شغل إعلان استشهاد محمد الضيف قائد أركان كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عقول وقلوب الملايين من الفلسطينيين والعالم العربي والإسلامي والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني ومقاومته، بعد انخراطه وقيادته العمل العسكري على مدار أكثر من 30 عامًا.

وأعلنت كتائب "القسام" مساء اليوم الخميس، رسميًا، استشهاد الضيف في معركة "طوفان الأقصى" برفقة ثلة من كبار قادة الكتائب.

ويُعد الضيف العقل المدبر لمعركة "طوفان الأقصى" التي اقتحم فيها الآلاف من مقاتلي كتائب القسام مواقع جيش الاحتلال ومستوطناته في غلاف غزة، وامتدت لأيام وقتلوا فيها المئات من الجنود، وأسروا العشرات، كما أنه عُرف بأنه "مهندس الأنفاق".

من هو محمد الضيف؟

اسمه محمد دياب إبراهيم المصري وشهرته "محمد الضيف" وكنيته "أبو خالد"، وولد عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة.

هُجّرت أسرته من بلدتها "القبيبة" داخل فلسطين المحتلة عام 1948، وأقام معها داخل مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة..

عمل الضيف بعدد من المهن في صغره ليساعد أسرته بينها محل للغزل وامتلك مزرعة دجاج وحصل على رخصة القيادة.

حصل على بكالوريوس في علوم الأحياء من الجامعة الإسلامية في غزة عام 1988، وعمل إلى جانب والده في مجال الغزل والتنجيد، كما أنشأ مزرعة لتربية الدواجن وعمل سائقًا، واضطر في بعض الأحيان للتوقف عن الدراسة لمساندة أسرته.

الضيف أيضًا فنان مسرحي أسهم في تأسيس أول فرقة فنية إسلامية في فلسطين وهي "العائدون".

خلال فترة دراسته الجامعية انضم الضيف إلى جماعة الإخوان المسلمين، وكان من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية آنذاك.

حين انطلقت حركة "حماس" عام 1987 بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى، انخرط بصفوفها.

اعتُقل محمد الضيف عام 1989 وقضى 16 شهرًا في سجون الاحتلال، بتهمة العمل في الجهاز العسكري لـ"حماس".

بعد خروجه من السجن، كانت كتائب عز الدين القسام بدأت تتشكل عسكريًا وكان الضيف من مؤسسيها، وأشرف على تأسيس فرعها في الضفة الغربية قبل أن يصبح قائدها العام بعد اغتيال سلفه صلاح شحادة بغارة إسرائيلية عام 2002.

أشرف على تأسيس فرع كتائب القسام في الضفة الغربية.

تولى قيادة كتائب القسام بعد اغتيال عماد عقل عام 1993.

لعب دوراً برازاً في تطوير أسلحة كتائب القسام.

اعتقلته السلطة الفلسطينية عام 2000 وتمكن من الخروج من السجن بعد اندلاع انتفاضة الأقصى.

خلال أحداث حي الشيخ جراح ومحاولة الاحتلال طرد الأهالي بدأ ظهور شعار "حط السيف قبال السيف.. إحنا رجال محمد ضيف".

أطلقت عليه "إسرائيل" عدة مسميات منها: رأس الأفعى وابن الموت، لما يشكله من رعب وسط منظومتها الأمنية والعسكرية، وحاولت اغتياله عدة مرات آخرها كان عام 2014 حينما استهدفت "إسرائيل" منزلا كان يقيم به في غزة ليفقد زوجته وابنه الرضيع.

يحمل الاحتلال الإسرائيلي الضيف المسؤولية عن مقتل عدد كبير من الإسرائيليين وتنفيذ عدد من العمليات في الداخل المحتل.

يُعرف الضيف بأنه شخص نادر الكلام والظهور، ويقال إنه حصل على لقب "الضيف" لأنه لا يقيم في مكان واحد أكثر من يوم بسبب مطاردة الاحتلال له.

أُدرج الضيف عام 2015 على اللائحة السوداء الأميركية "للإرهابيين الدوليين"، كما أُدرج على قائمة الاتحاد الأوروبي "للإرهاب" في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

كان المطلوب الأول لـ"إسرائيل"، وحاولت اغتياله 7 مرات، نُفذت في عام 2001 و2002 و2003 و2006 و2014، وعام 2021 عندما حاولت "إسرائيل" اغتياله مرتين حينها.

استشهدت في إحدى محاولات اغتياله زوجته وابنه الرضيع وطفلته البالغة من العمر 3 سنوات.

في السابع من أكتوبر عام 2023، خرج الضيف معلنًا عن بدء معركة "طوفان الأقصى"، التي أطلقت فيها القسام مئات الصواريخ المتواصلة على "إسرائيل"، واقتحم فيها الآلاف من مقاتليها مستوطنات غلاف غزة، وقتلوا وأسروا الآلاف من جنود الاحتلال. 

يوم 30 يناير 2025 أعلنت كتائب القسام ارتقاء محمد الضيف شهيدًا برفقة ثلة من كبار قادتها بمعركة "طوفان الأقصى".