حماس دعت مصر لرعاية حوار وطني

فصائل فلسطينية تدعو لتطبيق مبادرة شلّح

غزة - متابعة صفا

دعت فصائل وقوى وطنية وإسلامية لتطبيق مبادرة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح بشكل عملي، مؤكدةً أنها مبادرة وطنية بامتياز وتحظى بالتوافق.

وقالت الفصائل، خلال ندوة سياسية نظمتها حركة الأحرار بمقرها بمدينة غزة يوم الثلاثاء، إن "الحالة الراهنة تحتاج بصورة أساسية للخروج من الشعارات البراقة والدخول في تنفيذ المبادرة؛ عبر الدعوة إلى حوار وطني شامل ترعاه جمهورية مصر العربية".

 

رعاية مصرية

ودعا القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل رضوان مصر لرعاية حوار وطني فلسطيني شامل؛ من أجل التوافق على مبادئ وخارطة طريق جديدة للقضية الفلسطينية.

وطالب رضوان السلطة بالإعلان عن رفضها الالتزام باتفاق أوسلو؛ "لأن الاحتلال الإسرائيلي تنصل من الاتفاقية".

وجدد ترحيب حركته بمبادرة شلّح، معتبراً إياها مبادرة وطنية وإيجابية وواقعية وتنسجم مع الحالة الفلسطينية في ظل فشل اتفاقية أوسلو.

ولفت إلى أن المبادرة اشتملت على عدة مناحي على الصعيد الفلسطيني بما يتضمن إنهاء حقبة أوسلو، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وسحب اعتراف منظمة التحرير بالاحتلال.

ودعا لعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير للإشراف على الحوار الشامل بين الفصائل؛ لأجل الوصول إلى مبادئ وصيغة تصلح لأن تكون إطارًا للحوار بتوافق جميع الفصائل.

 

"طامة أوسلو"

من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب إن "الطامة الكبرى الذي تعرض لها الشعب الفلسطيني تكمن في اتفاقية أوسلو وفرضها عليه؛ وكان لابد من استفتاء شعبي عليها".

وذكر حبيب أن "الفلسطينيين عندما وقعوا على اتفاق أوسلو كانوا يأملون بقيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967 للبدء بتطبيق الاتفاق بعد 5 سنوات؛ لكننا اليوم في وبعد 23 عاماً لم يتحقق هذا الاتفاق".

وأضاف "إسرائيل تنصلت تمامًا من استحقاقات اتفاقية أوسلو، وكل ما أراده الاحتلال منها هو عامل الوقت فقط؛ لفرض وقائع مشروعها على حساب الحق الفلسطيني".

وأكد أن مبادرة شلّح جاءت لوضع النقاط على الحروف في ظل ضياع الحق الفلسطيني الذي لا ينصلح إلاّ بإلغاء اتفاقية أوسلو، وفق قوله.

وشدد حبيب على أنه "لا يوجد أي سبب للتمسك باتفاقية أوسلو إلاّ لارتباط المصالح الشخصية لفريق من السلطة على حساب الشعب الفلسطيني"، وفق قوله.

وأكد أن الوضع الفلسطيني الراهن يحتاج لحوار وطني يشارك به الكل الفلسطيني، مشدداً أن المبادرة يجب أن تكون قاعدة للانطلاق.

 

مبادرة مهمة

وفي نفس السياق، لفت القيادي بالجبهة الشعبية هاني الثوابتة إلى أن مبادرة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي مهمة بصورة أساسية؛ في ظل حالة الجمود الواقعة في الساحة الوطنية

وأوضح الثوابتة أن المبادرة تعتمد على مرتكزات أساسية منها إلغاء اتفاقية أوسلو وإنهاء هذه الحقبة إلى الأبد؛ لأنها لم تجلب للشعب الفلسطيني إلا المعاناة.

وبيّن أن المرتكز الثاني يكمن بالتعامل مع المرحلة الحالية أنها مرحلة تحرر وطني؛ بعدما انشغلت دول الاقليم بقضاياها ومشكلاتها الداخلية، لافتاً إلى أن ذلك يكمن بدعم الانتفاضة وتوفير كافة السبل والإمكانات لها.

وقال: "هذه المبادرة تنبض بالروح الوطنية والشعبية، ورحبنا بها، ونحن مع أي حراك على الأرض يشكل خطوة أولى للشروع بتنفيذها".

وتوافق مع ذلك، الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال، موضحًا أن مبادرة الجهاد الإسلامي تشير بصورة أساسية إلى المشكلة الوطنية القائمة على الساحة الفلسطينية.

وشدد على ضرورة الاهتمام بالمبادرة "وألا تكون ملفاً جديداً يوضع على رف الإهمال الفلسطيني كما الملفات السابقة".

 

التطبيق العملي

بدروه، شدد القيادي بالجبهة الديمقراطية صالح ناصر على أهمية دعم التطبيق العملي لمبادرة الجهاد الإسلامي؛ كي لا تكون مبادرة إضافية تضاف إلى المبادرات الوطنية السابقة.

ودعا الفصائل الوطنية للنقاش بكيفية تطبيقها على أرض الواقع وتجنب المناكفات السياسية أو إقصاء طرف ضد طرف آخر.

وطالب ناصر بعقد حوار وطني شامل لا يستثني أحدًا؛ لوضع استراتيجية وطنية بديلة توضح العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي.

 

مبادرة شلح

وكان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح طرح 10 نقاط للخروج من المأزق الراهن في الوضع الفلسطيني، مطالبًا الرئيس محمود عباس بإنقاذ الشعب الفلسطيني قبل أن يغادر موقعه لأي سبب.

ودعا شلح، في كلمه له بمهرجان نظمته حركته بذكرى انطلاقتها وسط مدينة غزة ظهر الجمعة الماضي، الرئيس عباس إلى إلغاء اتفاق أوسلو ووقف العمل به في كل المجالات.

وشدد على ضرورة الخروج من حالة اختزال فلسطين أرضًا وشعبًا بالضفة الغربية وقطاع غزة، "فشعبنا واحد وقضيته واحدة، وينبغي أن تتحمل كل الأطراف مسؤولياتها التاريخية وتسحب المبادرة العربية".

وبين أن على منظمة التحرير سحب الاعتراف بـ"إسرائيل"؛ "لأن ذلك الاعتراف هو الطامة الكبرى".

كما دعا شلح إلى إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة وصياغة برنامج وطني جديد وموحد وإعداد استراتيجية شاملة على قاعدة التحلل من اتفاق أوسلو بما ينهي من وجود سلطتين وكيانين في غزة والضفة.

وجدد التأكيد على ضرورة إعادة بناء المنظمة لتصبح الإطار الجامع الذي يمثل كل القوى الفلسطينية، وإعلان أن المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ما زالت مرحلة تحرر وطني من الاحتلال وأن الأولوية هي المقاومة.

وطالب شلح مصر بإنهاء حصار غزة، وأن توازن بين أمنها القومي ومتطلبات وأمور حياة الفلسطينيين، داعيًا قيادة منظمة التحرير من موقعها الرسمي لملاحقة "إسرائيل" كمجرمي حرب وتفعيل دور مقاطعتها.

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة