web site counter

رغم الحصار والإبادة

"كمال عدوان".. مستشفى يتحدى بصموده عنجهية الاحتلال

غزة - مدلين خلة - صفا
ينتظر عشرات المرضى ومرافقيهم والطواقم الطبية مصيرًا مجهولًا، مع تصاعد عمليات الاستهداف والهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
خوف وقلق شديدين يُساور المرضى والطواقم الطبية، في ظل تواصل القصف العنيف بكل أنوع الأسلحة وإطلاق النار والقذائف المدفعية بشكل مباشر على أقسام المشفى وفي محيطه.
"كل من في المشفى عليه الخروج فورًا"، تلك النداءات أطلقتها طائرات الاحتلال المسيّرة عبر مكبرات الصوت تطالب الصامدين في المستشفى بالإخلاء.
هجوم بالطيران المسير والحربي وحصار بالدبابات و"الريبوتات" المفخخة، وسيلٌ من القذائف التي تنهال على بضعٍ ونيف من الأطباء والمرضى ومرافقيهم.
زيارةٌ حملت في صورتها انفراجة للحصار المفروضى على ما تبقى من مشفى تعرض خلال 79 يومًا للهجوم الإسرائيلي على أكثر من مرة، لكن جيش الاحتلال استغل دخول وفد الصحة العالمية للمشفى وبدأ بقصفه ليعلن عن هجومٍ شامل على مرافقه.
تحت قصف مكثف استهدف قسم الحضانة والاستقبال، الجراحة، المختبر، وساحة المشفى الخارجية، تجمع الأطباء والمرضى بين ممرات المشفى، مصرين على البقاء داخله وعدم الاستجابة لأوامر الإخلاء التي أصدرتها مسيّرات الاحتلال "كواد كابتر".
مصير مجهول
الصحفي محمد الشريف تحدث لوكالة "صفا"، عن تفاصيل ما يجري داخل المستشفى ومحيطه، قائلًا: إن "جيش الاحتلال طالب مساء أمس جميع من في المستشفى بالاخلاء، وهو التهديد الثالث خلال الـ24 ساعة الماضية".
وأضاف الشريف أن "جيش الاحتلال وضع عدد من الروبوتات المفخخة في محيط المشفى، ما تسبب في حدوث أضرار فيه، وإصابة بعض الكوادر الطبية والمرضى الذين لا تتوفر وسائل لرعايتهم".
وأوضح أن إطلاق النار والقذائف والقذائف الصوتية لم يتوقف على مدار الساعة، فضلًا عن إطلاق النار من القناصين والطيران المسير، مما سبّب حالة من الخوف والقلق في صفوف المتواجدين داخل المشفى".
وتابع "نحن محاصرون بشكل كامل داخل المشفى، ولا يستطيع أحد الخروج من مرافقه الداخلية، وكل من يتحرك يتم استهدافه".
ولم تتوقف اعتداءات الاحتلال، بل طالت مولدات الكهرباء، ما أدى لاشتعال النيران في أحدها وتم تدميره بالكامل، ويحاول الاحتلال الآن استهداف خزان الوقود وهو مليء، مما يشكل خطرًا كبيرًا للاشتعال، قد يؤدي إلى حدوث كارثة للعاملين ولكل المتواجدين داخل المستشفى.
إبادة أخرى يسعى خلالها الاحتلال لإفراغ شمالي قطاع غزة من المنظومة الصحية وإخراجها عن الخدمة، في وقت هي بأمس الحاجة لتقديم الرعاية الصحية للجرحى والمرضى المحاصرين هناك.
سيناريو اقتحام مستشفى الشفاء قد يتكرر بذات الشكل وبوتيرة متصاعدة على المعقل الصحي الذي تآكل مع أشهر الحرب وفقد قدرته الطبية وتحول لمقبرة للمتواجدين داخله.
هجوم غير مسبوق
مدير مشفى كمال عدوان حسام أبو صفية قال: "نتعرض لهجوم مكثف وغير مسبوق، حيث يستهدف الاحتلال مرافق المشفى الداخلية والساحة الخارجية، عدا عن قناصة الاحتلال الذين يستهدفون المشفى وكل متحرك به".
وأضاف في تصريح صحفي، أن إطلاق النار مستمر في المنطقة المحيطة بالمستشفى منذ صباح اليوم، والقذائف المدفعية تستهدف المباني القريبة منها
ووصف الوضع الذي يتعرضون له، قائلًا: "هناك هجوم غير مسبوق على مستشفى كمال عدوان، وهجمة غير طبيعية لم يسبق لها نظير".
ودعا أبو صفية بشكل عاجل إلى إنهاء هذه الهجمات، وإلى تدخل المجتمع الدولي، وأن يتم تحييد المستشفى، والسماح له بالعمل دون تهديد بالإخلاء، مؤكدًا أنه لا يمكن الضغط علينا لإخلاء المستشفى إلى موقع آخر.
وحمل أبو صفية العالم الصامت مسؤولية ما يحدث في المشفى على مدار 79 يومًا، من آلية قتل للمنظومة الصحية شمالي القطاع.
"نداء قد يكون الأخير"، يخرج من صليات رصاصاتٍ تخنق كل صوت يبوح بجرمٍ ممنهج يمارسه جيش إسرائيلي لا يحترم أية قوانين دولية.
ويتعرض مستشفى كمال عدوان لهجمة شرسة ليست الأولى، لكنها قد تكون هجمة تحمل في عنوانها "نهاية مجزرة كمال عدوان"، ليعلن عن نهاية صمود أسطوري خطه أطباء ومرضى رفضوا الخروج والاستسلام. 
ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك