كشف استطلاع رأي حديث أن غالبية أهالي قطاع غزة يعارضون أي مخطط لتهجيرهم، سواءً كان ذلك طوعًا أو قسرًا، بما في ذلك في حال تقديم تسهيلات اقتصادية لهم.
وأظهر الاستطلاع أن أغلب المستطلعين يفضلون العودة إلى أراضيهم الأصلية داخل فلسطين المحتلة عام 1948 في حال اضطروا لمغادرة القطاع.
وأجرى الاستطلاع مركز الدراسات السياسية والتنموية، في الفترة ما بين 15 و18 فبراير الجاري، وشارك فيه عينة من سكان غزة.
وعبَّر 95% من المشاركين عن رفضهم لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير السكان، فيما أيده 2% فقط، ورفض 3% تحديد موقفهم.
وفيما يتعلق بإمكانية قبول الهجرة الطوعية مقابل تحسين الظروف الاقتصادية، أشار 91% إلى أنهم لا يرون في ذلك خيارًا مقبولًا، في حين قال 7% أنهم قد يوافقون على الفكرة، بينما امتنع 2% عن الإجابة.
وحول ردود الفعل المحتملة في حال فُرض التهجير القسري بمشاركة قوات أمريكية، أعرب 90% من المشاركين عن تأييدهم لمقاومة ذلك عسكريًا، مقابل 9% فضلوا التصدي دبلوماسيًا وسياسيًا، فيما امتنع 1% عن تحديد موقفهم، كما قال 87% إنهم مستعدون للانضمام إلى فصائل المقاومة في مواجهة أي تدخل عسكري أمريكي.
وعند سؤال المشاركين عن ثقتهم في المجتمع الدولي لمنع تنفيذ مخطط تهجير سكان غزة، أظهر الاستطلاع أن 66% لا يعولون على أي تدخل دولي فعال، بينما عبَّر 28% عن اعتقادهم بأن المجتمع الدولي قد يلعب دورًا إيجابيًا، في حين امتنع 2% عن تحديد موقفهم.
أما بخصوص الطرح الأمريكي المتعلق بإمكانية احتلال غزة من قبل الجيش الأمريكي، فقد أبدى 97% معارضتهم الشديدة لهذا السيناريو، بينما أيده 1% فقط، في حين لم يحدد 2% موقفهم.
ورأى 78% من المستطلعين أن المقاومة الفلسطينية قادرة على إفشال أي مخطط من هذا النوع، بينما شكك 14% في ذلك، وقال 8% إنهم غير متأكدين.
وفيما يخص توقعات ردود الفعل العربية والإسلامية تجاه تدخل عسكري أمريكي محتمل، رجح 57% أن يقتصر الموقف الرسمي على الرفض السياسي دون اتخاذ خطوات عملية، بينما توقع 25% أن تقدم بعض الدول العربية والإسلامية دعمًا ميدانيًا لغزة، فيما اعتقد 16% أن بعض الدول قد تدعم الموقف الأمريكي سراً.
وحول المقارنة بين الاحتلال الأمريكي المحتمل والاحتلال الإسرائيلي، انقسمت الآراء، حيث رأى 45% أن الاحتلال الأمريكي سيكون أسوأ، في حين قال 46% إن الاحتلال الإسرائيلي أشد سوءًا، و9% لم يحددوا موقفهم.
وبشأن الأهداف المحتملة لأي سيطرة أمريكية على القطاع، يعتقد 87% من المستطلعين أن واشنطن قد تستغل ذلك لفرض اتفاقيات سياسية جديدة على الفلسطينيين، فيما رأى 9% عكس ذلك، بينما لم يحدد البقية موقفهم.
وفيما يتعلق بالخيارات المستقبلية، أشار 88% من المشاركين إلى أنهم يفضلون العودة إلى قراهم الأصلية داخل الأراضي المحتلة عام 1948 إذا توفرت لهم الفرصة، بينما فضل 10% البقاء في غزة.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد طرح مؤخرًا إمكانية إعادة توطين سكان غزة في دول مجاورة، مشيرًا إلى أن قطاع غزة قد يُعاد تشكيله كموقع استثماري جديد بتمويل من دول عربية غنية، وقد لاقت هذه التصريحات انتقادات واسعة من جهات دولية وإقليمية، وسط تحذيرات من أن أي محاولة لترحيل السكان قد تشكل انتهاكًا للقانون الدولي.