استقبال المُعزين بأول عيد عادة نابلسية تتلاشى

شكلت هذه العادة عبئا ثقيلا على العائلات النابلسية
نابلس - خاص صفا

شيئا فشيئا لن يشعر ذوو الميت في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية بالحرج لعدم فتح بيت عزاء بأول عيد بعد وفاة فقيدهم، فهذه العادة التي تميزت بها نابلس منذ القِدم بدأت تتلاشى تدريجيًا لتصبح شيئا من الماضي.

فقبل كل عيد، كان على العائلات حصر من مات منها منذ العيد السابق، والإعلان عن استقبال المعزين في أول أيام العيد، حتى لو مضى على وفاة الفقيد أكثر من أشهر طويلة، كما هو الحال في عيد الفطر.

وكما كان متبعًا وفق هذه العادة، يُفتح بيت العزاء من بعد صلاة العيد وحتى صلاة الظهر، ويكون لزامًا على أبناء العائلة التواجد فيه لاستقبال المعزين.

ولطالما شكلت هذه العادة عبئا ثقيلا على العائلات النابلسية، الأمر الذي دفع بتجمع دواوين عائلات الديار النابلسية للتوصية بإلغاء هذه العادة.

نحو الاندثار

ويبدي مُقرر تجمع الدواوين المهندس عماد كمال رضاه عن مدى النجاح الذي حققه التجمع في وقف العمل بهذه العادة، مؤكدا لوكالة "صفا" أن هذه العادة تكاد تكون انتهت، حيث تراجعت بنسبة لا تقل عن 95% خلال السنتين الأخيرتين.

ويوضح كمال أن التجمع سعى لإلغاء هذه العادة لإزالة الحرج عن العائلات، بعد أن بدأت هذه العادة تشكل عبئا كبيرا عليها.

وأضاف: "ربما كان هناك الكثير العائلات التي سعت لإلغاء هذه العادة، لكنها لم تمتلك الجرأة على اتخاذ قرار منفرد، ولهذا جاءت توصية التجمع الذي يضم 80 عائلة، ولقيت استجابة كبيرة".

وقال إن هذه العادة التي ليس لها أساس ديني، تناقض رسالة العيد الذي هو مناسبة للفرح وصلة الأرحام، وليس لتجديد الأحزان.

وفي نفس الوقت الذي تشكل عبئا ماديا على عائلة الميت، فإنها ترهق الأقارب والمعارف الذين يضطرون لقضاء نصف اليوم الأول بالتنقل بين بيوت العزاء لأداء الواجب، بدل الانشغال بصلة أرحامهم.

عادات سلبية

ويلفت كمال إلى أن هذه العادة ليست العادة السلبية الوحيدة التي عمل التجمع على إلغائها، سعيا لإزالة أعباء لا داعي لها.

وبهذا الصدد، يشير إلى أن التجمع أوصى بالتوقف عن عادة وضع سعف النخيل على القبور في كل عيد.

وأوضح أن هذه التوصية جاءت بعد أن أفتى أهل العلم بأن هذه العادة ليست من الدين، وثبت أن مصدر هذه السعف هو المستوطنات الإسرائيلية.

ولفت إلى أن شراء سعف النخيل يشكل عبئا إضافيا يضاف إلى الأعباء التي تواجه رب الأسرة في كل عيد، حيث يضطر لشرائها حتى لو كان يعاني من ضائقة مالية، تجنبا لاتهامه بالبخل تجاه قريبه الميت.

وتأسس تجمع الدواوين بمبادرة من عدد من دواوين العائلات النابلسية عام 2012 بهدف إيجاد جسم فاعل يكون مسانداً لمؤسسات المدينة، وعنصراً نشيطاً من أجل تعزيز مكانة المدينة ومؤسساتها.

ويوضح كمال أن التجمع يسعى بالمقابل إلى تعزيز العادات الحميدة الموروثة عن الآباء والأجداد، وأن تكون كل عائلة متضامنة ومتكافلة فيما بينها وسندا لأبنائها.

وقال: "دعونا العائلات لفتح دواوينها لجمع أبناء العائلة بشكل دوري، لتعزيز أواصر الصلة بين أبنائها، ولمناقشة الأمور العائلية".

/ تعليق عبر الفيس بوك