web site counter

"لم يحقق سوى الخراب والدمار"

الحية: الاحتلال لم يهزم غزة ولم يأخذ أسراه إلا باتفاق مع المقاومة بوقف الحرب وصفقة مشرفة

صفا

قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ورئيسها في قطاع غزة د. خليل الحية إنهم أثبتوا أن الاحتلال لم ولن يهزم شعبَنا ومقاومتَه بفضل الله ومعيتِه، ولم يحقق سوى الخرابِ والدمارِ والمجازر، ولم يأخذ أسراه إلا باتفاق مع المقاومة بوقف الحرب والعدوان وصفقة تبادل مشرفة.

جاء ذلك، مساء الأربعاء، في كلمة للحية، وفق متابعة وكالة "صفا"، بمناسبة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

 وأكد الحية أن صمود المواطنين وعظيم تضحياتهم وبسالة المقاومة أجهض وأفشل أهداف الاحتلال المعلنة والمستترة من الحرب، وأن إرادة الشعب ما زالت حرةً أبية نقية، لا تشوبها شائبةٌ من تخاذل أو ضعف، بل بقي عزيزاً شامخاً حتى آخر لحظة.

وأضاف الحية أن الاحتلال حاول منذ بَدء عدوانه تحقيقَ العديد من الأهداف، أعلن بعضها وأخفى البعض الآخر، فقال صراحةً إنه يسعى لإنهاء المقاومة والقضاءِ على حماس، واستعادةِ الأسرى بالقوة العسكرية، وتغييرِ وجه المنطقة، فيما كان هدفُه المبطن، تصفيةَ القضية وتدميرَ القطاع والانتقامَ من أهله وتهجيرَهم، والقضاءَ على إرادة شعبنا بالحرية، وتدميرَ كلِ معاني الأملِ، وإنهاءَ آثارِ العبورِ المجيد في السابع من أكتوبر.

وتابع: "لكنَّ الاحتلالَ المجرم اصطدم بصلابة شعبنا، وتشبثه بأرضه، ففشل في تحقيق أيٍّ من أهدافه السرية أو المعلنة، فقد ثبتَ شعبُنا في أرضه، لم يرحل أو يهاجر، وكان الدرعَ الحصينَ لمقاومته".

وأكد القيادي في حماس أن معركة طوفان الأقصى شكلت منعطفاً مهماً في تاريخ القضية ومراحل المقاومة، وستستمر آثارُ هذه المعركة ولن تتوقف بانتهاء الحرب. 

وشدد على أن ما حدث في السابع من أكتوبر من إعجاز وإنجاز عسكري وأمني قامت به نخبة كتائب القسام سيبقى مفخرةً لشعبنا ومقاومتنا تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل، وقد أصابت كيان العدو في مقتل، وسيستعيد شعبُنا كامل حقوقه، وسيندحر هذا الاحتلال عن أرضنا وقدسنا ومقدساتنا عما قريب.

وتوجه الحية لأهل غزة بعبارات الفخر والشموخ مهنئا إياهم على رباطهظ وصبرهم وجهادهم وعطائهم وتضحياتهم.

وخاطبهم الحية قائلا: "يا دُرّة الطائفة المنصورة، يا أهل غزة العظام، يا أهل غزة الكرام، يا أهل الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين، يا من صدقتم الوعد وصبرتم وتجرعتم الآلام ما سبقكم بها أحد، ولاقيتم ما لم يلاقه أحد، وأديتم الأمانة على حقها وأنتم أهلٌ لها، فديتم لحظة الفداء، وقدّمتم لحظة العطاء، وصبرتم في مواقع الصبر، وجاهدتم في مواطن الجهاد، ونلتم من الشرف أعظمَه بإذن الله.

وحيّى د. خليل الحية "كل الذين ارتقوا في أشرف معركة وأعظم قضية، معركة الدفاع عن القدس والأقصى في طوفان الأقصى، والتحية كل التحية لمن بقي بعدهم ثابتاً على العهد، وواصل وأكمل الطريق وحمل الراية من بعدهم". 

وقال الحية: "نقف بإجلال أمام القادة الشهداء الذين تناثرت أشلاؤهم في هذه المعركة القائد الشهيد إسماعيل هنية أبو العبد والقائد الشهيد يحيى السنوار أبو إبراهيم، والقائد الشهيد صالح العاروري أبو محمد، والإخوة في القيادة السياسية والعسكرية للحركة في القطاع".

وتابع: "نقف بإجلال أمام الشهداء من كل الفصائل المقاومة والمجاهدة لا نستثني منهم أحداً، ونقول لهم ولشعبنا ربح البيع قادتنا وشهداءنا ربح البيع بإذن الله، وإنها لتجارة مع الله لا تبور وإننا سنواصل على درب القادة الشهداء حتى النصر أو الشهادة". 

وأشار الحية إلى أن ما قام به الاحتلال وداعموه من حرب إبادةٍ وحشية وجرائمَ نازيةٍ ومعاداة للإنسانية على مدى 467 يوماً سيبقى محفوراً في ذاكرة شعبنا والعالم وإلى الأبد، كأبشع إبادة جماعية في العصر الحديث، بكل ما فيها من أصناف الألم والعذاب وألوان المعاناة.

وشدد على أن فصول حرب الإبادة ستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية والعالم الصامت المتخاذل، ولن ينسى شعبُنا كل من شارك في حرب الإبادة، سواء من وفر لها الغطاء السياسي والإعلامي، أو من قدموا آلاف الأطنان من القنابل والمتفجرات التي أُسقطت على رؤوس أهلنا وأبنائنا وبناتنا في قطاع غزة، ونؤكد أن كل هؤلاء المجرمين سيلقون جزاء ما قدموا وفعلوا ولو وبعد حين.

وشكر عضو المكتب السياسي لحماس المقاومة في جبهات الإسناد في لبنان، حزب الله والجماعة الإسلامية، وكذلك جماعة أنصار الله في اليمن، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والمقاومة العراقية.

وعبر الحية عن تقدير الوسطاء الذين بذلوا جهودا مُضنية وجولاتٍ متعددة من المفاوضات منذ اليوم الأول، للوصول إلى وقف العدوان وحرب الإبادة على شعبنا، ونخص منهم دولة قطر وجمهورية مصر العربية.

واستذكر المواقف المضيئة للعديد من الدول التي وقفت مع غزة في مختلف الميادين مثل تركيا وجنوب إفريقيا والجزائر وروسيا والصين وماليزيا وإندونيسيا وبلجيكا وإسبانيا وإيرلندا وأحرار العالم.

ولفت الحية إلى المرحلة الجديدة بقوله إنها "مرحلةُ البناء والمواساة وإزالة آثار العدوان وإعادة الإعمار، مرحلةُ التضامن والتعاطف، التي من خلالها نؤكد للعالم أننا شعب حر يبني ولا يهدم، ويعمّر ما يخربه الاحتلال".

وختم عضو المكتب السياسي لحماس د. خليل الحية بتأكيد القدرة على بناء غزة من جديد والتخفيف من الآلام، ومداواة الجراح، والمسح على رؤوس الأيتام، وكفكفة دموع المكلومين، ورسم البسمة على الشفاه التي سلبت الحربُ بسمتها، وأن الأسرى الأبطال على موعد مع فجر الحرية بإذن الله.

/ تعليق عبر الفيس بوك