عجّت حسابات نشطاء فلسطينيين وعرب بمواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات تعبر عن الفرح الذي غزا الشارع الفلسطيني، عقب العملية الفدائية بحافلة إسرائيلية بالقدس المحتلة، مساء أمس.
وكعادتهم، دشن هؤلاء هاشتاق: "#سقف_الباص_الطاير" الذي حمل طمأنة للشارع باستمرارية انتفاضة القدس الذي انطلقت في الأول من أكتوبر الماضي، بعد هدوء ساد لأيام على صعيد عملياتها، وخوفهم على المقاومة جراء تصاعد التنسيق الأمني في الضفة الغربية المحتلة.
ولمع بريق العمليات الاستشهادية منتصف التسعينيات واشتدت خلال انتفاضتي الحجارة والأقصى، وشكلت معادلة بارزة في تاريخ الصراع مع "إسرائيل"، إلا أنها خفت خلال السنوات الأخيرة.
وربط النشطاء في تغريداتهم بين عملية القدس وحديث للقيادي في حركة حماس عبد العزيز الرنتيسي في ذكرى استشهاده قبل 12 عامًا، والذي عندما سُئل عن إحدى العمليات، قال: هل سقف الباص طاير؟، فردوا: نعم، فقال: إذًا العملية لحماس".
ثم استذكروا مهندس العمليات الاستشهادية يحيى عياش الذي نفذ العشرات منها، ووصفته "إسرائيل" حينها بأنه "الثعلب صاحب الألف وجه"، والذين يصفونه بـ"الزمن الجميل" وكتبوا: "عياش مر من هنا"، "عياش لم يمت".
فقد كتب الناشط مروان أحمد: "عِندما تتحوّل باصات ومُستوطنات الصهاينة إلى جَهنم، فاعلم أن المهندس يحيى عياش مرّ من هُنا، وأن القائد عبد العزيز الرنتيسي باركها".
وغرد الشاب عبد الهادي مسالمة قائلًا: "بعد سقف الباص الطاير.. هيك بنقدر نسميها انتفاضة"، فيما علق ثالث بالقول: "رجع زمن ألمونيوم نحاس حديد.. باصات إسرائيلية مولعة للبيع".
ولم يخلو التغريد من السخرية بتصريحات القادة الإسرائيليين من عودة الهدوء، فكتب الشاب أحمد عاشور "قبل أيام أبدى الاحتلال ارتياحه لانخفاض العمليات، مش عارفين أنه احنا بنلعب على المرتدة".
وطالت السخرية التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، فقالت أسحار: "طبعا كمان شوي السلطة بتطلع ببيان شجب واستنكار للعملية، مع وعد بالقبض على الخلية التي تقف وراها".
كما كتب الصحفي محمود فودة: "الرئيس محمود عباس يقطع زيارته لبرلين؛ للعودة لأرض الوطن، والاطمئنان على صحة المصابين في عملية القدس".
وأشار الناشط محمود صالح إلى أن المسؤولين الإسرائيليين حاولوا طمأنة مستوطني غلاف قطاع غزة صباحًا، وتورطوا في قلب الكيان الإسرائيلي مساءً. بينما كتب آخرون: "من أحرقوا أطفالنا يستحقون الحرق دون شفقة".
وانتشرت عدة كاريكاتيرات تبارك العملية كان أحدها يظهر صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكأنه يحاول الاتصال بالحافلة المستهدفة فيكون الرد: "نأسف الباص الذي تحاول الاتصال به حاليا ربما يكون محروقا أو مفروما".
كما لوحظ أعادة نشر النشطاء لأنشودة "سقف الباص طاير" لفريق الوعد الفني، وغيرها من الأناشيد التي تدعو بشكل صريح إلى عودة العمليات الاستشهادية داخل الحافلات الإسرائيلية بكل قوة.
ووفق إحصائيات منشورة؛ بلغ عدد العمليات التي نفذت منذ أبريل عام 1994 وحتى فبراير 2004، 132، أوقعت حسب اعترافات الاحتلال الإسرائيلي 688 قتيلًا إسرائيليًا، وإصابة قرابة 5000.
وآخر هذه العمليات قبل عملية اليوم هي تلك التي استهدفت حافلة إسرائيلية أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2012، والتي أعد لها وأشرف على تنفيذها الأسير القسامي أحمد موسى.