أكد ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة، أن المنظمة لم تتلق أي إشعار مسبق بالهجوم الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، والذي وقع فجر الخميس وأدى إلى استشهاد أكثر من 30 شخصًا.
وأوضح بيبركورن، خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو من جنيف، أن المستشفى بات يعمل بقدرة محدودة للغاية، مما يشكل خطرًا على حياة المرضى.
وانسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محيط المستشفى بعد اقتحام استمر لساعات، شهد اعتقال أفراد من الطاقم الطبي والمرضى وإجبار الموجودين على إخلاء المكان.
في الليلة نفسها، استهدفت الغارات الإسرائيلية المناطق المحيطة بالمستشفى، مما تسبب في ارتقاء 30 شهيدا وزاد من الأعباء على المستشفى الذي استقبل أعدادًا كبيرة من الشهداء والجرحى في وقت قصير، في ظل نقص حاد في الموارد الطبية.
وفي بيان لاحق، أعلن مدير المستشفى حسام أبو صفية أن المستشفى تعرض لغارات جديدة صباح الجمعة، أسفرت عن استشهاد أربعة من الطاقم الطبي وإصابة عدد كبير من المرضى، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية بسبب نقص الطواقم الطبية والإمدادات.
يذكر أن تكرار استهداف الاحتلال المؤسسات الطبية منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023 تسبب في تقويض قدرة المستشفيات على تقديم الخدمات الصحية، وسط مخاوف من انهيار المنظومة الصحية بالكامل في غزة.
وفي هذا السياق، أشار المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أن الهجمات الإسرائيلية تهدف إلى تدمير آخر المرافق الصحية شمال غزة كجزء من سياسة التهجير القسري للسكان، مشددًا على أن استمرار القصف والحصار يهدد ما تبقى من مقومات الحياة في المنطقة.
من جهتها، دعت حركة حماس منظمة الصحة العالمية إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في استهداف المنشآت الصحية، واعتبرت هذه الجرائم انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية المدنيين ووقف هذه الانتهاكات.
يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي ليضيف المزيد من الضغوط على قطاع غزة، الذي يواجه أزمة إنسانية خانقة، مع تفاقم نقص الموارد الأساسية والطبية واستمرار الاعتداءات على المدنيين.