سلط منتدى الإعلاميين الفلسطينيين الضوء على معاناة الصحفيين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي عبر استعراض شهادات حية لتجاربهم المريرة خلف القضبان، مشيراً إلى اعتقال أكثر من 100 صحفي منذ السابع من أكتوبر 2023، داعياً إلى إطلاق أكبر حملة تضامن مع الصحفيين الفلسطينيين في ظل الاستهداف الإسرائيلي المتعمد لهم.
استعرض المنتدى تحت عنوان "واقع الصحفيين الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي شهادات حية من الأسير المحرر الصحفي خضر عبد العال والأسير المحرر الصحفي أحمد شقورة وبمشاركة مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في غزة علاء اسكافي ومدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد ياسين.
وتناول الصحفي عبد العال ويعمل فريلانسر مع عدة جهات محلية ودولية تجربته الشخصية وظروف اعتقاله، والتحديات التي واجهها وزملاؤه داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومضى يقول: " اعتقلت تقريباً سنة كاملة، وبمجرد اعتقالي تم التحقيق معي وسألوني عن الجهات التي أعمل معها"، وتابع: "مجرد العمل في الصحافة تهمة عندهم بدعوى أنها تهدد أمن "إسرائيل" حسب اعتقادهم.. لا أدري كيف ؟".
وبين خلال مداخلة إلكترونية أن سلطات الاحتلال استخدمت شتى أشكال التعذيب ضد الصحفيين سواء الشبح أو الضرب بالعصي "لا لشيء سوى أن الصحفي يكشف جرائم إسرائيل"، وقال: " كان معي عدد من الصحفيين في الأسر وجميعهم تعرضوا للتعذيب، وتم إعلامهم أنهم يهددوا أمن دولة "إسرائيل" بالكلمة"، موضحاً أن عمل الصحفي "واضح، وليس عليه غبار، ويتمثل بنقل أخبار وكشف حقائق ونقل معاناة الناس وكيف يتعرضوا لإبادة ولتعذيب وقصف ودمار خلال الحرب".
وأكمل الصحفي عبد العال قوله: "أطالب الجهات الدولية التي لها علاقة بحقوق الصحفيين بالوقوف إلى جانب الصحفيين الأسرى في سجون الاحتلال، وأن تطمئنهم على أهاليهم وضمان عدم تعرضهم للتعذيب، وإلزام الاحتلال بالمواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحماية الصحفيين"، داعياً لدعم ومساندة الصحفيين لاسيما العاملين كــ"فريلانسر" في ظل العدوان الإسرائيلي، مضيفاً: " نحن كصحفيين منزوعي الحقوق داخل سجون الاحتلال، وبينما أتيح لي فرصة اللقاء بمحامي يحرم غالبية المعتقلين من ذلك"، وتابع قوله: "بعد الإفراج توقعنا أن تسأل نقابة الصحفيين عما يلزمنا من كشف طبي أو أي مساعدة، لكن لم يتم تقديم أي خدمات لا من نقابة صحفيين ولا من غيرها".
بدوره، قدم الصحفي المحرر شقورة من وكالة فلسطين اليوم شهادته حول واقع الأسر، متسائلاً بمرارة عن حقوق الصحفيين في سجون الاحتلال، ومضى يقول:" أي قانون هذا الذي يسمح باعتقال الصحفي لأنه نقل الحقيقة ؟!، وأي دولة هذه التي تتحدث عن نفسها بأنها دولة قانون ودولة الحريات ودولة الديمقراطية ؟!"، مشدداً على تجاوز الاحتلال الإسرائيلي لكل القوانين والمواثيق الإنسانية والدولية المؤكدة على حماية وحقوق الصحفيين في مناطق الصراع.
وأضاف أن "الصحفيين الفلسطينيين في سجون الاحتلال لا ذنب لهم سوى حمل أمانة الكلمة التي يدفعون ثمنها باهظا لأنهم يفضحون جرائم الاحتلال ويوثقوا معاناة الشعب الفلسطيني وينقلوا صوته للعالم"، وتابع "تعرضنا لويلات وعذاب، وللأسف جميع الصحفيين الأسرى يتعرضوا للتنكيل بشكل دائم بسبب نقلهم الحقيقة"، وتابع متسائلاً بحرقة "أين حقوق الصحفي؟!، وأين هي المؤسسات الحقوقية عن الصحفيين، فلا يوجد أي حقوق للأسير وللصحفي بشكل خاص".
وشدد الصحفي شقورة خلال مداخلة إلكترونية على ضرورة مساندة الصحفيين الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقال: "ندعو وسائل الإعلام لتسليط الضوء على الأسير الصحفي ومعاناته داخل السجون"، وتابع قائلاً: "نجدد العهد أن لا ننساهم، وأن نرفع أصواتنا دائماً من أجلهم".
من جانبه، شدد مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان بغزة علاء السكافي على انتهاك الاحتلال الإسرائيلي لمبادئ اتفاقيات جنيف والقوانين الدولية باعتقال الصحفيين، وقال: "واجه الصحفيون جملة من الجرائم والانتهاكات بدء من عملية القتل والإصابة مرورا باستهداف عوائل الصحفيين ومنازلهم وانتهاءا باعتقالهم وإخفائهم قسرا"، مبيناً أن الحماية القانونية مكفولة للصحفيين وفقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني.
وقال خلال مداخلة إلكترونية: "معظم الاتفاقيات والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن وقرارات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أكدت على حماية الصحفيين، ومن ذلك قرار مجلس الأمن 1738 لعام 2006 وكذلك قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عام 2014، كما وفرت وكفلت اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 والبرتوكولين الإضافيين لعام 1977 وخاصة المادة 79 من البرتوكول الإضافي الأول الحماية للصحفيين".
وأكد السكافي أن مجلس الأمن أصدر قرار 2022 عام 2015 كما صدر قرار عن مجلس حقوق الإنسان بذات العام بشأن سلامة الصحفيين ومساءلة الدول التي مارست الاعتقال ضد الصحفيين، وتابع أن سلطات الاحتلال صنفت الصحفيين المعتقلين كمقاتلين غير شرعيين، ومارست جريمة الاخفاء القسري بحقهم دون عرضهم على أي من المحاكم والقضاء، ولدينا العديد من الإفادات من الصحفيين الذين تم زيارتهم داخل سجون الاحتلال، حيث أكدوا تعرضهم للاعتقال التعسفي والمعاملة القاسية والمهنية أثناء التحقيق".
وذات السياق، أفاد مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد ياسين أن أكثر من 60 صحفياً فلسطينياً يقبعون في سجون الاحتلال، مضيفاً أن ذلك "يمثل أعلى معدل لاعتقال الصحفيين منذ سنوات، ويعكس تصاعداً في استهداف الصحفيين الفلسطينيين"، مشيراً إلى استمرار جريمة الإخفاء القسري للزميل المصور الصحفي نضال الوحيدي والزميل المصور الصحفي هيثم عبد الواحد منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأضاف خلال مداخلة إلكترونية أن أكثر من 100 صحفي فلسطيني تعرضوا للاعتقال منذ السابع من أكتوبر 2023، مؤكداً أن اعتقال الصحفيين الفلسطينيين يشكل انتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق والقوانين الدولية التي تكفل حرية الصحافة والتعبير، مطالباً المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظمات حرية الصحافة، بالتحرك الفوري والعاجل للضغط على الاحتلال للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الصحفيين الأسرى، وضمان سلامتهم وحقوقهم.
ودعا ياسين الصحفيين والإعلاميين الأحرار في العالم إلى فضح ممارسات الاحتلال وانتهاكاته بحق الصحفيين الفلسطينيين، وإلى تبني قضيتهم والعمل على إيصال صوتهم إلى كل المحافل الدولية عبر إطلاق أكبر حملة تضامن مع الصحفيين الأسرى في سجون الاحتلال.