الضفة الغربية – خــاص صفا
ما إن اكتمل الحديث عن انتهاء بناء جدار الفصل مع مصر، حتى خرجت المصادر الإسرائيلية لتعلن التخطيط لإقامة الجدار الفاصل مع الأردن، لتتحول الخارطة الفلسطينية إلى مجموعة من الجدر، سيما وأن الجدار الإسرائيلي مع سوريا في مراحل التنفيذ. وتطالب السلطة الفلسطينية خلال مفاوضاتها مع الكيان الإسرائيلي بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، مما يعني أن الجدار الذي يبنيه الاحتلال على حدود الأردن ينسف تماما مطلب السلطة. ففي تصريح لرئيس مديرية الجدار في وزارة الجيش الإسرائيلي العميد "عيرن أوفير" تحدث أن تحضيرات تجري من أجل بناء جدار على الحدود مع الأردن أسوة بالجدار الأمني مع مصر. ويؤكد أوفير أن الجدار مع مصر لن يكون الجدار الأخير الذي يبنيه الاحتلال؛ مشيرًا إلى استكمال بناء الجدار مع مصر والذي يبلغ طوله 245 كيلومترا امتدادا من رفح شمالا وحتى مدينة (إيلات/ام الرشراش) جنوبا، بتكلفة مليار ونصف المليار شيقل. وكانت صحيفة معاريف نقلت في 3-11-2013عن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قوله إنه يعتزم إقامة جدار أمني في غور الأردن فور الانتهاء من بناء الجدار على الحدود المصرية في خط مدينة ايلات، وبالتوازي أمر نتنياهو بالإسراع في اكمال الجدار في هضبة الجولان. [title]سياسة الأمر الواقع[/title] ويقول الباحث في الشئون الإسرائيلية أنطون شلحت لوكالة "صفا" إن قرار بناء الجدار مع الأردن يستند إلى رفض مسبق من الاحتلال الإسرائيلي لأن تكون حدود 1967 هي حدود الحل النهائي مع الفلسطينيين. ويوضح أن "جميع الحكومات والدوائر الأمنية والسياسية الإسرائيلية ترى أن حدود 67 لا يمكن أن تشكل حدودا منطقية لحماية أمنها، وأن نهر الأردن هو الحدود الطبيعية الآمنة، لذلك لا تنازل عن الأغوار وعن السيطرة على الحدود الشرقية في أية تسوية مع الفلسطينيين". وينوه إلى أن الاحتفاظ بغور الأردن يأتي ضمن خطة يغئال ألون التي سوغت بعد حرب عام 1967 أن لا أمن لـ"إسرائيل" دون السيطرة على نهر الأردن. [title]الجدار بدأ والتصريحات متأخرة[/title] ولكن سكان الأغوار يؤكدون أن تصريحات نتنياهو فارغة، لأنهم يرصدون منذ خمسة أشهر شروعا في عمليات بناء في الجدار على الحدود مع الأردن. ويقول رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية في الأغوار عارف ضراغمة لوكالة "صفا" إن سكان المنطقة رصدوا أعمال بناء للجدار، وشرعت آليات الاحتلال بالتأسيس له منذ عدة أشهر. ويضيف "أبلغنا المسئولين الفلسطينيين بالأمر وطلبنا منهم زيارة المنطقة والاطلاع على النقاط التي يتم فيها البناء، ولكن أحدا لم يحضر للمنطقة حتى الآن". ويؤكد أن لا معنى للمفاوضات في ظل إقامة هذا الجدار الذي ينسف مفهوم الدولة، كما أنه يتضمن عمليات مصادرة جديدة لأراضي المواطنين التي تقع بين الجدار التقليدي القديم في الحدود مع الأردن والجدار الجديد. وينوه إلى أن مخططات بناء الجدار الحدودي بدأت منذ ثلاث سنوات، وشرعت قوات الاحتلال بإزالة الألغام من الأراضي وتسليمها للمستوطنين لزراعتها ثم شرعت قبل خمسة أشهر بناء الجدار في المنطقة.