قالت صحيفة أمريكية إن تطبيق فكرة الرئيس دونالد ترمب بالاستيلاء على قطاع غزة ضرب من الخيال.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية وعلى لسان "نيكولاس كريستوف" قالت إن مقترح ترمب يمثل تعديًا هائلًا على نصوص القانون الدولي.
وأشار كريستوف، وفق ترجمة وكالة "صفا"، إلى أن تهجير الفلسطينيين قسرًا أمر محظور بحسب اتفاقيات جنيف ويندرج ضمن جرائم الحرب المروعة.
وبحسب مقالة الصحيفة، فإن تنفيذ فكرة التهجير واستيلاء واشنطن على غزة سيقود إلى التطهير العرقي لقرابة مليوني فلسطيني في غزة وصولاً إلى نتائج كارثية.
وجدلاً -إن تم الشروع في المخطط- فإن غزة يستحيل أن تكون أرضًا تتبع للولايات المتحدة؛ -ولا حتى إسرائيل يمكنها ذلك- على غرار الاستحالة القانونية أن تضم روسيا أراضٍ من جارتها الأوكرانية، وفق المقالة.
ولفتت الصحيفة إلى أن مخطط ترمب ليست سوى أفكار غريبة وليست عملية، ولن تضر إلا صاحبها وبصيت الولايات المتحدة دوليًا.
وتهكم الكاتب الأمريكي على فكرة أن يقوم جيش بلاده بتهجير الشعب الفلسطيني في غزة إلى شبه جزيرة سيناء، في الوقت الذي يعارض حاكم البيت الأبيض تخصيص بضع مليارات لصالح وكالة التنمية الأمريكية، عندئذ "كيف له تخصيص مبلغ آخر بمليارات الدولارات لتهجير المليوني نسمة من قطاع غزة؟".
وبحسب الكاتب، فإن كلاً من الإدارتين المصرية والأردنية اللتين يراهن عليهما ترمب تعارضان استقبال من سيتم تهجيرهم من غزة، عدا عن الرفض العربي للفكرة التي تُساوي في مأساتها نكبة العام 1948 التي تسببت بتهجير نحو 800 ألف فلسطيني لتأسيس"إسرائيل" آنذاك.
وقالت الصحيفة إن الحالة في قطاع غزة مأساوية لأبعد الحدود، فيما وصل عدد الأطفال الذين يعانون بترًا في أطرافهم ضمن أعلى معدل في العالم.
واعترف كريستوف بقسوة الأوضاع في غزة، مشيراً إلى أن “القطاع يشهد أعلى معدلات بتر الأطراف بين الأطفال مقارنة بأي مكان آخر في العالم”، وفقاً للأمم المتحدة.
وحذرت المقالة من الأفكار غير المنطقية من حيث أنها تصرف النظر عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد 15 شهرا من الحرب، والخوف من تجدد شرارة ذلك العدوان.
وطوال 15 شهرًا، حاولت "إسرائيل" بارتكاب حرب إبادة جماعية بغزة بدعم أمريكي، تهجير الفلسطينيين، عبر المجازر والتجويع والنزوح القسري جنوبي القطاع، وهو ما فشل بعودة كافة النازحين من الجنوب لمدينة غزة وشمالي القطاع.