web site counter

بين غزة وجنين.. ما أشبه "عصابات" اليوم بالبارحة

غزة/جنين - صفا

يبدو جليًا أن العصابات التي يتكون منها جيش الاحتلال الاسرائيلي، التي تشن عدوانًا على جنين منذ خمسة أيام، هي نفسها التي تعاملت مع أهالي قطاع غزة في عمليات الإخلاء القسري والتهجير طوال حرب الإبادة التي شنتها "إسرائيل" على مدار 15 شهرًا.

فمشاهد النزوح وأساليب ترهيب الأهالي للخروج تحت وطأة النيران والتهديد، التي يشهدها مخيم جنين، تعيد إلى الأذهان مشاهد التهجير والنزوح القسري بغزة.

وأطلق جيش الاحتلال النار على منازل المواطنين بمخيم جنين، وأحرق منازلهم، لإجبارهم على إخلاء أحياء سكنية، وحدد لهم ممرًا واحدًا للنجاة، وهو ما كان يفعله مع بلدات غزة ومخيماتها، ولاسيما مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

كما حقق الجيش مع عدد من المواطنين خاصة الشبان أثناء النزوح، واعتقل عددًا منهم، وسمح لآخرين بالخروج، وهو نفس ما كان يُفعل بغزة.

ونزح عدد أهالي أحياء المخيم مشيًا على الأقدام، وقطعوا مئات الأمتار هربًا من القصف، حيث لم تسمح لهم قوات الاحتلال بأن يستقلوا مركبات، ولا حتى المرضى أو المسنين، كما فعلت بغزة.

ودمر جيش الاحتلال البنى التحتية والطرق وهدم منازل بالمخيم بالأيام الأولى لعدوانه، كما قطع الكهرباء عن كامل أحياء المخيم، وأخرى محيطة به.

وتسبب قطع الكهرباء ومنع إيصال الوقود عن المخيم بانقطاعه عن مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا، وهما يعملان بما يتوفر داخلهما من كميات وقود، في مشهد يعيد ما ارتكبه جيش الاحتلال من عدوان على مستشفيات القطاع، خاصة مستشفى كمال عدوان الذي قتل فيه المرضى والجرحى وأحرقه بعدما أفرغه بالكامل، ومستشفى الشفاء الطبي من قبله، وغيرهما من مشافي القطاع.

ويتصاعد عدوان الاحتلال على المخيم لليوم الخامس، ضمن عمليته التي أطلق عليها أسم "الجدار الحديدي"، وهو مصطلح لطالما أطلقه على عملياته الابادية بغزة.

وفرض الاحتلال حصاراً مشدداً على مخيم جنين وأغلق مداخله، وأجبر الأهالي من شارع مهيوب وبعض حارات المخيم، على الخروج من منازلهم ومغادرة المخيم قسراً، عبر طريق واد برقين.

وأسفر العدوان الاسرائيلي على مخيم جنين، عن استشهاد 12 مواطنًا وإصابة ما لا يقل عن 40 آخرين، في اليوم الخامس، فيما يواصل الاحتلال تصعيد هذا العدوان، وسط تحذيرات من ارتكابه جرائم إبادة جماعية فيه، كما فعل بغزة.

وكانت جرافات الاحتلال دمرت الشارع الرئيس لمستشفى جنين الحكومي، وأغلقت مداخله بالسواتر الترابية، ما جعل نقل الجرحى صعبة للغاية، كما فرضت حصاراً مشدداً على مستشفيي الرازي وابن سينا في المدينة لاعتقال من تريد من جرحى العملية العسكرية، وهي ذات الانتهاكات التي مارستها بمشافي غزة وبحق جرحاها ومرضاها.

وأُعلن صباح اليوم الخميس، استشهاد الشابين قتيبة وليد أحمد شلبي (30 عاماً)، ومحمد أسعد محمود نزال (25 عاماً)، من بلدة قباطية، بعد حصار منزل كانا فيه في بلدة برقين غرب جنين، ما يرفع عدد الشهداء خلال ثلاثة أيام من العدوان إلى 12.

ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك