شهيدا النقب.. توحدّا بالاسم والمنزلة

النقب المحتل - خاص صفا

"كانت شهادة سامي الجعار كالصاعقة بالنسبة له، فلحق به في جنازته واستشهد بنفس المنزلة"، هكذا يقول شقيق شهيد رهط الثاني سامي زيادنة، الذي سقط مساء الأحد خلال مشاركته في تشييع جثمان الشهيد جعار.

وفنّدت عائلة الشهيد زيادنة وأصدقاؤه وشهود عيان مزاعم شرطة الاحتلال ووسائل إعلامه التي قالت "إن زيادنة توفي وفاة طبيعية إثر نوبة قلبية".

وزعمت وسائل الإعلام العبرية أن الشهيد زيادنة (45 عامًا) قد توفي متأثراً بسكتة قلبية كان قد تعرض لها خلال المواجهات التي اندلعت بين المشاركين في جنازة الشهيد جعار وقوات الشرطة.

ويروي راقي الزيادنة شقيق الشهيد اللحظات الأخيرة لاستشهاده، ويقول "خرجنا معًا للمشاركة في جنازة الشهيد سامي جعار، وما حدث أننا وحينما دخلنا مع باقي المشيعيين إلى المقبرة، تفاجئنا بسيارات الشرطة تدخل بشكل سريع للمقبرة".

وبدأت عناصر الشرطة بإطلاق قنابل الغاز بشكل كثيف على المشاركين بالجنازة، وبطريقة همجية وعشوائية، فهرب الجميع من شدة الغاز، ويكمل شقيقه الشهيد "تفرقت حينها أنا وسامي لانعدام الرؤية".

ويتابع في حديثه لوكالة صفـا "لم أر سامي حينها إلا وهو يُنقل بالسيارة إلى المستشفى، ولم أستطع اللحاق به لأنني استنشقت الغاز، وكنت شبه فاقد للوعي".

ولا تنتظر عائلة الشهيد نتائج تشريح جثة ابنها في معهد أبو كبير، وكما يقول شقيقه بحرقة "الشرطة سبب استشهاد أخي، ولو أن سامي يعاني من أزمة في القلب لتوفي في مكان أخر أو في بيته، ولكنه استشهد بقنابل غاز الشرطة".

ويستطرد "لا داعي لتقرير من الطبيب الشرعي، فسامي شهيد لحق بأخيه سامي جعار بذات المنزلة بحمد الله، والله اختاره شهيدًا".

وسامي زيادنة أب لسبعة أطفال، وهو من عشيرة زيادنة برهط، وعُرف بوطنيته بين أصدقائه ومعارفه، بالرغم من أنه لا شأن له أو اهتمام بالشئون السياسية، وهو من المدافعين والناشطين في قضايا أهل النقب.

ويقول شاهد عيان لوكالة "صفا" إنه رأى الشهيد زيادنة حينما كان يركض هربًا من الغاز الكثيف الذي أطلقته الشرطة.

ويروي المشهد "فجأة خفت سرعته وسقط على الأرض، لأن الغاز كان في كل مكان، وبسرعة حمله الشبان ونقلوه إلى المستشفى، وكان حينها فاقدًا للوعي، لا أعرف إن كان استشهد لحظتها أو بالمستشفى".

ولكن ابن عم الشهيد يؤكد لـصفا "أنه استشهد فور وصوله للمستشفى".

ويقول "لم يخل أحد من المشاركين بالنظام، وكان معروفًا مسبقًا أن الشارع الذي ستمر فيه الجنازة سيكون مغلقًا لحين انتهائها، ولكن الشرطة افتعلت المشاكل، وفاجأتنا بالهجوم على المقبرة".

وسيتم تشييع جثمان الشهيد زيادنة بعد الساعة الثالثة من عصر اليوم، ويقول شقيقه "إذا كان هناك وجود للشرطة، فإن جنازة أخي لن تمضي بسلام".

ولا تزال قوات كبيرة من شرطة الاحتلال تتواجد في منطقة رهط حتى الأن، بالتزامن مع استعدادات تشييع جثمان الشهيد.

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة