شهدت الساحة الأمنية الإسرائيلية الليلة، أول مواجهة علنية بين وزير جيش الاحتلال "يسرائيل كاتس" من جهة وقائد الأركان "إيال زامير" من جهة أخرى، على خلفية التحقيق مع ضابط كبير لشبهات بتسريبه معلومات أمنية خطيرة.
وذكرت القناة "13" العبرية وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن القصة بدأت عندما تم استدعاء مسؤول العمليات في فرقة غزة "أورن سولومون" لدى الشرطة العسكرية الإسرائيلية بتهم متعلقة بارتكابه مخالفات خطيرة تخص أمن المعلومات، حيث تقرر أيضاً تسريحه من خدمة الاحتياط الأمر الذي أثار حفيظة وزير الجيش "كاتس".
في حين بعث "سولومون" برسالة لوزير الجيش ونتنياهو ادعى خلالها أن التحقيق معه يأتي على ضوء التحقيق الذي أجراه في هجوم السابع من أكتوبر، وأن التحقيق توصل إلى تورط قادة الجيش حتى قائد الأركان بالفشل في الأداء في السابع من أكتوبر وما بعده.
وفي أعقاب الكتاب أصدر "كاتس" أوامره باستدعاء الضابط المذكور إلى مكتبه لبيان السبب الحقيقي لإقالته، الأمر الذي أثار حفيظة "زامير" حيث أصدر بياناً غير مسبوق قال فيه إنه "لا يتلقى التعليمات عبر وسائل الإعلام"، نافياً في الوقت ذاته أن يكون التحقيق مع الضابط له علاقة بتحقيقاته حول السابع من أكتوبر.
أما كاتس فقد قال إنه "ينوي الاستماع لرواية الضابط"، لافتاً إلى أن استجوابه على خلفية تحقيقاته حول دور قادة الجيش في إخفاق السابع من اكتوبر مثير للإستغراب وأنه يطالب قائد الأركان بفحص سلوك النيابة العسكرية بهذا الملف.
وقال كاتس: "يحظر أن يتم تحويل الشرطة العسكرية إلى أداة لإسكات الانتقادات الداخلية في الجيش، وهي انتقادات وتحقيقات مهمة للجمهور وعائلات الضحايا ولغايات استخلاص العبر في الجيش".
ومع ذلك فلم يتجاوب "زامير" مع طلب كاتس قائلاً إنه "سيواصل دعم موقف النيابة العسكرية في التحقيق مع "سولومون" لشبهات متعلقة بأمن المعلومات".
فيما جاء في الكتاب الذي أرسله "سولومون" لنتنياهو وكاتس أن "التحقيق معه جاء نتيجة للتحقيقات التي أجراها في سلوك قادة الجيش خلال السابع من أكتوبر اصطدمت للأسف بمنظومة القطط السمان والتي فعلت كل ما بوسعها لتغييبي ومنعي بشكل خاص من إخراج التحقيقات لخارج الجيش"
وأشار سولومون في كتابه "إلى أن الجيش اعتقله بعد تفتيش منزله والبحث عن مستندات سرية ومواد مصورة حيث جرى اتهامها بنقلها لجهات غير مخوّلة بذلك".
فيما أشارت الصحيفة إلى أن المستوى السياسي الإسرائيلي نظر بعين الغضب لتصرفات "زامير" خلال الأيام التي أعقبت قرار إقالة رئيس الشاباك حيث حرص "زامير" على الظهور إلى جانب بار في جلسات أمنية الأمر الذي أرسل برسائل سلبية للمستوى السياسي حول دعم زامير لبار.