web site counter

تعكس مدى التشبث بالأرض

زراعة الأشجار.. مبادرة فردية تُعيد الحياة لطرقات غزة المدمرة

غزة- مدلين خلة - صفا
في خطورة تعكس مدى تشبثه بالأرض ومحاولته لإعادة الحياة إليها، بعدما دمرت آلة الحرب الإسرائيلية غالبية الأراضي الزراعية في القطاع، ارتأى الشاب فضل نبهان استثمار دراسته للهندسة الزراعية في زراعة الأشجار الخضراء بالشوارع والطرقات العامة وسط القطاع.
من قلب الألم والمعاناة، وُلدت مبادرة نبهان، التي حملت شعار "لو زرعت أنا شجرة، وأنت شجرة، وزرعنا البلد، هنعمرها من جديد"، في خطوة تُجسد حبه للأرض، والرغبة في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال، خلال حربه على القطاع.
تشبث بالأرض
لم يعدم نبهان الوسيلة، بل تسلح بثبات الأرض ورفضه لمخططات التهجير، فكان الصبر على مشاكل الأرض الناجمة عن المواد الكيماوية التي حقنها جيش الاحتلال بها، وتجاوزها سلاح أشهره في وجه القائلين بأن "غزة لم تعد صالحة للحياة".
وشكلت زراعة الطرقات بالأشتال المعمرة دعوة للمشاركة الجماعية في تنفيذ مباردة نبهان.
وتمثل الأراضي الزراعية في القطاع شريان حياة مهمًا لسكانه، إذ تضمن الأمن الغذائي وتُوفر فرص عمل لآلاف العمال، لكن حرب الإبادة، التي استمرت 15 شهرًا، ألحقت أضرارًا بالغة بتلك الأراضي.
وخلال الحرب، تعمدت "إسرائيل" تدمير وتجريف آلاف الدونمات والدفيئات الزراعية والمزارع، وأشجار الزيتون، فضلًا عن قتل العديد من المزارعين خلال عملهم أو محاولتهم الوضول إلى أراضيهم.
وتسببت الحرب بتضرر وتدمير بشكل كلي أكثر من 75% من الأراضي التي كانت تُستخدم لزراعة المحاصيل وبساتين أشجار الزيتون في القطاع. وفق منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)
إعادة الحياة
وبعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، شرع الشاب نبهان في زراعة الأشجار المعمرة في الطرقات والشوارع بمخيمي البريج والنصيرات، في محاولة منه لإعادة الحياة إلى تلك الطرقات وأماكنها التي أبادتها "إسرائيل".
يقول نبهان لوكالة "صفا": إن "مبادرته ليست فردية أو حكرًا عليه، بقدر ما هي دعوة جماعية لكل من يستطيع زراعة الأرض، وخاصة شجر الزيتون".
ويضيف أن المبادرة جاءت بعد وقف الحرب والقصف الإسرائيلي المتعمد لكل الحياة في القطاع، وخاصة الأراضي الزراعية منها. 
ويحرص نبهان على زراعة الأشحار، وخاصة المعمرة منها، كي تمدنا بالقوة والتشبث بالأرض، ورفض كل مخططات التهجير. كما يقول
ويؤكد على ضرورة تضافر الجهود الدولية لإغاثة 2.3 مليون غزي، وإخراجهم للحياة.
ويوضح أن الدمار بغزة طال الثروة الزراعية والحيوانية والمواشي، مما أدى إلى شلل في القدرة الإنتاجية وانعدام الأمن الغذائي.
ويعبر نبهان عن أمله باهتمام المنظمات والمؤسسات الدولية بالقطاعين الزراعي والحيواني، والعمل على إحيائهما.
وحسب بيان سابق للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن قوات الاحتلال جرفت ودمرت جميع الأراضي الزراعية على امتداد السياج الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة وشماله بعمق يصل إلى قرابة 2 كيلو مترًا.
ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك