web site counter

إطلاق حملة لمقاطعة اللحوم

القدس.. فرحة استقبال رمضان ينغصها غلاء الأسعار

القدس المحتلة - خاص صفا

يعاني المقدسيون مع حلول شهر رمضان من وضع معيشي صعب للغاية، جراء زيادة ملحوظة في الأسعار نتيجة ارتفاع قيمة الضرائب التي تفرضها المؤسسات الإسرائيلية عليهم، وسط حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي.

وشهدت أسعار معظم أنواع الخضار والفواكه، واللحوم والدواجن التي تعتبر من المستلزمات الأساسية على موائد الإفطار ارتفاعًا ملحوظًا.

وتسبب ذلك الارتفاع قبل حلول رمضان، بأزمة ومعاناة لمعظم العائلات وخاصة الكبيرة، لعدم قدرتها على تلبية احتياجاتها في ظل انخفاض رواتبهم التي لا تتناسب مع غلاء المعيشة.

حذر في التجهيز

ويرتبط غلاء الأسعار في أسواق مدينة القدس وضواحيها والبلدة القديمة بالتاجر المقدسي، الذي ينتظر حلول الشهر الفضيل، من أجل تعويض خسارته المادية طوال العام، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.

لكن المعاناة ازدادت لديه بسبب ركود الحركة التجارية والشرائية لدى المستهلك، بالتزامن مع غلاء الأسعار الذي لا يتناسب مع كافة الفئات.

التاجر توفيق الحلواني صاحب محل داخل أسوار البلدة القديمة، يقول: "نستعد في كل عام قبل شهر من حلول شهر رمضان، لكن هذا العام التجهيزات كانت حذرة جدا وقليلة، بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة، مما ينعكس سلبا على أوضاع السكان والتجار وكافة القطاعات".

ويضيف في لقاء بوكالة "صفا "بالنسبة للأسعار فقد ارتفعت بشكل كبير جدا، ما يقارب 100 % أو 70 %، وهذا الغلاء يقع على كاهل المواطنين الذين لا يقدرون على الشراء سوى المستلزمات الضرورية جدا".

ويشير الحلواني إلى أن أسواق البلدة القديمة بالقدس تعتمد على الوافدين من كافة المناطق الفلسطينية، وخاصة أهلنا في الداخل الفلسطيني، ما يعزز صمود التجار بالقدس والبلدة القديمة.

ويدعو التاجر المقدسي إلى توافد الناس لشراء مستلزماتهم من أسواق البلدة القديمة خلال شهر رمضان، بسبب المصاريف الباهظة التي تقع على عاتق التاجر.

حملة مقاطعة اللحوم

وطال غلاء المعيشية أهم مستلزمات الفلسطينيين في شهر رمضان، وهي اللحوم والدواجن التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، ما دفع إلى تنظيم حملة لمقاطعتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "خلوها تعفن".

وشهدت الحملة استجابة واسعة من المقدسيين، ودعت فيها إلى مقاطعة لحم الخروف، إذ أصبح سعر الكيلو منه 120 شيكلا.

وعن ارتفاع سعر اللحوم، يقول اللحام عنان الصباح في سوق خان الزيت بالبلدة القديمة لوكالة "صفا": "نعاني من مشاكل اقتصادية بسبب ارتفاع أسعار اللحوم، بشكل غير طبيعي وغير مقبول نهائيًا".

ويضيف "نحن أصحاب محلات صغيرة ولسنا تجارًا، فالتجار الكبار هم الذين يرفعون أسعار اللحوم بشكل لا نقدر على استيعابه، بما يتلاءم مع ظروف الناس".

ويرى الصباح أن "حملة مقاطعة اللحوم يمكن أن تردع التجار الكبار الذين يحتكرون الأسعار والأسواق، لعدم وجود سبب معين لارتفاع الأسعار".

ويتابع "إذا تراكمت اللحوم لدى التجار في أول أسبوعين من شهر رمضان، يصبح لديهم فائض ويضطرون حينها إلى تخفيض الأسعار".

ويؤكد الصباح أنه مع مقاطعة شراء اللحوم وخاصة الخروف، قائلا: "التاجر مثل المستهلك مظلوم، الموضوع يتعلق بالتجار الكبار الذين يحتكرون السوق العام".

ويزيد قائلا: "نحن مثل المستهلك مجرد وسيط بالبضاعة، ونأمل تجاوب الناس مع حملة مقاطعة اللحوم، لأن ارتفاع الأسعار غير طبيعي وغير محتمل".

مراعاة ظروف الناس

بدورها تؤكد المقدسية ناديا أبو غزالة أنها مع حملة مقاطعة اللحوم، لأن الأسعار ارتفعت بشكل لا يحتمل، إذ ارتفع سعر كيلو لحم الخروف من 90 إلى 120 شيكلا.

وتقول لوكالة "صفا": "يجب مراعاة ظروف الناس، وتخفيض أسعار اللحوم وجميع مستلزماتهم حتى تتمكن كافة فئات المجتمع من تلبية احتياجاتها في هذا الشهر الفضيل".

وتنوه أبو غزالة إلى ضرورة دعم ومساعدة أهلنا في قطاع غزة، لأنهم أكثر الفئات التي تحتاج لمساندة ودعم في ظل ظروفهم الصعبة، بالإضافة إلى الأيتام والمساكين والفقراء، ومؤسسات المسنين والعائلات المستورة في ضواحي القدس والضفة الغربية.

نسبة الفقر 80 %

من جانبه، يقول عضو لجنة تجار القدس أحمد دنديس لوكالة "صفا" إن "الاستعدادات لشهر رمضان ليست كما يجب، وهي أقل من السنوات الماضية، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة".

ويضيف "عيوننا تتطلع لأهالي غزة والمعاناة التي يعيشونها، حتى أنه لا يوجد أي بهجة لحلول رمضان".

ويشير دنديس إلى أن نسبة الفقر بمدينة القدس وصلت إلى 80%، والوضع الاقتصادي سيء للغاية، وهناك ما يقارب 365 محلا تجاريا أغلقوا بالكامل.

ويشدد على ضرورة دعم تجار البلدة القديمة بالقدس، حتى يتمكنوا من الصمود وتفويت الفرصة أمام اغلاق المزيد من المحال التجارية، بسبب ضغوط الاحتلال والضرائب الباهظة التي يفرضها على أصحاب المحال التجارية بالبلدة.

ويناشد دنديس جميع المسلمين بالتوافد إلى أسواق البلدة القديمة للتسوق منها وإنعاشها وتثبيت وجود التجار فيها، ولا يقتصر التوافد للأسواق في شهر رمضان فقط.

ويحذر قائلا: "انهيار شريحة التجار هو انهيار للبلدة القديمة".

وينوه عضو لجنة تجار القدس إلى مبادرات أهالي الداخل الفلسطيني المحتل للتسوق من أسواق البلدة القديمة بالقدس، ومساندتهم للتجار والحركة التجارية، "لما لهذه المبادرات الأثر في إنعاش الحركة الشرائية في المحلات التجارية".

 

م ز/م ق

/ تعليق عبر الفيس بوك