لحقوق الانسان" في بيان صحفي إن محكمة الاحتلال اعتبرت أنّ المسجد الأقصى هو أقدس مكان لليهود، وقامت المحكمة بتأسيس قرارها على ادعاءات مقتبسة من قرارات المحاكم المختلفة ومنها المحكمة العليا، بالإضافة إلى مصادر دينية يهودية منها التفسيرات الدينية "للرمبام" و"المشناة التوراتية".
وأضافت أن "المحكمة استعملت المفردات الدينية اليهودية لتضفي الصبغة اليهودية على المسجد الأقصى، وأخيرًا فقد حددت حدود قدسية المكان وفقًا للديانة اليهودية".
وحذرت المؤسسة من استعمال الأدوات القانونية والقضائية من أجل فرض رواية تهويدية للأقصى، دون الاستناد إلى أية دعائم قانونية، كما أنّ القرار بعيد كل البعد على أن يوصف بأنّه قرار قضائي لما يحتويه من توظيف سيئ للقانون وللصلاحيات".
وأكدت أن قرار المحكمة المذكور هو تعدٍ واضح على الحقوق الأساسية للمسلمين وللشعوب العربية والإسلامية، وإنّ دل هذا على شيء فإنّه يدل على انتهاك الاحتلال الاسرائيلي للحقوق الدينية والحضارية والتراثية للفلسطينيين والعرب والمسلمين.
واعتبرت أنّ "القرار هو باطل أصله ووصفه، لأنّه يخدم الأجندات السياسية الدينية المتطرفة في المجتمع الإسرائيلي، علاوةً على أنّه لسحر النتشة وعبير فواز الحق الشرعي والطبيعي في حرية العبادة وفي التواجد الحر والمطلق بالمسجد الأقصى الخاص بالمسلمين".
وطالبت المؤسسة المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية بالتحرك السريع والفوري من أجل التصدي لمثل هذه القرارات التي تنتهك الحقوق الأساسية للمسلمين، وتخالف المواثيق والمعاهدات الدولية.
من جانبه، قال المحامي في المؤسسة رمزي كتيلات "لديلي48" إن قرار المحكمة يعد قرارًا غير قانوني إطلاقًا كونه ابتعد عن اللوائح القانونية، واعتمد على نصوص توراتية لا صلة لها بالقانون، مبينًا أن القرار جاء في 13صفحة لكنها لم تعتمد على أي قانون.
وأوضح أن الاحتلال باتخاذه قرارًا يقضي بأن الأقصى مكان مقدس لليهود يضرب بعرض الحائط القانون الدولي الذي يقضي بالحفاظ على الوضع القائم، والاحتلال لم يحافظ على ذلك بل لغى لفظ الأقصى واستبدلها "بجبل الهيكل"، وذلك خلال مداولاته وإصداره للقرار.
وبين أنهم في مؤسسة قدسنا سيقدمون استئنافًا على القرار الذي عده جائرًا، مؤكدًا أنهم سيبذلون كل ما باستطاعتهم للضغط على الاحتلال قانونيًا لنفي قدسية الأقصى عند اليهود.
من جهته، قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن" الاحتلال يحاول منذ سيطرته على المدينة ايجاد أي أثر لما يسميه بالهيكل فأخذ يحفر أسفل الأرض عله يجد ما يؤكد ادعاءه، لكنه في كل مرة يعود بخفي حنين، ونحن نقول أن الشمس لا تغطى بغربال فجميع قراراته مردودة عليه، وحقنا بالمسجد الأقصى حق إلهي ومصادق عليه دوليًا".
وأكد أن على الفلسطينيين تكثيف شد الرحال إلى الأقصى لحمايته من التهويد، مضيفًا أن على الدول العربية والاسلامية أخذ دورها في حمايته كونه ليس للفلسطينيين وحدهم حاله حال المسجد الحرام في مكة المكرمة.