web site counter

بعد إفراغه وحرقه

باستخدام سياسة "التخدير".. ماذا أرادت "إسرائيل" من مسلسل "كمال عدوان"؟

شمال غزة - خاص صفا

وصل مسلسل استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في شمال غزة حلقته الأخيرة أمس الجمعة، أمام مرأى ومسمع العالم، الذي كان صامتًا متفرجًا حتى النهاية، بعدما أفرغته قوات الاحتلال وأحرقته بالكامل.

وبما حدث أمس، لن ينزعج العالم بأخبار "كمال عدوان"، والمجازر والاعتقالات والتنكيل بالمرضى والمصابين والشهداء فيه، لأنه لم يكترث لكل ما ارتكبه الاحتلال من البداية، وكان عند ظن "إسرائيل" في سياسة التخدير التدريجي الذي مارسته تجاه هذا العالم، طوال فترة استهداف المستشفى.

واقتحمت قوات الاحتلال أمس الجمعة مستشفى كمال عدوان بعد ساعات من حصاره، وأحرقت مرافقه ونكلت بالمتواجدين داخله من مرضى ومصابين وكادر طبي، قبل أن تعتقل عددًا منهم، وتُجبر آخرين على خلع ملابسهم في البرد الشديد والإخلاء القسري.

واعتقلت قوات الاحتلال العشرات من طواقم المستشفى، بمن في ذلك مديره الطبيب حسام أبو صفية، واقتادتهم لمركز للتحقيق. 

ويقول المختص بالشأن السياسي والاسرائيلي عماد عواد لوكالة "صفا": "إن إسرائيل تعمل في غزة بطريقة انتظار ردود الفعل، بمعنى أن لديها هدف استراتيجي وهو الإبادة والتدمير والتهجير، وبما أن ردود الفعل داخل إسرائيل بما يتعلق بالصفقة ما زالت ضعيفة، وردود الفعل الدولية حيال ما يحدث في غزة من إبادة ومجازر وإجرام ما زالت ضعيفة بل لا تصل للحد الأدنى، فهي مستمرة".

ويضيف "جيش الاحتلال يرتكب كل يوم جرائم أكثر من اليوم الذي سبقه، وهو لا يرى أي ردود فعل لا عربية ولا دولية ولا إقليمية ولا إسلامية، وبالتالي هدفه الاستراتيجي أرض بدون سكان، يتم تحقيقه".

ويشير إلى أنه "كما هو الحال في غزة، ربما في المستقبل ينتقل للضفة الغربية، لأن إسرائيل تمارس سياسة التخدير، بمعنى أنها تخدر العالم تدريجياً في سياستها تجاه غزة".

ويستشهد بقوله "على العكس تماماً، الناس تعيش حياتها بشكل طبيعي منذ فترة بمعزل عن غزة، وهذا شجع إسرائيل على ما تفعله في المستشفى وبكل غزة".

وفيما يتعلق بالمستشفى، يقول عواد: "لا شك هو يعبر عن الحياة في الشمال، وبلا شك فإن تدميره سيعطل الحياة هناك بشكل أو بآخر، وإسرائيل تريد ألا يكون هناك مجال للسكن البشري في المنطقة".

ويرى أن "إعدام آخر منشأة صحية، يهدف إلى تهجير للسكان بل محاولة منعهم من مجرد التفكير في العودة أو المكوث هناك".

ويعيد الجزم بأن "إسرائيل" مستمرة بالمزيد، مالم ترى ردود فعل دولية ترقى للمستوى والمطلوب.

رسالة للعالم

أما المختص بالشأن السياسي عمر عساف، فيؤكد في حديث لوكالة "صفا" أن "إسرائيل" استنفدت كل الأهداف الأمنية والعسكرية في العدوان على قطاع غزة، وهي لم تعلن منذ بدء عدوانها على الشمال، عن أي نتائج، وخصوصًا في مستشفى كمال عدوان.

ويضيف "إسرائيل لم تخرج جنود أسرى لها من مستشفى كمال عدوان، ولم تعلن عن أي ضربة لأحد من قيادات المقاومة فيه، ولا شيء من هذا القبيل".

ويشدد على أن كل ما في الأمر أن ما جرى في كمال عدوان، هو في إطار المزيد من القتل والحرب والإبادة وإراقة الدم، وكل ما جرى فيه هو رسالة من "إسرائيل" للعالم بأنها فوق القانون، ومحمية من الولايات الأمريكية، وبالتالي فإن كل بيانات ومواقف الصحة العالمية والمنظمات وغيرها، بلا فائدة.

ولليوم الـ85 على التوالي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا همجيًا على شمالي قطاع غزة، وسط حصار خانق وقصف عنيف ودمار لا يتوقف.

وتتفاقم معاناة المواطنين المحاصرين، مع تواصل الحصار ومنع إدخال المساعدات لمحافظة الشمال، التي تفتقر إلى مياه الشرب.

ومنذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي يتعرض شمالي قطاع غزة لاجتياح إسرائيلي ارتقى فيه أكثر من 4 آلاف شهيد ومفقود و12 ألف جريح وألفي معتقل، بالإضافة لتدمير كامل للبنى التحتية ومعظم المباني، فيما أكدت جهات دولية أن نسبة هدم المباني في جباليا وصلت لـ100‎%‎.

وتشن "إسرائيل" بدعم أمريكي عدوانًا على قطاع غزة منذ أكتوبر العام المنصرم، وصل عدد شهدائه 45463 مواطنًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 108038، كما أن 72% من الضحايا هم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة.

ومع استمرار العدوان الهمجي، توقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، إما بسبب القصف أو نفاد الوقود.

ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك