web site counter

تحت ردمِ غزة.. صرخات أطفال خُنقت بصمت العالم حتى فاضتْ

غزة - خاص صفا

"أنا أختنق يا أختي انقذيني، اتصلوا على الصليب الأحمر، نحن أحياء تحت الركام، انقذونا قبل أن نختنق"، بعثها أحد مصابي مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي بحي الشجاعية، لشقيقته، قبل أن يختفي حصرًا وخنقًا.

وصاحت شقيقة "محمد" المصاب تحت الأنقاض "يا حبيب أختك رد عليّ، أعطني اشارة أنك على قيد الحياة"، مستغيثة برحمة الله، بعدمها فقدت كل الآمال، وقُيدت كل الأيادي، وسط انعدام أي وسيلة لانقاذه، برفقة مجموعة من النساء والأطفال من تحت الركام. 

وارتكب جيش الاحتلال الاسرائيلي، يوم الأربعاء، مجزرة جديدة، بقصف مربع سكني في شارع بغداد بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، بالطائرات الحربية، مما أدى لاستشهاد 27 مواطنًا معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة 60 آخرين، بالإضافة لـ34 مفقودًا تحت الأنقاض.

وتواصل "إسرائيل" لليوم الثالث والعشرين على التوالي، استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة، عبر القصف الجوي والمدفعي، الذي يتسبب بمجازر يومية بشعة، وسط صمت دولي وعربي مريب.

استغاثة لآخر نفس 

وتقول شقيقة صاحب الرسالة من تحت الأنقاض "أرسل لي أخي استغاثة بعد قصف المنزل مباشرة على الماسنجر، ورددتُ عليه، لكنه لم يجب بعد حين، وانقطع الاتصال".

وقبل انقطاع الاتصال بعث المصاب "النساء يبكين والأطفال، بلغوا الصليب ينقذنا أتوسل إليكِ، اختنقنا".

وتصرخ بحرقة "كيف يكون أخي على قيد الحياة ولا ينقذه أحد، كيف يتحمل هذا العالم أن يتفرج علينا ونحن نموت".

وتستغيث الله بعدما قنطت من كل ما هو دونه "يا الله رحمتك بنا، ارحمنا".

صرخات الأطفال سكتت

ودفعت صرخات الأطفال من تحت الأنقاض، للعمل بقوة من أجل إزالة الركام، إلا أن قهرًا أصابهم وهم يسمعون تلك الاستغاثات من أسفل عدد من الطوابق التي سقطت عليهم بفعل القصف، وهو ما يحتاج لآليات من أجل رفعه.

ويقول أحد أفراد الدفاع المدني لوكالة "صفا": "قبل قليل كان الأطفال ينادون ويبكون بشدة، حاولنا بأيدينا أن نصل إليهم".

ويضيف "سمعنا صراخ عدد من النساء والشبان، أخرجنا منهم من استطعنا".

ولكن أصوات الأطفال اختفت، وبالرغم من مناداة رجال الدفاع المدني، إلا أن أحدًا لم يجب.

يقول رجل الدفاع المدني "اختفت أصواتهم، انتهى الأمر واستشهدوا جميعًا".

وبعد محاولات للوصول لأحدهم، استطاعت الفرق الوصول لشاب مصاب ورفع الركام عنه ليتنفس، لحين محاولة انتشاله، من بين سقفي طابقين، وذلك لقربه من الأرض.

ويستنكر رجل الدفاع المدني، بغضب رفض قوات الاحتلال ادخال الآليات اللازمة لانتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض، متسائلاً عن ضمير العالم وهو يشاهد المجازر، في حرب الإبادة الجماعية المتواصلة، التي تستعر يومًا بعد يوم على غزة.

وما زالت طواقم الدفاع المدني تبحث عن عالقين تحت أنقاض المنازل التي دمرتها طائرات الاحتلال فوق رؤوس ساكنيها، بحثًا عن ضحايا أحياء أو شهداء.

أدوات غير صالحة

ويقول عضو المكتب الإعلامي للدفاع المدني قصي صرصور لوكالة "صفا" إن طواقم الدفاع المدني، انتشلت 25 مصابًا حيًا من تحت الأنقاض، من بين حوالي 60 مصابًا".

ويوضح أن عددًا من المصابين قد فقدوا حياتهم لعدم القدرة على الوصول إليهم، نظرًا لبعدهم عن الطواقم بسبب التدمير لعدد من الطوابق على رؤوسهم".

ويؤكد أن رجال الدفاع المدني تستخدم أدوات يدوية لا تصلح للاستخدام في هكذا حالات، وهي "الشاكوش والإزميل".

ويضيف "في بعض الحالات نستعين بأدوات من المواطنين، لأننا لا نمتلك أي معدات للعمل، بسبب رفض الاحتلال ادخال اللازم منها لعملنا".

ويوجد تحت أنقاض المنازل المدمرة بغزة ما يزيد عن 14 ألف مفقود، معظمهم شهداء، وقد مرّ على معظمهم ما يزيد عن عام، بالرغم من انتشال عدد منهم طوال حرب الإبادة المتواصلة.

ومنذ 18 آذار/مارس الجاري، استأنفت "إسرائيل" حرب الإبادة على غزة، متنصلة من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع حماس استمر 58 يومًا منذ 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

وحسب وزارة الصحة، استشهد منذ 18 مارس 1449 مواطنًا وأصيب 3647 آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وبدعم أمريكي، يرتكب جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء.

 

 

 

ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك