أفاد الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة الاثنين بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي ومنذ العام 1967 ولغاية الآن اعتقلت أكثر من عشرة آلاف مواطنة فلسطينية من أعمار وشرائح مختلفة .
وأوضح أن من بين المعتقلين أكثر من (800) مواطنة تم اختطافهن منذ بداية انتفاضة الأقصى، وأربع أسيرات منهن وضعن مولودهن خلف القضبان في ظروف قاسية جداً، ثلاثة منهن تحررن، فيما لا تزال الأسيرة فاطمة الزق مع مولودها "يوسف " الذي أنجبته في يناير من العام الماضي داخل السجن .
ودعا فروانة إلى العمل من أجل توثيق تجربة الحركة النسوية الأسيرة بشكل خاص، بكل ما تضمنته من تجارب فردية وجماعية، وقصص وروايات مؤلمة، وصمود مذهل ونضال لا ينضب، ومواقف نوعية ضد السجان وإدارة السجون.
جاءت ذلك خلال زيارته لجمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية بغزة ولقائه رئيس مجلس الإدارة ، الأسيرة المحررة مريم أبو دقة، حيث اطلع على الدور الذي تقوم به الجمعية والأنشطة المختلفة في دعم ومساندة المرأة بشكل عام، والأسيرة المحررة بشكل خاص.
وأكد على ضرورة إيجاد حاضنة وطنية وسياسية واجتماعية وإنسانية واقتصادية للأسيرات المحررات، تُعيد لهن كرامتهن وتقدر نضالاتهن وتضحياتهن، وتكفل لهن توفير كل وسائل الدعم المعنوي والإرشاد النفسي والاندماج المجتمعي والتأهيل المهني والدعم المادي وإيجاد فرص عمل.
وطالب فروانة كافة الجهات المختصة والمؤسسات المعنية بشؤون الأسرى وتلك المعنية بشؤون المرأة، بعدم اقتصار اهتماماتهم بالأسيرات داخل سجون الاحتلال وإن كان هذا مهم جداً، ولكن الأهم أيضاً الاهتمام بالأسيرات بعد تحررهن.
وأشار إلى وجود تراجع كبير طرأ على درجة الاهتمام بقضية الأسيرات، حيث أن الأسيرة الفلسطينية تعاني مشاكل اجتماعية عديدة بعد تحررها وتواجه صعوبات جمة في الاندماج ولا تحظى بدعم المجتمع ومؤسساته المختلفة.
وأكد أن الأسيرات المحررات يمتلكن إرادة صلبة ومعنويات عالية جداً، ولم ولن يندَمنَ لبرهة واحدة على ما قدمتهن لأجل الوطن من تضحيات جسام وسنوات طويلة من أعمارهن خلف القضبان ومعاناة لا توصف.