بكين - صفا
أحيت سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية الصين الشعبية، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بالتعاون مع وزارة الخارجية الصينية، وجمعية الصداقة الصينية مع الدول الأجنبية.
وقال ممثل وزارة الخارجية الصينية السفير ونغ ك جيان: "إنه لطالما وقفت الصين إلى جانب القضايا العادلة".
وأضاف أن "قضية فلسطين هي من القضايا الأكثر عدالة وإنسانية على وجه الأرض".
وأكد أن الصين ستبقى تقف إلى جانب الحق والعدل حتى ينال هذا الشعب حريته واستقلاله، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها "القدس الشرقية" وفقًا لما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية.
بدوره، قال القائم بأعمال سفارة فلسطين شادي أبو زرقة: إن "الإنسانية التي لا تنظر إلى الناس جميعًا نظرة متساوية، إنما هي زينة وتصنّع وقناع، وإن العدالة الدولية التي لا تُنصف الضحايا ولا تُعاقب المجرم، إنما هي ميزان مُختل لا ينفع الناس".
وأضاف أن القانون الدولي الذي لا يُلزم "إسرائيل" بوقف جرائمها الممنهجة، هو نظام غير مُستدام، لأن القانون الدولي لا يستقيمُ بمعايير مزدوجة.
وتابع "نتحدث إليكم من قلب معاناة شعبنا، ومن وسط الألم الذي يعيشه تحت الاحتلال الإسرائيلي الذي طال أمده، أكثر من 76 عامًا وهو جاثم على صدورنا، هذا الاحتلال الذي يتجاوز كل حدود الإنسانية والقانون، مرتكبًا أبشع أنواع الجرائم بحق أبناء شعبنا".
وأكد أن الاحتلال يرتكب جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية، كما تشهد على ذلك حرب الإبادة في قطاع غزة، الذي تعرض على مدار أكثر من 426 يوما إلى حملات تطهير عرقي منظمة لم يشهدها التاريخ الحديث.
وأشار إلى أن قطاع غزة بات اليوم مسرحًا لواحدة من أفظع الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
وأضاف أن الاحتلال يمارس سياسة الأرض المحروقة من خلال القصف العشوائي والممنهج للمناطق السكنية، ما أدى إلى استشهاد 45,000 منهم 17800 طفلًا 12800 امرأة، وهناك عشرات الآلاف من المفقودين.
وتابع أن الاحتلال يمارس سياسة التجويع والحصار الجائر منذ أكثر من 17 عامًا، ويمنع دخول الغذاء والدواء والمواد الأساسية، في محاولة لتركيع شعبنا.
وأكد أن قطاع غزة يشهد تدميرًا منهجيًا للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات، والمدارس، ومحطات المياه والكهرباء، ما جعل الحياة هناك مستحيلة.
وأوضح أن الأسوأ من ذلك، تقارير حقوقية موثقة تُؤكد استخدام الاحتلال أسلحة محرمة دوليا في استهداف المدنيين، في انتهاك صارخ لكل المواثيق والمعاهدات الدولية.
ولفت إلى أن هذه الجرائم البشعة لم تقتصر على قطاع غزة، بل تمتد إلى الضفة الغربية والقدس المحتلة في محاولة تفريغها من سكانها الأصلين.
وتطرق إلى معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين بلغ عددهم عشرات الآلاف، ويتعرضون إلى التعذيب النفسي والجسدي، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم بسبب حرمانهم من العلاج.
ودعا أبو زرقة المجتمع الدولي، وفي مقدمته جمهورية الصين الشعبية الصديقة، إلى العمل الجاد لتفعيل القرارات الأممية وتنفيذها، والضغط على المحكمة الجنائية الدولية لتسريع إجراءات محاكمة نتنياهو وغالنت، وفرض عقوبات دولية على الاحتلال لردعه عن مواصلة هذه الجرائم.
ر ش