web site counter

"هآرتس": هل يكتفي حزب الله بعملية شبعا؟

مكان وقوع العملية امس
القدس المحتلة - صفا

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن تبادل إطلاق النار بين "إسرائيل" وحزب الله أمس الأربعاء هو "نوع من الحوار العنيف المحدود".

 وتساءل محرر الشئون العربية في الصحيفة تسفي برئيل في مقالة له اليوم "عما إذا كانت عملية مزارع شبعا هي الرد الذي قصده حزب الله عندما حذر "إسرائيل"، أم هو رد إيراني على اغتيال الجنرال بعد أن تعهدت الأخيرة برد عنيف.

ويخلص إلى أن تبادل إطلاق النار الذي حصل يمثل نوعًا من 'الحوار العنيف' بحيث يوضح كل طرف "حدود الحوار".

وأضاف: إن تقديرات إيران تشير إلى أن "إسرائيل تسعى لشطب الاحتكار السوري – الإيراني" لاستراتيجية إدارة الحرب في سوريا، استنادًا إلى غياب الرد الإسرائيلي على سيطرة المعارضين، وبضمنهم التنظيمات الإسلامية الراديكالية على غالبية الجولان السوري".

وقال: "إسرائيل" سارعت إلى الرد عندما حاول حزب الله توسيع نطاق سيطرته بالجولان السوري، ما يعني بالنسبة لسوريا وإيران تدخلاً في الشؤون الداخلية ويوفر غطاءً إسرائيليًا للمعارضين، وأن 'معضلة الرد' على الهجوم الإسرائيلي على القنيطرة حلت بشكل مخطط له ومحسوب.

جبهات آخرى

ويتابع أن "المخاوف الإيرانية – السورية كانت نابعة من الخشية من فتح جبهة واسعة في الجولان بما قد يدفع "إسرائيل" إلى الرد مباشرة ضد النظام السوري، وتتعزز بذلك قوة المعارضة، وذلك لأن تفضيل إسرائيل إلقاء المسؤولية على الأنظمة الرسمية، مثل الحكومة اللبنانية التي ليست مسؤولية عن شيء، والنظام السوري الذي لا يسيطر على المنطقة، من شأنه أن يضع قصر الرئيس السوري في بنك الأهداف الإسرائيلية".

وبرأي الكاتب فإن "فتح جبهة واسعة على الحدود مع لبنان هو أمر خطير، لكونه قد يؤدي إلى تحويل الجهد الحربي لحزب الله من المناطق التي يساعد فيها الجيش السوري إلى الحدود مع إسرائيل، بما يضعف الجهود السورية في إخضاع المعارضة".

كما يكتب أن الطرفان ينطلقان من فرضية أنه لا مصلحة لأي طرف في فتح جبهات ملتهبة في الجولان أو في لبنان، مشيرا إلى أنه 'إذا كانت إسرائيل تخشى في بداية الثورة السورية من قيام حزب الله بفتح جبهة مع إسرائيل لتحويل الأنظار عن المجزرة التي ينفذها الجيش السوري بحق المدنيين، فإن هذه الاعتبارات لم تعد قائمة اليوم'.

ويتابع أن "النظام السوري تحول إلى عامل ثانوي في عمليات اتخاذ القرارات العسكرية في الأراضي السورية، وأنه على خلفية الجهود الدبلوماسية الروسية للتوصل إلى حل سياسي، فإن إيران تطمح إلى الحفاظ على نفوذها، وأن سورية ولبنان بالنسبة لها هي رزمة واحدة لا يمكن التنازل عن أحدها مقابل الثانية".

ويخلص الكاتب إلى أنه "بالنسبة لإيران فإن تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل هو حدث ثانوي، وربما هامشي، ويجب احتواؤه ضمن الظروف القائمة حتى لا يعرقل الطموحات الاستراتيجية لإيران".

ويقول إنه "ضمن هذه الاعتبارات فإنه على إيران أن تضمن ألا تسمح إسرائيل لنفسها بضرب أهداف مهمة لإيران وحزب الله، وأنه هناك تكمن الخطورة في عدم قراءة إسرائيل بشكل صحيح خارطة المصالح الإيرانية، وبالتالي فإن أحداثا ثانوية مثل مقتل مسؤولين أو إطلاق نيران عفوية قد يدهور الأطراف إلى وضع لا يرغب أحد بالوصول إليه".

واغتالت "إسرائيل" 6 من قيادات وكوادر حزب الله قبل 11 يوما في القنيطرة السورية، ورد الحزب باستهداف قافلة عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا اللبنانية أمس وقتل اثنين من الجنود وأصاب 6 آخرين بحسب الاعتراف الإسرائيلي.

/ تعليق عبر الفيس بوك