web site counter

استثمار المواقف الدولية لصالح القطاع

كيف يسهم الحراك مع غزة في وقف العدوان؟

رام الله - خاص صفا
بعد استئناف "إسرائيل" عدوانها على قطاع غزة وارتكابها للمجازر بحق المواطنين، لم تشهد الساحات المحلية والعربية والدولية حراكًا تضامنيًا بالمستوى المطلوب.
ومنذ أيام ارتفعت وتيرة التضامن والحراكات الضاغطة لوقف الحرب على غزة، بعد سلسلة مجازر ارتكبها الاحتلال، راح ضحيتها الأطفال والنساء وقصف المستشفيات وخيام النازحين.
ورغم محدودية الحراك في كثير من المواقع، إلا أن الحراكات والحشودات الشعبية، أعادت قضية غزة إلى صدارة الاهتمام الدولي، رغم ضعف التضامن المحلي والعربي.
يقول الكاتب مروان قبلاني لوكالة "صفا": إن "حركة التضامن مع قطاع غزة كانت مع بداية عودة الحرب ضعيفة، بسبب جبهات أخرى كانت مفتوحة، وكان هناك انشغال إعلامي بهذه الجبهات".
ويضيف قبلاني أن استمرار جرائم الاحتلال في غزة وارتكاب المجازر، أصبح هناك تملل عالمي في كثير من الساحات، سبق الحراك المحلي والعربي.
ويشير إلى أن حالة الحراك والزخم الشعبي في بعض الدول الإسلامية الرافض لما يجري في غزة والمسجد الأقصى، أسهم في عودة الكثير من ساحات التضامن الدولية للظهور بقوة، وهي مهمة في إجبار الاحتلال على وقف عدوانه على القطاع.
ويؤكد أن ضغط الشارع في الدول الغربية ومحاصرة السفارات الأمريكية في الدول العربية والإسلامية، يسهم في إجبار الولايات المتحدة على وقف دعمها للاحتلال، والذي هو السبب الرئيس في استمرار عدوانه على غزة، إلى جانب الحراكات الطلابية الصاعدة والاحتجاج أمام سفارات الدول، وكل من يدعم الاحتلال، وكذلك منع السفن الحربية من الوصول إلى الموانئ العربية والإسلامية.
ويوضح أن الحراك الشعبي في الدول العربية، وخصوصًا المطبعة مع الاحتلال، سيجلب معارضة شديدة لهذه الحكومات، التي تتناسى ما يحصل في غزة والأقصى.
ويرى أن الحراك العربي، وخصوصًا في دول الطوق، يشكل حالة تضامن قوية تلقي بآثار ايجابية ومباشرة عما يجري في غزة، وتشكل حالة من التهديد على الأنظمة العربية.
ويؤكد أن استمرارها يجب أن يتواصل ويتصاعد، ويتشكل لمثل هذه الحراكات تغذية مستمرة من الشعوب لضمان تصاعدها، مما يسهم في كسر الحصار عن قطاع غزة.
ويلفت إلى أن الحراك العالمي في الدول الأوروبية، يجبر المستويات الرسمية بالضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل لوقف عدوانها، سيما وأن المجازر في القطاع تنقل بالصوت والصورة.
وحسب قبلاني، فإن عودة الاهتمام العالمي بقطاع غزة، سببه حركة التضامن الشعبي في الساحات والجامعات وأمام السفارات في مختلف المواقع.
وأما المحلل السياسي محمد القيق فيقول إن فرقًا في مواقف الدول ما قبل وقف إطلاق النار وما بعد عودة الاحتلال للحرب، إذ شهدت تذبذبًا واضحًا في المواقف ما بين مؤيد لـ"إسرائيل"، ومعارض قبل وقف الحرب.
ويوضح القيق لوكالة "صفا" أن بعد توقيع وقف إطلاق النار وقبوله دوليا، ارتاحت بعض الدول نسبيًا من عبء تحمل المسؤولية وإلزامية الطرفين بقبول الصفقة.
وبحسب القيق، فإن "خرق إسرائيل للاتفاق والعودة لعدوانها على غزة، انعكس ذلك على كثير من المواقف الدولية مثل كندا وتصريحات الرئيس الفرنسي بشأن إقامة دولة فلسطينية، والحالة الجماهيرية والقوة الشعبية الرافضة لانتهاك وقف إطلاق النار، إضافة لمواقف المؤسسات الدولية وما صدر عن أمين عام الأمم المتحدة".
ويرى القيق أن هذا المشهد جاء لتصعيد المواقف لصالح الفلسطينيين، خاصة أن الاتفاق كان بموافقة ومباركة دولية، والاحتلال هو من انتهكه بطريقة فظة تسببت باستشهاد المئات في أيام قليلة.
ويشير إلى أن نتنياهو حاول استجلاب التضامن الدولي كما حصل في السابع من أكتوبر، من خلال ضخ الروايات وتجنيد وسائل الإعلام والمحللين، إلا أنه فشل في ذلك، وانعكست المواقف الدولية ضد إسرائيل.
ويتطرق القيق إلى تداعيات ذلك على علاقة "إسرائيل" مع الدول في التبادل والسلاح، وأن ذلك له تداعيات استراتيجية سلبية، سيما وأنها هي من هاجمت المواطنين في غزة، وخرقت اتفاقًا برعاية دولية، في مقابل أن الفلسطينيين لم يتسببوا بأي خرق.
ويؤكد المحلل السياسي أن الدعم والتضامن يشكل استراتيجية في حال استغلال المواقف الدولية.
ويلفت إلى أن المواقف الدولية لم تستغل من قبل الدول العربية، مثلما حدث في الاجتماع العربي، وأنهم لا يريدون استثمار المواقف الدولية وتحريكها سياسيًا ودبلوماسيًا.
ويرى أن أطرافًا عربية لا ترغب بتحرك سياسي في الساحة العربية تجاه الساحة الدولية، وكأنها ترضى بالمشهد القائم في غزة، الأمر الذي يحتاج إعادة برمجة لاستثمار المواقف الدولية سواء الشعبية أو الرسمية أو المؤسساتية.
ع ع

/ تعليق عبر الفيس بوك