web site counter

بالتزامن مع زيادة المجازر على الأرض

تلاعب نتنياهو بـ"النقاط المفصلية" يُعقّد اتفاق وقف النار في غزة

غزة - خاص صفا

يبدو أن رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يضع العقد في منشار المفاوضات الحالية ليمنع أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة فحسب، وإنما بالمزيد من هدر الدماء وارتكاب المجازر.

وشهدت الساعات التي أعقبت حديث حركة حماس عن شروط جديدة وضعها نتنياهو في المفاوضات، تصعيدًا دمويًا راح ضحيته نحو 60 شهيدًا بينهم خمسة صحفيين، وأكثر من 200 جريح، وما زالت وطأة الغارات الاسرائيلية تشتد أكثر فأكثر على أنحاء متفرقة من القطاع.

وبعد موجة التفاؤل التي سادت خلال الأيام الماضية، عادت الآمال تتضاءل بإبرام صفقة بسبب التصريحات الحادة والاستفزازية التي أطلقها رئيس حكومة الاحتلال، ووزير جيشه، الذي يوصف بأنه "دمية نتنياهو".

اللعب بالنقاط المفصلية

ويقول المحلل السياسي نهاد أبو غوش لوكالة "صفا": "إن هذه التصريحات تأتي في وقت تشكل فيه قضية إنهاء حرب والانسحاب من غزة، نقطة مفصلية في المفاوضات، وبالتالي فكل محاولات الوسطاء هي من أجل إخراج حلول لهذه القضايا المستعصية".

ويؤكد أن المقاومة تعاطت مع كل هذه المحاولات، مستشهدًا بالقول "مثلاً حينما أضافت إسرائيل 11 اسماً مما لا تنطبق عليه شروط المرحلة الأولى للصفقة، وافقت المقاومة وقالت حسنا بشرط أن لكل شيء ثمنه، وأيضًا وافقت على أن يكون الانسحاب تدريجيًا وبجدول زمني وأن ينتهي الانسحاب الكامل مع نهاية المرحلة الأولى".

ولكن بالمقابل وإزاء هذه التعقيدات، وحينما يطلق نتنياهو وكاتس هذه التصريحات، "فهذا حكم مسبق على الصفقة بالفشل"، يقول أبو غوش.

ويشير إلى أنه من الواضح أن التصريحات الاستفزازية لنتنياهو، قابلتها ردات فعل حادة وتصريحات هجومية من زعماء إسرائيليين ومن أهالي الأسرى، وعدة جهات أخرى، حتى من رئيس الكيان الاسرائيلي الذي قال عقبها إنه يجيب الوصول إلى صفقة.

ويكمل "هذه الردات هي نوع من الإقرار الاسرائيلي بأن نتنياهو هو من يعرقل الصفقة وليست المقاومة وحماس".

ومن وجهة نظره، فإن هذه الصفقة كانت متوقعة إسرائيليًا، لعدة عوامل ضاغطة عديدة منها أن كل الأسباب التي سيقت لتبرير وقف إطلاق النار في لبنان تنطبق على غزة، ومنها أن إسرائيل دمرت معظم مباني قطاع غزة وقتلت خمسين ألف شهيد، وأن والجيش منهك، وأنه يجب على إسرائيل أن تلملم أوضاعها وتتهيأ للخطر الأكبر وهو إيران".

كما يوجد -وفق أبو غوش- ضاغط أكبر فوق كل ذلك، وهو "موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي يريد أن يتسلم ولايته وقد سكتت كل المدافع، كما قال،  علاوة عن التكاليف الاقتصادية الباهظة التي سببتها الحرب ولا تريد إسرائيل أن تتحمل المزيد منها".

ويؤكد أبو غوش أن المقاومة أظهرت مرونة عالية مع كل الملفات مع الحفاظ على الثوابت وهي الانسحاب الشامل ووقف الحرب وقفاً تاماً وإدخال المساعدات بالإضافة لصفقة مشرفة للإفراج عن الأسرى، والعكس تماماً ما تفعله "إسرائيل" عبر وضع شروط في كل ملف من هذه الملفات، لتخريب المفاوضات.

ويضيف "في الوقت الذي يشجع فيه الوسطاء المقاومة للقبول، ويؤكدون أن النبضة الأولى للصفقة ولوقف إطلاق النار سوف تقود تلقائياً لوقف تام للحرب، ما زال نتنياهو يحسب ويقيس الأمور بقياس واحد وهو مصلحة بقائه في السلطة ومنع محاكمته ودخوله للسجن". 

يفاوض مرغمًا وينتقم بالدماء

من جانبه، يقول الخبير بالشأن السياسي نجيب مفارجة، إن الاحتلال في كل مفاوضات يفاوض بالدماء وبتشديد القصف، "لذلك فإن ما يجري من جنون هنا وهناك هو نوع من الضغط على غزة،  وهو يحاول أن ينتقم من الحاضنة الشعبية للمقاومة وهي المدنيين".

ويضيف أن "نتنياهو يريد تحسين شروطه بالتوجه بالضرب بشدة في غزة، لذلك نرى اشتداد المجازر يوميًا، بالرغم من أن الاحتلال لم يبق لديه بنك أهداف بغزة، وكل من يتم استهدافه هم مدنيون".

ويؤكد مفارجة أن "نتنياهو لجأ للمفاوضات مرغماً مضغوطاً من عدة عوامل، أولها الشارع الإسرائيلي والمعارضه التي تستغل هذا الشارع لإعلاء حالة السخط تجاه هذه الحكومة والمطالبة أجل إسقاطها".

ويجزم بالقول "لذلك هو يذهب للمفاوضات من أجل أن يهدىء الشارع وليقلل خصومه، أملاً بإطالة عمر حكومته، وكسب الزمن من أجل فرض وقائع معينة سواء في غزة أو الضفة أو الإقليم بشكل عام، ويسابق الزمن لكسب مكاسب معينة".

وينوه مفارجة إلى أن تصريحات يسرائيل كاتس بشأن استمرار السيطرة على محور  فلادلفيا، مدروسة في هذا الوقت لتخريب المفاوضات، ويتحمل مسؤوليتها نتنياهو، لأنه هو الذي أقال غالانت وعينه.

وبدعم أمريكي تواصل "إسرائيل" حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، وصلت حصيلتها إلى 45399 شهيداً و107940 مصاباً منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.

ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك