web site counter

"مناطق غير قابلة للسكن".. الجريمة إسرائيلية والتصنيف "أممي" دون مسؤولية لتبعاته

غزة - خاص صفا

لا تفتأ المؤسسات الأممية والدولية، تصدر تصنيفاتها المتكررة والمتوالية، عقب كل عدوان إسرائيلي على منطقة فلسطينية، بأنها "غير قابلة للسكن"، فيما يذوق مرارته، أصحاب الأرض وحدهم، وسط صمت وتنصل معظم هذه المنظمات، من المسؤولية المنوطة بها، تجاه هذا التصنيف.

ولم يكن إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بأن مخيمات جنين، وطولكرم، ونور شمس، في شمال الضفة الغربية المحتلة، "غير قابلة للسكن"، بسبب العدوان الإسرائيلي، الأول على مستوى المنظمة، أو على مستوى غيرها من المنظمات الأممية الدولية.

فقبل عام وخلال حرب الإبادة التي شنتها "إسرائيل" على غزة لـ15شهرا، أعلن مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في السكن اللائق، بأن "قطاع غزة بأكمله أصبح غير قابل للحياة".

وفي يناير العام المنصرم، أعلن منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أن قطاع غزة بات "بكل بساطة غير صالح للسكن"، حسب تعبيره، وذلك بعدما دمره القصف الإسرائيلي.

وتلى هذا الإعلان العشرات مثله، لمعظم مناطق قطاع غزة، التي كشف انسحاب جيش الاحتلال منها، عن فظاعة ما ارتكبه فيها، بمحو معالمها بشكل كامل.

وأعلنت هيئات دولية وعربية ومحلية عن مناطق كـ"مخيم جباليا، خزاعة، الزنة، عبسان الجديدة، منطقة الفراحين، بيت لاهيا، بيت حانون، بالإضافة لمدينة رفح، بأنها غير قابلة للسكن.

وبالرغم من أن معظم هذه التصنيفات، كانت بعد انسحاب جيش الاحتلال من المناطق التي أبادها، عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي، إلا أن سكانها عادوا إليها، لا لشيء إلا لأنها أرضهم، لا يريدون تركها، بعدما ضاقت بهم كل السبل، وتُركوا دون أدنى مستوى من الإغاثة.

مسيسة أو خائفة

ونصب العائدون لمناطقهم "غير القابلة للسكن"، خيامهم من النايلون والقماش، محاولين دعم صمود أنفسهم بأنفسهم، في ظل منع الاحتلال إدخال الكرفانات والخيام للقطاع، وموقف المنظمات الإغاثية العاجز تجاههم.

ويقول المختص بالشأن السياسي والحقوقي عماد عواد لوكالة "صفا": إن الموسسات الإغاثية الأممية المناط بها دور أساسي ومسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني وقضاياه، أصبحت بالمجمل اليوم، إما مسيسة تتبع لما يديده الممول، وإما خائفة.

ويضيف "وبالتالي لا يمكن أن يكون لهذه المنظمات، غير الموقف التصنيفي، بمعنى هي فقط تصنف الحالة".

ويستطرد "أما أن تتخذ هذه المؤسسات ومن بينها الأونروا، التي لها دور أولي تجاه الفلسطينيين، مواقف سياسية ومواقف مبنية لإعادة الحياة في هذه المناطق، فللأسف لا يمكنها ذلك". 

ويوضح أن مؤسسات الأمم المتحدة، تمويلها أوروبي أو أمريكي، وكانت تتعاطى بشكل سياسي مع كثير من القضايا الإنسانية، لكنها لم تكن تتخذ موقف سياسي معين في تجاه أي من القضايا، مشيرًا إلى أن "أونروا كأقرب وأهم مؤسسة، بدأت تأخذ ذات الدور، بتأكيد التوجهات الأمريكية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين والمخيمات، وهو موقف يصل لدرجة التسليم لما هو على أرض الواقع".

التصنيف ومسؤولياته المنوطة 

ولتصنيف "غير قابل للسكن"، انعكاسات سلبية -وفق عواد- فهي من ناحية تشجيع للناس على عدم العودة، ومن ناحية أخرى رفع اليد عنها.

ويضيف "هذه المنظمات لم تقدم مساعدات لهذه المناطق، لتعيد لسكانها الحياة التي أبادتها إسرائيل وسط صمت دولي، وهي بتصنيفها هذا تدفع بذلك دولًا أخرى للتقاعس في تقديم المساعدات لهذه المناطق".

ويشدد على أنه وبطبيعة الحال، فإن الدور المنوط بالمؤسسات الأممية وعلى رأسها الوكالة، هي تهيئة هذه المناطق للسكن والدفاع عنها، وإدانة سلوك الاحتلال".

ويتأسف بالقول "لكن الدور الأممي يتراجع، والوكالة الأممية، وصلت لمرحلة أصبح من فيها، يريدون البقاء من أجل البقاء".

ويعزي ذلك إلى "أن الأونروا اليوم أصبحت في مهب الريح، ففي الوقت الذي كان لها دور إيجابي بكثير من القضايا، لكنها بالقضايا السياسية المرتبطة بتثبيت الفلسطيني وحماية أرضه، لم يكن لها دور فيها للأسف الشديد".

ويجزم عواد، بأننا "أمام مرحلة حقيقية، وهي أن هذه المؤسسات أصبحت تسلم بما هو على أرض الواقع". 

ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك