يستفاد منها لري وتسميد التربة

باحث من غزة يطبق ابتكارا لتنقية المياه العادمة

10819006_10152913306169705_2030236282_n.
غزة - هاني الشاعر- صفا

يعكف الباحث الفلسطيني رشيد عوض مطر (23عامًا) على تطبيق فكرة لتنقية المياه العادمة من خلال عمل مستخلصات شجرة "المورينجا" سواء من الأوراق أو البذور، ما ينتج عنها القضاء على البكتريا الممرضة في المياه المعالجة، ويجعلها صالحة للاستخدام في عملية الري في مجال الزارعة. 

ويسعى مطر الذي يقطن في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة لإكمال مشروع يهدف لتنقية وتوفير كميات من المياه بدلًا من تصريفها للبحر وتلويث مياهه، وعدم الاستفادة منها.

فباستخدام "المورينجا" يمكن الاستفادة من تلك المياه في ري النباتات، بحيث توفر مصدر مياه مستمر، في ظل الأزمة التي تحدق بالخزان الجوفي، وقلة المصادر الطبيعية.

مطر الذي يدرس كطالب ماجستير مياه وبيئة في جامعة الأزهر أشار لـ"صفا" إلى أنه كان يبحث عبر الشبكة العنكبوتية عن فكرة جديدة يستخدمها في مجاله الزراعي، ويُسجل براءة الابتكار، من خلال جلب فكرة لم يسبق وأن طُبقت من قبل في فلسطين.

وأثناء عملية البحث، وقعت عينا الشاب مطر على مقطع فيديو في دول الغرب، يُظهر عملية تنقية المياه العادمة باستخدام مستخلصات شجرة "المورينجا" أو الشهيرة بشجرة "المعجزة"، التي تمتاز بفوائد عظيمة بكافة المجالات خاصة الصحية والعلاجية، فاقتنع بالفكرة كثيرًا، وبدأ بالبحث في الفكرة، وإمكانية تطبيقها في قطاع غزة.

تطور الفكرة

وما شجعه على السير نحو شق طريقه لتطبيق الفكرة، وجود شجرة "الموريجنا" في القطاع، والتي توجه العديد من المزارعين لزراعتها حديثًا بكمياتٍ محدود، وبعد مقابلته لأكاديميين وافقوا وشجعوه على الفكرة، وبدأ بتجميع المواد والمعدات اللازمة، وأجرى تجربةً مبدئية على عينة من المياه العادمة التي غمرت منازل المواطنين، خلال منخفض "ألكسا" العام الفائت، وأعطت نتائج إيجابية شجعته على إكمال الفكرة.

وتطور الأمر لدى الطالب مطر، من خلال تحويل الفكرة كرسالة للماجستير الذي يدرسه، وتقدم به كمشروع ريادي لمركز بحوث تحلية المياه في سلطة عُمان " Medric"، وحصل على تمويل بسيط للمشروع، جعله يشعر بالحماسة والتشجيع ويُكمل مشواره نحو تحقيق مشروع ابتكاري مُتكامل.

وشجرة "الموريجنا" منشؤها الهند، وتُسمى "المورنغا" أو "المورينقا" وبالإنجليزية "Moringa Oleifera"، وأسماؤها المتعددة تعود لاستخدامها من قبل كثير من الشعوب حول العالم، لفوائدها العديدة، فهي شجرة الرحمو، اليسر، وغصن البان، الحبة الغالية، وأيضًا الرواق، الثوم، فجل الحصان، عصا الطبلة.

وتمتلك "المورينجا" العديد من الاستخدامات التقليدية على مستوي العالم مثل "أفريقيا وأمريكا اللاتينية والجنوبية والهند وإندونيسيا.."، ويتم استخدامها في علاج نحو "400مرض" ويعتبر كسماد وعلاج تأكل التربة وتنقية الماء، وتدخل في مستحضرات التجميل وطباعة المنسوجات والمبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات وزيوت التزليق ومنتجات الألياف والزخرفة وكنوع من التوابل.

صعوبات ومثابرة

ولم تكن الطريق مفروشةً بالورود أمام الطالب مطر، بل واجه صعوبات في بداية تطبيق فكرته، أهمها أجهزة فحص البكتريا المتواجدة بالمياه العادمة، وصعوبة توفير الأجهزة الخاصة بعملية الاستخلاص، بالإضافة الي عدم توفر مراجع عربية للرجوع إليها، وعدم توفر الإمكانيات، التي تخرج كميات كبيرة من المُستخلص.

كذلك تحتوي المياه التي يتم تنقيتها على عناصر غذائية مثل "النيتروجين والفسفور"، وهو ما يخفف العبء على المزارع من خلال التقليل من استخدام الأسمدة والمواد الكيماوية، كذلك يسعى حاليًا لمحاكاة الواقع والخروج بأفضل النتائج على نطاق صغير، حتى يتمكن من تطبيق المشروع على أرض الواقع بشكل أوسع، في الوقت الذي يتطلع فيه للحصول على دعم من الجهات المسئولة لتوسيع مشروعه وتطبيقه.

والنموذج الصغير الذي يعتزم الطالب القيام به، سيكون باستخدام حوض أسماك صغير، ووضع المياه المعالجة به بعد معالجتها، ومعرفة أهم الظروف التي يكون عندها الناتج أفضل ما يكون، وبالتالي ستكون تلك الفكرة محاكاة لمشروع أكبر في حال تم تنفيذه، بعد توفير الدعم المعنوي والمادي.

ويطمح لتطبيق المشروع بشكل كبير، لُصبح مشروعا وطنيا، تُسجل لفلسطين شهادة الابتكار كأول مشروع في الشرق الأوسط، من خلال توفير الإمكانيات المادية والأجهزة التي تساعد في عملية الاستخلاص بشكل أكبر، ويعتزم في أعقاب نجاح النموذج الصغير للمشروع طرحه على الجهات المانحة والمسئولة لتطبيقه على أرض الواقع.

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة